توسيع نطاق القيادة بالحكمة الكتابيةعينة

النهايتان المُثَبِتَتان للكتب على الرف

كم مرة رأيت أشياء وشعرت وكأنك لم ترها من قبل؟ على سبيل المثال، السيارة التي اشتريتها وتراها في الطريق تشعر وكأنك تراها الآن لأول مرة. أحيانًا ما يبدو الكتاب المقدس كذلك؛ تقرأ فقرة معينة مرارًا وتكرارًا وفجأة، تشعر بأن هناك ما يلفت انتباهك في هذه الفقرة. يعد هذا الشعور أحد الأشياء العديدة التي أحبها في قراءة كلمة الله. كثيرًا ما يذكرني صديقي ومرشدي العزيز، "ج. لي" بأن، "أساس تعلمنا هو الحاجة إلى المعرفة."

هذا هو بالضبط ما حدث لي عندما كنت أقرأ رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس والإصحاح السادس، والذي يتضمن الآيات الشهيرة التي تتحدث عن "سلاح الله". الكثير منا سمع هذه الآيات عشرات المرات والتي تبدأ على النحو التالي:

"البَسوا سِلاحَ اللهِ الكامِلَ لكَيْ تقدِروا أنْ تثبُتوا ضِدَّ مَكايِدِ إبليسَ."

يمكننا تقسيم سلاح الله إلى أجزاء على النحو التالي:

1. فاثبُتوا مُمَنطِقينَ أحقاءَكُمْ بالحَقِّ، 
2. ولابِسينَ دِرعَ البِرِّ،
3. وحاذينَ أرجُلكُمْ باستِعدادِ إنجيلِ السَّلامِ.
4. حامِلينَ فوقَ الكُلِّ تُرسَ الإيمانِ، الّذي بهِ تقدِرونَ أنْ تُطفِئوا جميعَ سِهامِ الشِّرّيرِ المُلتَهِبَةِ.
5. وخُذوا خوذَةَ الخَلاصِ، 
6. وسَيفَ الرّوحِ الّذي هو كلِمَةُ اللهِ.

لدينا ستة وسائل تجعلنا نبقى صامدين وثابتين في الله. ولكن انظر عن قرب للشيء الذي يربطها معًا. الحق الذي هو في كلمة الله، وسيف الروح الذي هو كلمة الله! لم أكن قد رأيت ذلك من قبل، وقد أدهشني هذا الاكتشاف! 

بداية طرف التثبيت هو مِنْطَقَة الحق. يتم تصميم المِنْطَقة -الحزام- لتثبيت الأشياء، مثل السراويل (البنطلونات)، في أماكنها. كانت الثياب في زمن كتابة الكتاب المقدس شبيهة بملاءة طويلة أو رداء طويل، وكان يتم استخدام هذه المِنْطِقة لرفع الثياب الطويلة وتثبيتها في مكانها بما يسمح للناس بالتحرك بسرعة دون أن يسقطوا. كم هو ملائم أن نستخدم الحق في كلمة الله ليحفظنا من الوقوع في الأخطاء. كلمة الله هي مصدر الحق لأتباع يسوع!

أما طرف التثبيت من الناحية الأخرى فهو سيف الروح، الذي هو كلمة الله. يعد السيف أداة دفاعية وسلاحًا هجوميًا في نفس الوقت. يجب علينا استخدام كلمة الله للدفاع عن أنفسنا و للانتصار على إبليس عندما يجول عدونا الروحي ملتمسًا من يبتلعه هو (بطرس الأولى 8: 5). 

كما ترى في هذا التشبيه، يتم الحفاظ على الكتب في مكانها بواسطة تلك النهايات المُثَبِتَة للكتب على الرف. هذه النهايات تُمَثِّل كلمة الله كما أنها هي الوسيلة للبقاء في قوة. هذا التشبيه يمثل حياتنا كقادة. يجب أن تكون لدينا أرفف مليئة بالكتب التي نتعلم منها. هذه الأرفف تمتلئ أيضًا بالاختبارات والتجارب التي شكلتنا بالإضافة للتعليم الذي ساهم في إعدادنا. هذه الموارد فعالة ومفيدة، ويستخدمها الله كما يترائى له. ولكن تلك النهايات المُثَبِتة والمحيطة بالكتب، والتعليم والاختبارات الموجودة على الرف هي الحاسمة للعملية كلها. 

كقادة، يعد بناء أساس صلب على كلمة الله أحد الوسائل الأساسية لتوسيع نطاق قيادتنا. يجب أن تتم تنقية كل ما تعلمناه واختبرناه بواسطة الحق الموجود في كلمة الله—الذي يمثل في تشبيهنا النهايات المُثَبِتة للكتب على الرف. سيقوم الحق بتشكيل منظورنا، وتمكيننا من رؤية المواقف والظروف على حقيقتها. ولأن حق كلمة الله فينا سنصبح قادرين على توسيع نطاق قيادتنا حتى في الوقت الذي فيه تسوء (وليس إذا ساءت) الأمور وسيقودنا ذلك للتجاوب مع الظروف وفقًا للحق الموجود في كلمة الله. تقوم كلمة الله بتزويدنا بالحكمة الكتابية المطلوبة لنكون قادة ممتازين.

إلهي، أريد أن يخترق حقك قلبي وروحي. تحدث إلىَّ وذكرني بأن أجعل تلك النهايات المُثَبِتَة للكتب على الرف (والتي هي جزء من سلاح الله) جزءًا أساسيًا في كل يوم من أيام حياتي.