مُحصن ضدّ الخوفعينة

مُحصن ضدّ الخوف

يوم 1 من إجمالي 5

 تزداد قوة! 

  

نحن نعيش في وقتٍ رائع. لم يسبق لي أن رأيت العالم بأسره يسيطر عليه الخوف وعدم اليقين بهذا الشكل. يُقدر الخبراء والمتخصصون جميعًا ما هو معنى هذا الوضع، ولماذا يحدث، وإلى متى سيستمر. لا أعرف جميع الإجابات، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكننا معرفتها بالتأكيد. كأبناء لله، لدينا إمكانية الوصول إلى سلام يتجاوز الفهم - أي أنّه ليس سلامًا طبيعيًّا أو جسديًّا، بل إنّه سلام يفوق الطبيعة، يتفوق على ما يمكن للعقل والفكر استيعابه. هذا مهم لأن ما نحتاجه الآن ليس مزيدًا من المعلومات – حيث يتم قصفنا بالأخبار بالفعل. ما نحتاجه هو شيء يخترق مباشرة جوهر كياننا ويقوينا من الداخل. وهذا ما تفعله كلمة الله.

على مدار الستين يومًا التالية، سوف اخترق قلبك وعقلك بحقيقة خالدة لا يمكن تغييرها من كلمة الله التي ستعمل مثل اللقاح السماويّ، لتلقيحك ضدّ الخوف والقلق والاضطراب. كانت هذه الكلمات حقيقيَّة قبل ظهور COVID-19 (فيروس كورونا)، وستكون كذلك أيضًا بعد فترة طويلة من زواله. لكن في لحظات كهذه، نحتاج إلى تذكير أنفسنا بهذه الحقائق أكثر من أيٍّ وقتٍ مضى.

يبدأ بعض الناس في التردد في مثل هذه الأوقات. فقد يتساءل البعض عن الله وكلمته وحبه وإخلاصه. لكن هذا هو الوقت الذي نحتاج فيه إلى التمسك به كما لم نفعل من قبل. أتذكر الحوار الذي دار بين راينهارد بونكي ذات مرّة مع رجل كان مريضًا ومعذبًا. قال الرجل إنّه يعاني من "أزمة إيمان". فقال راينهارد له: "يا أخي.. عندما تكون في مرحلة الغرق، يكون هذا هو أسوأ وقت للتخلي عن شريان الحياة". إذا كنت تكافح، تمسك بكلمة الله وحقه بكلّ قوتك - إنهما شريان حياتك!

يقول الربّ يسوع في يوحنا ١٠: ١٠ "اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ، بَلْ مِلْءُ الْحَيَاةِ!".

قام الربّ بعمل مقارنة واضحة بين رسالته ورسالة الشيطان. إنَّ خطط الشيطان لنا تتعارض تمامًا مع خطط الله لنا! من الأهمّيّة أن نؤمن بهذه الحقيقة التأسيسيَّة: لقد أتى يسوع حتّى نحصل على الحياة، بل ملء الحياة!

نرى إعلانات حبه للبشريَّة في جميع الأسفار المقدّسة، وفي كلماته وأفعاله - وبشكل أعمق، عندما بذل حياته من أجلنا على الصليب. يسوع يحبنا! إنّه هنا لأجلنا! لقد أعطانا كلمته كصخرة صلبة لنقف عليها، حتّى عندما يأتي اللص للهجوم، يمكننا أن نصدق بثقة ثابتة في وعود الله المخلصة.

في كثير من الأحيان الذي يجعل الناس عرضة لهجوم العدو، هو بداية الشك وعدم الإيمان بصلاح الله وحقيقة كلمته. من ناحية أخرى، فإنَّ الحصانة هي عدم القابلية للتأثر، خاصة نحو شيء غير مرحب به أو ضار. الشيطان يعلم أنّه لا يحق له أن يسرقك أو يقتلك أو يدمرك، إلّا إذا استطاع أن يُقنعك أن تستلم له، ولكن إلهك يُعطي السلطان والقوة كأبناء وبنات لله. بينما يتآمر الشيطان ويخطط لخداع الشعب عن طريق زرع اتهامات كاذبة، وتزوير الحقيقة، وفي أغلب الأحيان، باستخدام تكتيكات الخوف. فهو يستخدم الخوف لأنه يؤثر بشكل جيد في الاضطراب والتردد. في النهاية، أولئك الذين يستسلمون لعدم الإيمان يساعدونه على تحقيق مهمته تلك. وبمجرد أن أقنع الشيطان الإنسان بإساءة ثقته في الربّ، يصبح عرضة لعدوى الخوف والشك وعدم الإيمان. إنَّ الطريقة التي تصبح بها مُحصن ضدّ هذه الهجمات من العدو، هي الثبات في الإيمان الراسخ بيسوع وكلمته! في الأيام المقبلة، سنُركز على هذه الحقيقة، حتّى نتمكن من الوقوف بحزم ضدّ جميع الهجمات، ونتحصن بشكل آمن في النصرة التي حققناه في المسيح يسوع!

عندما يتعرض الشخص لمسببات الأمراض ويعيشون، تتعلم أجسامهم كيفية محاربة هذه العدوى ويصبحون محصنين ضدّها من الآن فصاعدًا. هذا هو ما سنفعله بحسب المثل القديم القائل: "ما لا يقتلك يجعلك أقوى". أعتقد أنَّ الأمر مشابه جدًا بالنسبة لأرواحنا. فعندما نمضي في الحياة، ونتغلب على المِحن والصعوبات، ونخرج منتصرين، نسير جنبًا إلى جنب مع يسوع، ونصبح أقوى وأكثر صلابة روحيَّة وأكثر مرونة في الإيمان. هذا هو السبب في أنَّ وقتًا مثل الوقت الذي نحن فيه الآن، يُعد وقت مهم جدًا. يمكن أن يكون ساحة تدريب للمعارك الأكثر أهمّيّة في المستقبل. سأل إرميا قائلًا: "إِنْ جَرَيْتَ مَعَ الْمُشَاةِ فَأَتْعَبُوكَ فَكَيْفَ تُبَارِي الْخَيْلَ؟ وَإِنْ كُنْتَ مُنْبَطِحاً فِي أَرْضِ السَّلاَمِ فَكَيْفَ تَعْمَلُ فِي كِبْرِيَاءِ الأُرْدُنِّ؟" (ار 12: 5)

انضم إليّ لمدة 60 يومًا قادمة بينما نواجه مُسبب المرض هذا -أي الخوف- وجهًا لوجه مع ترياق كلمة الله. الله يستخدم هذا الوقت في كلّ حياتنا لبناء ثقة لا تتزعزع في قلوبنا له كما لم يحدث من قبل.

يوم 2

عن هذه الخطة

مُحصن ضدّ الخوف

في الوقت الحالي، لا يتحدث العالم فقط عن فيروس مميت بدون توقف، ولكنه يشعر بشكل مباشر بآثاره -على ما يبدو- على كلّ شخص. هذا هو الجزء الأوّل من خدمة العبادة لمدة 30 يومًا المصممة للمساعدة في بناء إيمانك وتسليحك بكلمة الله؛ ليس فقط لمساعدتك في مواجهة هذه التحديات ولكن لتزدهر وتثمر في هذه الأوقات الصعبة.

More

نود أن نشكر CfaN Christ For All Nations على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://www.cfan.eu