التكوين 22:24-67

التكوين 22:24-67 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)

ولمَّا فرغتِ الجِمالُ مِنَ الشُّربِ أخذَ الرَّجلُ خُزامةً مِنْ ذهَبٍ وَزنُها نِصفُ مِثقالٍ وسوارَينِ ليدَيها وَزنُهُما عشَرَةُ مثاقيلَ ذهَبٍ، وقالَ: «بنتُ مَنْ أنتِ؟ أخبريني، هل في بَيتِ أبـيكِ موضِعٌ نَبـيتُ فيهِ؟» فقالت لَه: «أنا بنتُ بتوئيلَ ا‏بنِ مِلْكةَ ا‏مرأةِ ناحورَ». وقالت لَه: «عِندَنا كثيرٌ مِنَ التِّبنِ والعَلَفِ وموضِـعٌ للمَبـيتِ أيضا». فركعَ الرَّجلُ ساجدا للرّبِّ وقالَ: «تبارَكَ الرّبُّ إلهُ سيّدي إبراهيمَ فهوَ لم يمنعْ رأفتَهُ وإحسانَهُ عَنْ سيّدي، فهداني في طريقي إلى بَيتِ أخيهِ». فأسرعتِ الفتاةُ إلى بَيتِ أُمِّها وأخبرتْ بما جرى. وكانَ لرفقةَ أخٌ ا‏سمُهُ لابانُ، فخرَجَ لابانُ مُسرِعا إلى الرَّجلِ، إلى العَينِ، حالما رأى الخُزامةَ في أنفِ أُختهِ والسوارَينِ في يَديَها وسَمِعَها تقولُ: «هذا ما قالهُ الرَّجلُ لي»، فوجدَ الرَّجلَ واقفا معَ الجِمالِ عِندَ العَينِ. فقالَ لَه: «أُدخُلْ يا مَنْ باركَهُ الرّبُّ، لماذا تقِفُ هُنا في الخارجِ وأنا هَيَّأتُ البَيتَ وموضِعا لجِمالِكَ؟» وأدخَلَ الرَّجلَ‌ إلى البَيتِ وحَلَّ عَنْ جِمالِه، وجاءَ بالتِّبنِ والعَلَفِ، وأعطى الرَّجلَ ماءً لِغَسلِ رجليهِ وأرجُلِ الّذينَ معهُ. ولمّا جيءَ بالطَّعامِ قالَ الرَّجلُ: «لا آكُلُ حتى أقولَ ما عِندي». فقالَ لَه لابانُ: «تكلَّمْ». قالَ: «أنا خادمُ إبراهيمَ، والرّبُّ بارَكَ سيّدي كثيرا فا‏غتنى. أعطاهُ غنَما وبقَرا وفضَّةً وذهَبا وعبـيدا وإماءً وجِمالا وحميرا. وولَدت لَه سارةُ ا‏مرأتُهُ ا‏بنا بعدما شاخت، فأعطاهُ سيّدي جميعَ ما يملِكُ. وا‏ستحْلَفني سيّدي قالَ: لا تأخُذْ لا‏بني زوجةً مِنْ بَناتِ الكنعانيّينَ الّذينَ أنا مُقيمٌ بأرضِهِم، بل إلى بَيتِ أبـي وإلى عَشيرتي تذهبُ وتأخُذُ زوجةً لا‏بني. فقلتُ لسيّدي؛ رُبَّما أبَتِ المرأةُ أنْ تـتبعَني. فقالَ لي: الرّبُّ الّذي سلكْتُ أمامَه يُرسلُ ملاكَهُ مَعكَ ويُسهِّلُ طريقَكَ، فتأخُذُ زوجةً لا‏بني مِنْ عَشيرتي ومِنْ بَيتِ أبـي. وبذلِكَ تبرأُ مِنْ يمينِكَ التي حَلَفْتَها لي، وإذا جِئتَ إلى عَشيرتي ولم يُعطوكَ كُنتَ بريئا أيضا مِنْ يمينِكَ. فجِئتُ اليومَ إلى العينِ وقلتُ: يا ربُّ، يا إلهَ سيّدي إبراهيمَ، أرني إنْ كُنتَ تُسهِّلُ طريقي هذِهِ. ها أنا واقفٌ على عَينِ الماءِ، فالصَّبـيَّةُ الّتي تَخرجُ لِتَستقيَ وأقولُ لها: ا‏سقيني شُربةَ ماءٍ مِنْ جرّتِكِ، فتقولُ لي: إشربْ وأنا أستقي لِجمالِكَ أيضا تكونُ هيَ المرأةُ التي عيَّنَها الرّبُّ لا‏بنِ سيّدي. وما كُدْتُ أنتهي مِنَ الكلامِ في قلبـي حتّى خرَجت رِفقةُ وجرّتُها على كَتِفِها، فنزلت إلى العَينِ وا‏ستقت. فقلتُ لها: إسقيني. فأسرعت وأنزلت جرّتَها وقالت: إشربْ وأنا أسقي جِمالَكَ، فشربْتُ، وسقَتِ الجِمالَ أيضا. فسألْتُها: بنتُ مَنْ أنتِ؟ فقالت: بنتُ بتوئيلَ‌ بنِ ناحورَ ومِلْكَةَ. فوضعْتُ الخُزامَةَ في أنفِها والسِّوارَينِ في يَدَيها، وركعْتُ وسجدْتُ للرّبِّ إلهِ سيّدي إبراهيمَ وباركْتُه لأنَّه هداني سَواءَ السبـيلِ لآخذَ ا‏بنةَ أخيهِ لا‏بنِه. والآنَ إنْ كُنتُم تـترأفونَ بسيّدي وتُحسِنونَ إليهِ فأخبروني، وإ لا فأنصرف عَنكُم يَمينا أو شِمالا». فأجابَ لابانُ وبتوئيلُ: «مِنْ عِندِ الرّبِّ صدرَ الأمرُ، فلا نقدِرُ أنْ نقولَ فيهِ شَرًّا أو خَيرا. هذِهِ رفقةُ أمامَكَ. خُذْها وا‏ذهبْ فتكونَ زوجةً لا‏بنِ سيّدِكَ كما قالَ الرّبُّ». فلمَّا سمِعَ خادمُ إبراهيمَ كلامَهُم سجَدَ للرّبِّ إلى الأرضِ وأخرَجَ حُلى مِنْ فِضَّةٍ وذهَبٍ وثيابا فأهداها إلى رفقةَ، وأهدى تُحَفا ثمينةً إلى أخيها وأُمِّها. وبَعدَما أكلَ الرَّجلُ والّذينَ معهُ وشربوا، باتوا ليلَتَهم وقاموا صباحا فقالَ الرَّجلُ: «دَعوني أرجِـعُ إلى سيّدي». فقالَ أخو رفقةَ وأمُّها: «تبقى الفتاةُ عِندَنا أيّاما ولو عشَرَةً، وبَعدَ ذلِكَ تمضي». فقالَ لهُم: «لا تؤخِّروني والرّبُّ سهَّلَ طريقي. دعوني أرجعُ إلى سيّدي». فقالوا: «ندعو الفتاةَ ونسألُها ماذا تقولُ». فدعَوا رفقةَ وقالوا لها: «هَل تذهبـينَ معَ هذا الرَّجلِ؟» قالت: «أذهبُ». فصرفوا رفقةَ أختَهُم ومُرضِعتَها وخادمَ إبراهيمَ ورجالَه. وباركوا رفقةَ وقالوا لها: «أنتِ أختُنا. كوني أُمًّا لألوفٍ مؤلَّفةٍ، وليَرِثْ نسلُكِ مُدُنَ أعدائِهِ». قامت رفقةُ وجواريها، فركِبْنَ الجِمالَ وتبِــعْنَ الرَّجلَ وأخذَ الرَّجلُ رفقةَ ومضَى. وكانَ إسحَقُ مُقيما بأرضِ النَّقبِ جنوبا. وبـينما هوَ راجعٌ مِنْ طريقِ بئرِ الحيّ الرَّائي‌، حيثُ خرَجَ يتمشَّى في البرِّيَّةِ عِندَ المساءِ، رفَعَ عينيهِ ونظَرَ فرأى جِمالا مُقبلةً نحوَهُ. ورفعت رفقَةُ عَينَيها، فلمَّا رأت إسحَقَ نزلت عنِ الجمَلِ. وسألتِ الخادمَ: «مَنْ هذا الرَّجلُ الماشي في البرِّيَّةِ للقائِنا؟» فأجابَها: «هوَ سيّدي». فأخذت رفقةُ البُرقُعَ وسَتَرَت وجهَها. وبَعدَما روى الخادمُ لإسحَقَ كُلَّ ما جرى لَه، أدخلَ إسحَقُ رفقةَ إلى خِباءِ سارةَ أمِّهِ وأخذَها زوجةً لَه. وأحبَّها إسحَقُ وتعزَّى بها عن فُقدانِ أُمِّه.

التكوين 22:24-67 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

ولمَّا فرغتِ الجِمالُ مِنَ الشُّربِ أخذَ الرَّجلُ خُزامةً مِنْ ذهَبٍ وَزنُها نِصفُ مِثقالٍ وسوارَينِ ليدَيها وَزنُهُما عشَرَةُ مثاقيلَ ذهَبٍ، وقالَ: «بنتُ مَنْ أنتِ؟ أخبريني، هل في بَيتِ أبـيكِ موضِعٌ نَبـيتُ فيهِ؟» فقالت لَه: «أنا بنتُ بتوئيلَ ا‏بنِ مِلْكةَ ا‏مرأةِ ناحورَ». وقالت لَه: «عِندَنا كثيرٌ مِنَ التِّبنِ والعَلَفِ وموضِـعٌ للمَبـيتِ أيضا». فركعَ الرَّجلُ ساجدا للرّبِّ وقالَ: «تبارَكَ الرّبُّ إلهُ سيّدي إبراهيمَ فهوَ لم يمنعْ رأفتَهُ وإحسانَهُ عَنْ سيّدي، فهداني في طريقي إلى بَيتِ أخيهِ». فأسرعتِ الفتاةُ إلى بَيتِ أُمِّها وأخبرتْ بما جرى. وكانَ لرفقةَ أخٌ ا‏سمُهُ لابانُ، فخرَجَ لابانُ مُسرِعا إلى الرَّجلِ، إلى العَينِ، حالما رأى الخُزامةَ في أنفِ أُختهِ والسوارَينِ في يَديَها وسَمِعَها تقولُ: «هذا ما قالهُ الرَّجلُ لي»، فوجدَ الرَّجلَ واقفا معَ الجِمالِ عِندَ العَينِ. فقالَ لَه: «أُدخُلْ يا مَنْ باركَهُ الرّبُّ، لماذا تقِفُ هُنا في الخارجِ وأنا هَيَّأتُ البَيتَ وموضِعا لجِمالِكَ؟» وأدخَلَ الرَّجلَ‌ إلى البَيتِ وحَلَّ عَنْ جِمالِه، وجاءَ بالتِّبنِ والعَلَفِ، وأعطى الرَّجلَ ماءً لِغَسلِ رجليهِ وأرجُلِ الّذينَ معهُ. ولمّا جيءَ بالطَّعامِ قالَ الرَّجلُ: «لا آكُلُ حتى أقولَ ما عِندي». فقالَ لَه لابانُ: «تكلَّمْ». قالَ: «أنا خادمُ إبراهيمَ، والرّبُّ بارَكَ سيّدي كثيرا فا‏غتنى. أعطاهُ غنَما وبقَرا وفضَّةً وذهَبا وعبـيدا وإماءً وجِمالا وحميرا. وولَدت لَه سارةُ ا‏مرأتُهُ ا‏بنا بعدما شاخت، فأعطاهُ سيّدي جميعَ ما يملِكُ. وا‏ستحْلَفني سيّدي قالَ: لا تأخُذْ لا‏بني زوجةً مِنْ بَناتِ الكنعانيّينَ الّذينَ أنا مُقيمٌ بأرضِهِم، بل إلى بَيتِ أبـي وإلى عَشيرتي تذهبُ وتأخُذُ زوجةً لا‏بني. فقلتُ لسيّدي؛ رُبَّما أبَتِ المرأةُ أنْ تـتبعَني. فقالَ لي: الرّبُّ الّذي سلكْتُ أمامَه يُرسلُ ملاكَهُ مَعكَ ويُسهِّلُ طريقَكَ، فتأخُذُ زوجةً لا‏بني مِنْ عَشيرتي ومِنْ بَيتِ أبـي. وبذلِكَ تبرأُ مِنْ يمينِكَ التي حَلَفْتَها لي، وإذا جِئتَ إلى عَشيرتي ولم يُعطوكَ كُنتَ بريئا أيضا مِنْ يمينِكَ. فجِئتُ اليومَ إلى العينِ وقلتُ: يا ربُّ، يا إلهَ سيّدي إبراهيمَ، أرني إنْ كُنتَ تُسهِّلُ طريقي هذِهِ. ها أنا واقفٌ على عَينِ الماءِ، فالصَّبـيَّةُ الّتي تَخرجُ لِتَستقيَ وأقولُ لها: ا‏سقيني شُربةَ ماءٍ مِنْ جرّتِكِ، فتقولُ لي: إشربْ وأنا أستقي لِجمالِكَ أيضا تكونُ هيَ المرأةُ التي عيَّنَها الرّبُّ لا‏بنِ سيّدي. وما كُدْتُ أنتهي مِنَ الكلامِ في قلبـي حتّى خرَجت رِفقةُ وجرّتُها على كَتِفِها، فنزلت إلى العَينِ وا‏ستقت. فقلتُ لها: إسقيني. فأسرعت وأنزلت جرّتَها وقالت: إشربْ وأنا أسقي جِمالَكَ، فشربْتُ، وسقَتِ الجِمالَ أيضا. فسألْتُها: بنتُ مَنْ أنتِ؟ فقالت: بنتُ بتوئيلَ‌ بنِ ناحورَ ومِلْكَةَ. فوضعْتُ الخُزامَةَ في أنفِها والسِّوارَينِ في يَدَيها، وركعْتُ وسجدْتُ للرّبِّ إلهِ سيّدي إبراهيمَ وباركْتُه لأنَّه هداني سَواءَ السبـيلِ لآخذَ ا‏بنةَ أخيهِ لا‏بنِه. والآنَ إنْ كُنتُم تـترأفونَ بسيّدي وتُحسِنونَ إليهِ فأخبروني، وإ لا فأنصرف عَنكُم يَمينا أو شِمالا». فأجابَ لابانُ وبتوئيلُ: «مِنْ عِندِ الرّبِّ صدرَ الأمرُ، فلا نقدِرُ أنْ نقولَ فيهِ شَرًّا أو خَيرا. هذِهِ رفقةُ أمامَكَ. خُذْها وا‏ذهبْ فتكونَ زوجةً لا‏بنِ سيّدِكَ كما قالَ الرّبُّ». فلمَّا سمِعَ خادمُ إبراهيمَ كلامَهُم سجَدَ للرّبِّ إلى الأرضِ وأخرَجَ حُلى مِنْ فِضَّةٍ وذهَبٍ وثيابا فأهداها إلى رفقةَ، وأهدى تُحَفا ثمينةً إلى أخيها وأُمِّها. وبَعدَما أكلَ الرَّجلُ والّذينَ معهُ وشربوا، باتوا ليلَتَهم وقاموا صباحا فقالَ الرَّجلُ: «دَعوني أرجِـعُ إلى سيّدي». فقالَ أخو رفقةَ وأمُّها: «تبقى الفتاةُ عِندَنا أيّاما ولو عشَرَةً، وبَعدَ ذلِكَ تمضي». فقالَ لهُم: «لا تؤخِّروني والرّبُّ سهَّلَ طريقي. دعوني أرجعُ إلى سيّدي». فقالوا: «ندعو الفتاةَ ونسألُها ماذا تقولُ». فدعَوا رفقةَ وقالوا لها: «هَل تذهبـينَ معَ هذا الرَّجلِ؟» قالت: «أذهبُ». فصرفوا رفقةَ أختَهُم ومُرضِعتَها وخادمَ إبراهيمَ ورجالَه. وباركوا رفقةَ وقالوا لها: «أنتِ أختُنا. كوني أُمًّا لألوفٍ مؤلَّفةٍ، وليَرِثْ نسلُكِ مُدُنَ أعدائِهِ». قامت رفقةُ وجواريها، فركِبْنَ الجِمالَ وتبِــعْنَ الرَّجلَ وأخذَ الرَّجلُ رفقةَ ومضَى. وكانَ إسحَقُ مُقيما بأرضِ النَّقبِ جنوبا. وبـينما هوَ راجعٌ مِنْ طريقِ بئرِ الحيّ الرَّائي‌، حيثُ خرَجَ يتمشَّى في البرِّيَّةِ عِندَ المساءِ، رفَعَ عينيهِ ونظَرَ فرأى جِمالا مُقبلةً نحوَهُ. ورفعت رفقَةُ عَينَيها، فلمَّا رأت إسحَقَ نزلت عنِ الجمَلِ. وسألتِ الخادمَ: «مَنْ هذا الرَّجلُ الماشي في البرِّيَّةِ للقائِنا؟» فأجابَها: «هوَ سيّدي». فأخذت رفقةُ البُرقُعَ وسَتَرَت وجهَها. وبَعدَما روى الخادمُ لإسحَقَ كُلَّ ما جرى لَه، أدخلَ إسحَقُ رفقةَ إلى خِباءِ سارةَ أمِّهِ وأخذَها زوجةً لَه. وأحبَّها إسحَقُ وتعزَّى بها عن فُقدانِ أُمِّه.

التكوين 22:24-67 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)

فَبَعْدَ أنْ شَرِبَتِ الجِمَالُ، أخْرَجَ الرَّجُلُ حَلَقًا مِنَ الذَّهَبِ لِأنْفِهَا يَزِنُ نِصْفَ مِثْقَالٍ، وَسِوَارَينِ مِنَ الذَّهَبِ لِيَدَيهَا يَزِنَانِ عَشْرَةَ مَثَاقِيلَ. وَقَالَ لَهَا: «أرْجُو أنْ تُخبِرِينِي ابْنَةَ مَنْ تَكُونِينَ. وَهَلْ لَنَا مُتَّسَعٌ فِي بَيْتِ أبِيكِ لِلمَبِيتِ؟» فَقَالَتْ لَهُ رِفْقَةُ: «أنَا ابْنَةُ بَتُوئِيلَ بْنِ مِلْكَةَ وَنَاحُورَ.» ثُمَّ قَالَتْ: «لَدَينَا تِبْنٌ وَعَلَفٌ كَثِيرٌ، وَيُوجَدُ لَكُمْ مُتَّسَعٌ لِلمَبِيتِ.» ثُمَّ حَنَى الرَّجُلُ رَأسَهُ وَحَمَدَ اللهَ. قَالَ: «تَبَارَكَ إلَهُ سَيِّدِي إبْرَاهِيمَ. إذْ أظْهَرَ وَفَاءَهُ وَإخلَاصَهُ لِسَيِّدِي. فَقَدْ قَادَنِي اللهُ فِي طَرِيقِي إلَى بَيْتِ أقَارِبِ سَيِّدِي.» فَرَكَضَتِ الفَتَاةُ وَأخبَرَتْ بَيْتَ أُمِّهَا بِهَذِهِ الأُمُورِ. وَكَانَ لِرِفْقَةَ أخٌ اسْمُهُ لَابَانُ. فَخَرَجَ لَابَانُ إلَى النَّبْعِ بِاتِّجَاهِ الرَّجُلِ. فَرَأى الحَلَقَ، وَرَأى السِّوَارَينِ حَوْلَ مِعصَمَيِّ أُختِهِ. فَلَّمَا رَوَتْ لَهُ أُختُهُ رِفْقَةُ مَا قَالَهُ لَهَا الرَّجُلُ، جَاءَ لَابَانُ إلَى الرَّجُلِ حَيْثُ كَانَ وَاقِفًا مَعَ الجِمَالِ عِنْدَ النَّبْعِ. فَقَالَ لَهُ: «ادخُلْ إلَى بَيْتِنَا يَا مَنْ بَارَكَكَ اللهُ. لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجًا؟ هَا البَيْتُ مُعَدٌّ لِاسْتِقبَالِكَ، وَسَنُعِدُّ مَكَانًا لِلجِمَالِ.» ثُمَّ أنزَلَ لَابَانُ حُمُولَةَ الجِمَالِ وَقَدَّمَ لَهَا تِبْنًا وَعَلَفًا. وَأعْطَى مَاءً لِلرَّجُلِ وَلِلرِّجَالِ الَّذِينَ مَعَهُ لِيَغْسِلُوا أقْدَامَهُمْ. ثُمَّ وُضِعَ الطَّعَامُ أمَامَ خَادِمِ إبْرَاهِيمَ لِيَأْكُلَ. لَكِنَّهُ قَالَ: «لَنْ آكُلَ قَبْلَ أنْ أقُولَ مَا لَدَيَّ.» فَقَالَ لَهُ لَابَانُ: «فَقُلْ مَا عِنْدَكَ.» فَقَالَ: «أنَا خَادِمُ إبْرَاهِيمَ. وَقَدْ بَارَكَ اللهُ سَيِّدِي كَثِيرًا فَصَارَ غَنِيًّا جِدًّا. إذْ أعطَاهُ اللهُ غَنَمًا وَبَقَرًا وَفِضَّةً وَذَهَبًا وَخَدَمًا وَخَادِمَاتٍ وَجِمَالًا وَحَمِيرًا. وَأنْجَبَتْ سَارَةُ، زَوْجَةُ سَيِّدِي، لَهُ ابْنًا فِي شَيخُوخَتِهِ. وَأعْطَى إبْرَاهِيمُ ابْنَهُ كُلَّ مَا يَمْلِكُ. وَقَدِ اسْتَحْلَفَنِي سَيِّدِي فَقَالَ: ‹لَا تَأْخُذْ لِابْنِي زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ الكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أسْكُنُ بَيْنَهُمْ. بَلِ اذْهَبْ إلَى بَيْتِ أبِي وَأقَارِبِي، وَخُذْ مِنْ هُنَاكَ زَوْجَةً لِابْنِي.› فَقُلْتُ لِسَيِّدِي: ‹رُبَّمَا تَرْفُضُ الفَتَاةُ أنْ تَأْتِيَ مَعِي.› فَقَالَ لِي: ‹لَقَدْ عِشْتُ فِي حَضْرَةِ اللهِ، وَأنَا أعْرِفُ أنَّهُ سَيُرْسِلُ مَلَاكَهُ مَعَكَ، وَسَيُوَفِّقُكَ فِي رِحلَتِكَ. وَسَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ بَنَاتِ أقَارِبِي وَبَيْتِ أبِي. وَعِنْدَمَا تَذْهَبُ إلَى أقَارِبِي تَكُونُ حُرًّا مِنْ هَذَا القَسَمِ. سَتَكُونُ حُرًّا مِنْهُ حَتَّى لَوْ لَمْ يُعْطُوكَ زَوْجَةً لِابْنِي.› «وَعِنْدَمَا جِئْتُ إلَى النَّبْعِ اليَوْمَ قُلْتُ: ‹يَا إلَهَ سَيِّدِي إبْرَاهِيمَ، أنجِحْ رِحلَتِي وَمَسْعَايَ. هَا أنَا وَاقِفٌ عِنْدَ النَّبْعِ. فَأعْطِنِي عَلَامَةً. إنْ قُلْتُ لِفَتَاةٍ تَأْتِي لِتَسْتَقِيَ: أعْطِينِي قَلِيلًا مِنَ المَاءِ مِنْ جَرَّتِكِ لِأشْرَبَ، فَأجَابَتْ: اشْرَبْ، وَسَأسْتَقِي مَاءً لِجِمَالِكَ أيْضًا، لِتَكُنْ هِيَ الفَتَاةَ الَّتِي اخْتَارَهَا اللهُ لِابْنِ سَيِّدِي.› «وَقَبْلَ أنْ أُنهِيَ صَلَاتِيَ فِي قَلْبِي، أتَتْ رِفْقَةُ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا. فَنَزَلَتْ إلَى النَّبْعِ وَاسْتَقَتْ مَاءً. فَقُلْتُ لَهَا: ‹اسْقِينِي مِنْ فَضْلِكِ.› فَأسْرَعَتْ وَأنزَلَتِ الجَرَّةَ عَنْ كَتِفِهَا وَقَالَتْ: ‹اشْرَبْ، وَسَأسْتَقِي مَاءً لِجِمَالِكَ أيْضًا.› فَشَرِبْتُ، وَسَقَتِ الجِمَالَ أيْضًا. ثُمَّ سَألْتُهَا: ‹ابْنَةُ مَنْ تَكُونِينَ؟