لماذا نتعرّض لسوء المعاملة؟عينة

لماذا نتعرّض لسوء المعاملة؟

يوم 3 من إجمالي 3

المشاعر السلبيّة

يبدو أنَّ التعساءَ مصمِّمون على نَشرِ كآبتِهم. ومصمِّمون أيضًا على جعل حياة الآخرين صعبة. أحدًا لم ينجُ من صدمةِ العلاقاتِ المضطربة لذلك سنتطرَّق لأهمّ الدوافعِ والرغباتِ والاِحتياجاتِ الأساسيَّة التي تُحفِّزُ هذا السلوك لنحاول فهمها.

1) الدونيّة: عندما تصبح سمعةُ المرءِ ومكانتُه هي الأهمّ، يحاولُ غالبًا رفعَ شأنِه عبرَ الحطِّ مِن قَدْرِ الآخَرِين، فتكونُ النتيجةُ الافتراءَ والاِتّهاماتِ الباطلةَ وجميعَ أنواعِ السلوكيّاتِ السيّئةِ الأُخرى.

2) الشعور بالذنب: قد يشعرُ المرءُ بالذنبِ وبتأنيبِ الضمير، بسببِ نمطِ حياةِ الآخَرِ أو تعاليمِه. فبدلًا من معالجةِ المشكلةِ مِن جذورِها، قد يُحوِّلُ الشخصُ المذنبُ اضطراباتِه الداخليّةَ إلى كُرْهٍ تجاهَ الشخصِ الذي يلومُه على إثارةِ مشاعرِ الذنبِ فيه.

3) الجشع: تصبح الرغبةُ في الثراء لدى بعضِ الأشخاصِ هاجسًا يستحوذُ على الاهتمام كلّه، فلا يهمُّهم إنْ تطلّبَ مسعاهم سحقَ الآخَرِين، ولا يُبالُونَ أيضًا إنِ اضطرّوا إلى الكذبِ والاِستيلاءِ على ما ليس مِن حقِّهم. فبحسبِ وجهةِ نظرِهم، الغايةُ تبرّرُ الوسيلة.

4) المعتقدات الدّينيَّة: على مرّ القرون، تعرّض الأشخاصُ للاِضطهادِ باسمِ الدِّين. وبعضُ الأديانِ ينطوي على تعاليمَ تُوعِزُ باضطِهادِ ذَوي الإيمانِ المختلف، إلّا أنّ الاِضطهاداتِ غالبًا ما تنشأُ عن مآرِبَ أُخرى متّخذةً الدِّينَ غطاءً. فالمضطهِدونَ يبرّرونَ تصرُّفَهم على أنّه محاولةٌ للقضاءِ على المعتقداتِ الدّينيّةِ الزائفة، والحقيقةُ أنّهم يقاتلونَ لأجلِ السيطرة. وكم من المضطهِدِينَ باسمِ الدِّين، نَراهُم منشغلينَ بالسلطةِ أكثرَ مِمّا يهتمّون بالدِّين.

5) المرارة: تبدأ المرارةُ عندما يسمح المرءُ للحزنِ الناجمِ عن مأساةٍ أو ظُلمٍ بأن يستشريَ في ذِهنِه. ومع مرور الوقت، يوجّه الشخصُ ألمَ التجربةِ نحو فردٍ آخَرَ أو مجموعة، وإذ تتفاقمُ المرارة، يبدأ بالتفكير بالاِنتقامِ من أشخاصٍ لا علاقةَ لهم بتجربتِه الأليمة.

في الواقع، هذه هي حالُ كلِّ نَفْسٍ لا تعرفُ المسيحَ ولم تَقبَلْ تدبيرَه. في عمق قلب الإنسان المسحوق مِنَ المُجرِّب، تَقبَعُ مشاعرُ دفينة، وحدَها النعمةُ تستطيعُ شفاءها. إذ بلمسةٍ من قلب الله المُحبّ، تعود الأوتارُ المقطوعة تعزفُ مجدّدًا.

صلاة

يا سيّدي الرَّب، في هذا العصر الذي تسود فيه الكراهية والحقد والمرارة والجشع وغيرها من مشاكل، آتي إليك بإيمان طالبًا أن تفتح عينيّ على ما يعانيه الآخرون وأيضًا ما لا يرضيك فيّ. مدَّ يدك لتُجري عجائب فتشفي حياتي وحياة مَن حولي من كلٍّ أفكار خاطئة. باسم فتاك القدوس يسوع أصلّي، آمين.

يمكنك متابعة قراءة الجزء الثاني لهذه السلسلة "الردّ على سوء المعاملة" أو كتاب عندما يجعل الآخرون حياتك صعبة (للكاتب دانيال ميلير)، المورد المُستخدم في سلسلة التأمّلات هذه.

يوم 2

عن هذه الخطة

لماذا نتعرّض لسوء المعاملة؟

نحن نعيشُ على هذه الأرض مع بني البشر، معًا نَقودُ في الشوارعِ، ونَسيرُ في الطرقاتِ ونتنشَّقُ الهواء. أحيانًا يكونُ هذا التعايشُ هادئًا وجميلًا، وأحيانًا لا يكون كذلك. في هذه السلسلة من التأمُّلات سنتمعَّن معًا، انطلاقًا من دراسة بعض الشخصيّات الكتابيّة، في الأسباب التي قد تجعل الآخرين يُسيئون معاملتنا، ونستفيد من النصائح التي تقدّمها لنا كلمة الله بهذا الشأن.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/