ثقَةٌ في مَحلِّهاعينة

ثقَةٌ في مَحلِّها

يوم 7 من إجمالي 7

  

مزمور ١٣٣

يتغنّى داود بجمال وحدة شعب الرب حيث يأمر الرب بالبركة (عدد ٣). هذا المزمور هو أحد مزامير المصاعد التي كان يُرنّمها الشعب أثناء رحلة صعوده إلى أورشليم للاحتفال بالأعياد، وفي مثل هذه الأوقات كان شعب إسرائيل من مختلف الأسباط يأتون من أراضيهم ليجتمعوا معًا للاحتفال في محضر الله. يعكس هذا المزمور بهجة وفرح عبادة الله الجماعية حيث يجتمع الشعب من كافة الأسباط والمستويات الاجتماعية لعبادة الله. عِلمًا بأنَّ ما يجمعهم ليس أنَّ كلّهم إسرائيليون عرقيًا، ولكن بالأوّلى بسبب علاقتهم العهدية مع الله مخلّصهم.

لم تكن العلاقة دائمًا على وفاق بين الإخوة في الكتاب المُقدّس. أوّل أخوين في الكتاب قايين وهابيل كان بينهما دمٌ، وكلنا نعرف ما حدث بين يوسف وإخوته. حتى أولاد داود كاتب المزمور، أمنون وأبشالوم وأدونيا وسليمان لم يعيشوا هذه الوحدة، بل امتلأت علاقتهم بالكراهية والصراع. لكن داود يقول إنَّ العلاقة بين شعب الله تتميّز بوحدة لا يمكن لأحد أن يصنعها سوى الرب نفسه وتسمو عن أيّ وحدة يمكن أن نراها حتى بين الإخوة حسب الجسد. فالوحدة الموجودة بين شعب الله وحدة تتمتع بالبركة الإلهية والاستمرارية إلى الأبد (عدد ٣).

يعطي داود تشبيهين ليصف هذه الوحدة. في عدد ٢ يشبّه الوحدة بين شعب الله بالدُهن أو الزيت النازل على لحية رئيس الكهنة هارون وصولاً إلى طرف ثيابه. كان هذا الزيت يُستخدَم لتكريس وإفراز رئيس الكهنة للحياة لله ولخدمته، كذلك أيضًا الوحدة التي يتميز بها شعب الله تفرزه وتميّزه عن العالم ليشهدوا هم أيضًا للعالم ويخدموه. التشبيه الثاني للوحدة هو ندى جبل حرمون المليء بالرطوبة النازل على جبل صهيون. يصور داود الوحدة التي يصنعها الله بالندى الذي يروي أرض إسرائيل الجافة. من الملفت هنا هو أنَّ جبل حرمون في أقصى الشمال في أرض إسرائيل بينما جبل صهيون في أورشليم في وسط أرض إسرائيل. لا يمكن لأحد أن يتخيل أن يكون ندى جبل حرمون هو ما يروي جبل صهيون، كذلك أيضًا الوحدة المذهلة التي يصنعها الله بين شعب الله التي تجلب أناسًا مختلفين في العرق والجنس واللون والخلفيات لعبادة الله الواحد. 

من أهم ما يُميِّز شعب الله هو الوحدة، وهذه الوحدة تختلف عن أيّ وحدة يمكن أن نراها في العالم مِن حولنا. فهي بين أناس لا يمكن لأحد أن يتخيّل وجود وحدة بينهم، وحدة يمكن أن تجمع بين سمعان الغيور ومتى العشّار معًا. هذا المزمور يُقدّم صورتين نرى فيهما وحدة بين أشياء بعيدة عن بعضها: رأس هارون وذيل ثيابه، وجبل في الشمال وجبل في الجنوب وما يربط هذه الأشياء البعيدة عن بعضها هو الزيت النازل والندى النازل. ألا يُذكّرنا هذا بالروح القدس الذي يُوحّد شعب الله. لا يمكن لأحد أن يوحّد شعب الله سوى الروح القدس على أساس عمل المسيح. حقًا يا رب ما أجمل وأحسن أن يسكن الإخوة معًا، كم نشتاق إلى بركتك ونحن نعبدك سويًا. لكننا أيضًا نتوق إلى اجتماعنا الأبدي معك في أورشليم السماوية حيث لا فراق ولا دموع ولا حزن بل حيث أمر الرب بالبركة، حياة إلى الأبد.

يوم 6

عن هذه الخطة

ثقَةٌ في مَحلِّها

٧ أيام في ظلَّ الرّب المّلِك، الجدير بالثقة وحده. تأملات من مزامير المصاعد

More

http://elsoora.org :نود أن نشكر خدمة الصورة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع