خلني قرب الصليبعينة

خلني قرب الصليب

يوم 8 من إجمالي 11

٨. أخلى نفسه حتى الموت 

يعني ايه اتضاع، امتى بنقول ان فلان ده متواضع؟ غالبا لما بنبقى عارفين ان الشخص ده في مكانة كبيرة لكن بيعمل حاجات مَتتنَاسبش مع مكانته ... يعني تخيل مثلاً رئيس جمهورية يزور مكان عام عشان ياكل فيه، ويبدأ يخدم الناس الموجودة ويجيب لهم الأكل وبعد ما ياكل يقوم يغسل الأطباق ... منظر غريب مش كدة؟ مين ممكن يتوقعه؟ يمكن الناس مَتقولش ان ده تواضع لكن جنان.

مفيش تواضع ممكن يتقارن باللي عمله المسيح ... الرسول بولس بيقول أن المسيح وهو معادل لله ... أخلى نفسه وأخد صورة عبد ... أخلى نفسه مش معناها انه بطل يبقى الله ... لكنه بقى إنسان ... اتضع واتحد بالبشر وأخد طبيعتهم وبقى عليه التزامهم! المذهل ان اتضاع المسيح موقفش لحد هنا ... مش بس جه عشان يبقى واحد مننا ... ده جه عشان يحمل عارنا وخطايانا ويتحمل دينونة شعبه عشان يخلصه.

لما بنوصل لمشهد المحاكمة والصلب ... بنشوف اتضاع المسيح ووداعته في أقوى صورة ليهم ... الأناجيل بتحكي لينا شوية تفاصيل عن اللي حصل في المسيح بعد محاكمته. بيتسلم لعساكر رومان في منتهى القسوة والوحشية ... في مقر الحكم بتاع بيلاطس بيجمعوا عليه كتيبة رومانية عشان يستهزأوا بيه ويهينوه .... يعروه ويلبسوه عباية ويعملوا له تاج شوك ويمسِّكوه عصاية عشان يتريقوا عليه ويقولوا السلام يا ملك اليهود وبعدها ياخدوا العصايا دي ويضربوه بيها على دماغه ويتِفّوا عليه ... وبعدها يقطعوا هدومه ويعملوا عليها قرعة ... حتى هدومه أخدوها منه... 

تخيلوا حجم الإهانة والتهزيء ... الصليب مكانش بس ألم جسدي، لكن ألم نفسي رهيب ... مفيش حد اتضع أو اتهان زي المسيح ... لأن مفيش حد في عظمة المسيح ... الفرق بين مكانته الحقيقية واللي حصل فيها مايتقارنش بأي حدَّ ...  

وبعد ما يترفع على الصليب يسمع تريقة واحتقار من كل الموجودين ... كل اليهود اللي عدوا عليه يتريقوا عليه ... رؤساء الكهنة والناس اللي ليها مكانة في المجتمع يعيَّروه ... حتى المجرمين المصلوبين جنبه مَسلِمش منهم ... المسيح كان وحده خالص بيتحمل تعيير وإهانة غير عادية ...

من ضمن الكلمات اللي اتقالتله "يعني قدر يخلص ناس تانية لكن مش عارف يخلص نفسه ... لو هو فعلا ملك إسرائيل ... لو هو فعلا ابن الله ينزل واحنا نؤمن بيه" ... المسيح كان يقدر يخلص نفسه ... كان يقدر ينزل ويوقف كل ده ... لكنه معملش كدة لأنه كان مصمم يخلص شعبه ... مصمم يمشي الطريق لآخره ... لغاية ما يتعلق على الخشبة ويتحمل لعنتنا... 

من أجل السرور الموضوع أمامه ... احتمل الصليب مستهينا بالخزي ... مين ممكن يتكبر قدام المشهد ده 

يوم 7يوم 9

عن هذه الخطة

خلني قرب الصليب

تأملات مُركّزة باللهجة المصرية عن عُمق وروعة صليب المسيح وقيامته

More

http://elsoora.org :نود أن نشكر خدمة الصورة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع