من هو يسوع؟ الجزء الثانيعينة

ما وراء التأثير

في الاصحاح 12، ادلى الرب يسوع ببعض التصريحات الجريئة، كما تعود ان يفعل خلال فترة خدمته، فأشار هنا على نفسه أنه أعظم من يونان، وسليمان. ماذا يقصد هنا؟ لماذا اختار هذين الرجلين؟ 

كل من يونان وسليمان كانوا من الأشخاص ذو تأثير كبير جداً في العهد القديم. قد تكون سمعت عن قصة يونان والحوت. قد تبدو هذه القصة للبعض مبالغ فيها، الا ان هذا ليس جوهر القصة. فيونان كان نبي، دعاه الله لكي يبلغ رسالة معينة الى مجموعه من الناس محددين. لكن الفريد للغاية عن يونان أن الرسالة التي أعطاها الله له لم تكن موجه لشعبه اليهودي، انما كانت لعاصمة اشور. هؤلاء الناس كانوا أكثر الناس وحشية، همجية، وتنمر في كل العالم القديم. الله أرسل يونان لهم. 

اما سليمان فيٌعرف بالحكمة الرائعة التي منحها الله له. هذه الحكمة الإلهية سمحت له بحل العديد من المشاكل، وقيادة حكيمة في الحكم، واكتسب نفوذ لا يصدق. ونتيجة لحكمته الكبيرة كانت الناس تأتي اليه من جميع انحاء العالم طالبه مشورة. وخلال فترة حكمه شهدت وقتها الامة الإسرائيلية سلام، وثروة، وهيبة. 

ترك هذان الرجلان اثراً كبيراً على الأمم غير اليهودية. فعندما أوصل يونان رسالة الله الى مدينة نينوى، عاصمة اشور، رجع اهل نينوى الى الله بندم حقيقي. وبالنسبة لسليمان خلال فترة حكمه كملك، كان عليه ان يتخذ قرارات بالغة الصعوبة. هذه القرارات تربك أي شخص آخر، لكنه تعامل مع هذه المواقف بحكمة كبيرة جعلت الناس حول العالم تأتي اليه باعتباره الرجل الأكثر حكمة في تلك الأوقات. 

لماذا استشهد الرب يسوع بهذين الرجلين؟ حسناً، هو قال انه اعظم من النبي الوحيد الذي سمعت له امة غير يهودية، واعظم من الملك الذي بلغت حكمته انتباه الناس من جميع انحاء العالم. ما يقوله الرب يسوع انه أعظم من هذين الرجلين يدعمه التاريخ، لان حياته ورسالته كان لها تأثير كبير في كل العالم أعظم من أي شخص عاش على الارض!

انظر، عندما قال الرب يسوع انه أعظم من يونان وسليمان، كان يعلم الى اين يتجه ـ الى الصليب. والى جانب ذلك، كان يعرف مدى تأثير حياته، موته، وقيامته. قال يسوع:

“وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع.” يوحنا 12: 32 (ترجمة فاندايك)

يونان وسليمان كانوا رجال امتد تأثيرهم الى العديد من الأمم. لكن تأثير الرب يسوع تجاوز حدود أي تصور. فرسالته احضرت الرجاء والخلاص الى كل العالم. 

لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة، لجميع الناس. تيطس 2: 11 (ترجمة فاندايك)

جاء من هو أعظم من يونان ليعلن عن نعمة الله المقدمة الى العالم. ومن هو أعظم من سليمان ليكون ملكنا ويأخذ عنا الدينونة التي نستحقها. جاء يسوع، وبفضله كل شيء تغير.