الرجاء فى الظلامعينة

كن أمينا مع نفسك. متى كانت آخر مرة جلست فيها و مجرد تتحاور، حوار حى حقيقى مع شخص آخر، تبادلت معه أطراف الحديث و أنصت لحديثه بجدية؟ دون أجهزة. دون تلفاز. بلا موسيقى. ولا أى مشتتات.

لا عجب أنه من الصعب لنا أن نستمع لصوت الله.

كما نقرأ فى حبقوق 1، سأل الله بجرأة كل الأسئلة الصعبة التى كانت بقلبه. من الصعب أن تحب شخص - حتى خالق الكون - و تحمل نحوه ضغائن و تخفى مشاعرك الحقيقية. لقد أحب حبقوق الله، و هذا يبدو واضحا، لكن لم يمنعه هذا من تحدى الله بإحترام طالبا أن يساعده أن يفهم الفجوة الكبيرة بين ما ي}من به و ما يراه حوله.

ما إن إنتهى النبى من طرح أسئلته، أدرك أنه جاء وقت الإستماع. كذلك بالنسبة لك. كتب حبقوق "على مرصدى أقف و على الحصن أنتصب؛ و أراقب لأرى ماذا يقول لى. و ماذا أجيب عن شكواى" (حبقوق 2: 1). أحب هذه المشاهد. على مرصدى أقف و أراقب ماذا يقول الرب لى. فى بعض الأحيان يكون السبب لعدم الحصول على أجوبة لأسئلتنا هو إننا لا نريد أن نتوقف و ننتظر فترة كافية حتى يظهر الله نفسه لنا.

هو قال، كفوا، كفوا و إستمعوا.

كييف تسمع الله؟ يمكنك أن تسمعه من خلال كلماته و تدع روحه يجلب لك الحقيقة فى الحياة. يتكلم الله خلال الظروف، إذا توقفت فترة كافية للتأمل. يتكلم خلال الناس، مقدما حكمة إلهية من السماء. و قد يتكلم مباشرة خلال روحه. حين تنتمى إليه، إقضى وقتا معه، هدئ نفسك أمامه، ستتعلم أن تميز صوته.

ربما كنت تسأل الله عن ما تريد. ولا مشكلة فى ذلك؛ يريدنا الله أن نلجأ إليه. لكن هل لديك الرغبة فى الإستماع لما يجب أن يقوله لك، حتى إذا كانت الإجابة مخالفة لما تريد؟ إستمر فى الإستماع. سوف لا يتركك الله فى وقت إحتياجك؛ سيضمك بالقرب منه بنحو حثيث و يحملك خلال ألمك.

صلى: يا رب، أنا مستعد للإستماع. ما هى خطتك فى هذا الموقف؟ كيف يمكننى أن أنمو خلال ذلك؟