رسائل بولس في السجن: بولس وأهل فيلبيعينة

رسائل بولس في السجن: بولس وأهل فيلبي

يوم 14 من إجمالي 14

  اليوم 14: طبيعة المثابرة – فيلبي 1: 27

 تصوَّر بولس الثبات على أساس الفكرتين المتلازمتين للإيمان الحقيقي والحياة البارّة. من جهة، الثبات يعني الحفاظ على إيماننا بإنجيل المسيح، متكلين على استحقاقه وحده لأجل مثولنا في البِر أمام الله. كتب بولس عن هذا الموضوع في فيلبي 1: 27، حيث عبَّر عن أمله من أجل أهل فيلبي بهذه الكلمات:

تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ. (فيلبي 1: 27)

ينبغي علينا كمؤمنين، أن نبقى راسخين في التزامنا بالإنجيل، غير متخلّين عن معتقداتنا. هذا هو ما نعنيه عندما نتكلمَّ عن الثبات في الإيمان.

يمكن وصف الإيمان الحقيقي بإنجيل المسيح بعدة طرق، ولكن لنقرأ مصدر مركزي واحد للإيمان المسيحي كما يصفه بولس في فيلبي 3: 8-9:

كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ، وَأُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ، الْبِرُّ الَّذِي مِنَ اللهِ بِالإِيمَانِ. (فيلبي 3: 8-9)

يشير بولس في هذه الفقرة إلى أن كل مراتبه البشرية وأعماله الصالحة كانت عديمة الفائدة في الحصول على البّر والخلاص الحقيقيين. الشيء الوحيد الذي بإمكانه أن يُكسبه الخلاص كان برَّ المسيح، الذي حصل عليه بولس بواسطة الإيمان.

طالما دمنا مستمرين في الاتكال على استحقاق المسيح وحده لأجل برّنا، فنحن نثبت ونقف راسخين في إيماننا. هذا لا يعني أن الثبات لا يقبل أبداً الشكوك. إن معنى ذلك على الأصح، أن الثبات في الإيمان لا يفكر مطلقاً بإنكار حقيقة الإنجيل. فضلاً عن ذلك، إن امتلاكنا للإيمان المسيحي الصحيح لا يعني ألاّ يكون ثمّة أخطاء في لاهوتنا. من المحتمل أن يكون هناك الكثير منها، ومع ذلك نظلّ على إيماننا بعقائد الإنجيل الأساسية. ولكن إذا توقفنا عن الإيمان بالحقيقة الأساسية بأننا نلنا الخلاص بالمسيح وبالمسيح وحده، حينئذٍ نكون قد فشلنا حقاً في أن نثبت.

بالإضافة إلى تعريف الثبات على أنه الإيمان الحقّ، يتكلّم بولس أيضاً عن الثبات بصفته الحياة البارّة، وكإصرار على القيام بأعمال صالحة وحميدة. على سبيل المثال، في فيلبي 2: 12-13، يتكلّم بولس على هذا النحو:

إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ ... تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ. (فيلبي 2: 12-13)

تكلّم بولس هنا عن الاستمرار في الأعمال الصالحة، والتصرف بطرقٍ تتفق مع الخلاص. الثبات في الأعمال الصالحة لا يعني أن تكون حياتنا كاملة. لن نستطيع أن نبلغ الكمال مطلقاً في هذه الحياة، وفي بعض الأحيان تصادفنا عثرات خطيرة. نحن بالأحرى، نثبت في الأعمال الصالحة عندما نسعى بإخلاص جاهدين لإطاعة المسيح. 

يوم 13

عن هذه الخطة

رسائل بولس في السجن: بولس وأهل فيلبي

دراسة رسالة بولس عن الرجاء والتشجيع في أوقات الاضطهاد والضيق التي وجهها هو وأهل فيلبي.

More

:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org