› فَقَالَتْ: ‹أنَا ابْنَةُ بَتُوئِيلَ بْنِ نَاحُورَ وَمِلْكَةَ.› فَوَضَعْتُ حَلَقًا فِي أنفِهَا، وَسِوَارَينِ حَوْلَ مِعْصَمَيهَا. ثُمَّ حَنَيتُ رَأسِي وَشَكَرْتُ اللهَ، وَبَارَكْتُ إلَهَ سَيِّدِي إبْرَاهِيمَ. فَقَدْ هَدَانِي فِي طَرِيقٍ صَحِيحٍ لِآخُذَ ابْنَةَ أخِي سَيِّدِي إبْرَاهِيمَ زَوْجَةً لِابْنِهِ. وَالْآنَ، إنْ كُنْتُمْ سَتَتَعَامَلُونَ بِالإخلَاصِ وَالوَفَاءِ مَعَ سَيِّدِي، فَأخبِرُونِي. وَإلَّا، فَأخبِرُونِي أيْضًا، فَأعرِفَ مَاذَا أفْعَلُ.» فَأجَابَ لَابَانُ وَبَتُوئِيلُ: «هَذَا الأمْرُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، فَلَيسَ لَنَا أنْ نُغَيِّرَ ذَلِكَ. هَا هِيَ رِفْقَةُ، فَخُذْهَا زَوْجَةً لِابْنِ سَيِّدِكَ كَمَا قَضَى اللهُ.» فَلَمَّا سَمِعَ خَادِمُ إبْرَاهِيمَ كَلَامَهُمَا، سَجَدَ للهِ عَلَى الأرْضِ. ثُمَّ أخْرَجَ الخَادِمُ كُلَّ الفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَالثِّيَابِ، وَأعْطَاهَا لِرِفْقَةَ. كَمَا قَدَّمَ هَدَايَا ثَمِينَةً لِأخِيهَا وَأُمِّهَا. فَأكَلَ وَشَرِبَ مَعَ الَّذِينَ مَعَهُ، وَبَاتُوا هُنَاكَ. وَلَمَّا نَهَضُوا فِي الصَّبَاحِ قَالَ الخَادِمُ: «اسمَحُوا لِي بِالذَّهَابِ إلَى سَيِّدِي.» لَكِنَّ أخَا رِفْقَةَ وَأُمَّهَا قَالَا: «لِتَبْقَ الفَتَاةُ مَعَنَا عَشْرَةَ أيَّامٍ عَلَى الأقَلِّ، وَبَعْدَ ذَلِكَ تَذْهَبُ.» لَكِنَّ الخَادِمَ قَالَ: «لَا تُؤَخِّرَانِي، فَقَدْ وَفَّقَ اللهُ رِحلَتِي وَمَسْعَايَ. أطلِقُونِي فَأعُودَ إلَى سَيِّدِي.» فَقَالُوا: «نَدعُو الفَتَاةَ وَنَسألُهَا أمَامَكَ.» فَدَعَوْا رِفْقَةَ وَسَألَاهَا: «هَلْ تُرِيدِينَ الذَّهَابَ مَعَ الرَّجُلِ الآنَ؟» فَقَالَتْ رِفْقَةُ: «نَعَمْ.» فَصَرَفَا رِفْقَةَ وَمُرَبِّيَتَهَا مَعَ خَادِمِ إبْرَاهِيمَ وَرِجَالِهِ. وَبَارَكُوا أُختَهُمْ رِفْقَةَ وَقَالُوا: «لَيتَكِ تَصِيرِينَ، يَا أُختَنَا، أُمًّا لِمَلَايِينَ مِنَ النَّاسِ. وَلَيتَ أحفَادَكِ يَسْتَوْلُونَ عَلَى مُدُنِ أعْدَائِهِمْ.» فَقَامَتْ رِفْقَةُ وَخَادِمَاتُهَا وَرَكِبْنَ عَلَى الجِمَالِ، وَتَبِعْنَ الرَّجُلَ. وَهَكَذَا أخَذَ الخَادِمُ رِفْقَةَ وَمَضَى فِي طَرِيقِهِ. وَكَانَ إسْحَاقُ قَدْ تَرَكَ مُخَيَّمَهُ قُرْبَ مَدْخَلِ بِئْرِ لَحْيْ رُئِي وَسَكَنَ فِي النَّقَبِ. فَخَرَجَ لِيَتَفَكَّرَ قَبْلَ المَسَاءِ فِي الحَقْلِ. وَرَفَعَ نَظَرَهُ، فَإذَا بِهِ يَرَى جِمَالًا قَادِمَةً. وَرَفَعَتْ رِفقَةُ نَظَرَهَا فَرَأتْ إسْحَاقَ. فَتَرَجَّلَتْ عَنِ الجَمَلِ. ثُمَّ سَألَتِ الخَادِمَ: «مَنْ هُوَ هَذَا الرَّجُلُ المَاشِي فِي الحَقْلِ لِمُلَاقَاتِنَا؟» فَقَالَ الخَادِمُ: «إنَّهُ سَيِّدِي!» فَأخَذَتْ رِفقَةُ الخِمَارَ وَغَطَّتْ وَجْهَهَا. ثُمَّ رَوَى الخَادِمُ لِإسْحَاقَ كُلَّ مَا فَعَلَهُ. وَبَعْدَ ذَلِكَ أدخَلَ إسْحَاقُ رِفْقَةَ إلَى خَيْمَةِ أُمِّهِ سَارَةَ لِيَتَزَوَّجَهَا. وَأحَبَّهَا كَثِيرًا. فَتَعَزَّى إسْحَاقُ بَعْدَ مَوْتِ أُمِّهِ.

التكوين 22:24-67 كتاب الحياة (KEH)

وَعِنْدَمَا ارْتَوَتِ الْجِمَالُ تَنَاوَلَ الرَّجُلُ خِزَامَةً ذَهَبِيَّةً وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةِ جِرَامَاتٍ) وَسُوَارَيْنِ ذَهَبِيَّيْنِ وَزْنُهُمَا عَشَرَةُ شَواقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً)، وَسَأَلَهَا: «ابْنَةُ مَنْ أَنْتِ؟ أَخْبِرِينِي: هَلْ فِي بَيْتِ أَبِيكِ مَوْضِعٌ نَبِيتُ فِيهِ؟» فَأَجَابَتْهُ: «أَنَا ابْنَةُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لِنَاحُورَ، عِنْدَنَا كَثِيرٌ مِنَ التِّبْنِ وَالْعَلَفِ، وَمَكَانٌ لِتَبِيتُوا فِيهِ». فَأَطْرَقَ الرَّجُلُ بِرَأْسِهِ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ مُصَلِّياً: «تَبَارَكَ الرَّبُّ إِلَهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي لَمْ يَتَخَلَّ عَنْ لُطْفِهِ وَوَفَائِهِ لِسَيِّدِي. أَمَّا أَنَا فَقَدْ هَدَانِي الرَّبُّ فِي الطَّرِيقِ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي». فَهُرِعَتِ الْفَتَاةُ وَأَخْبَرَتْ بَيْتَ أُمِّهَا بِهَذِهِ الأُمُورِ. وَكَانَ لِرِفْقَةَ أَخٌ يُدْعَى لابَانَ، فَأَسْرَعَ نَحْوَ الرَّجُلِ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ، إِذْ كَانَ قَدْ رَأَى الْخِزَامَةَ وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْ أُخْتِهِ، وَسَمِعَ حَدِيثَهَا عَنِ الرَّجُلِ؛ فَوَجَدَهُ وَاقِفاً بِالْقُرْبِ مِنَ الْجِمَالِ عِنْدَ الْمَاءِ، فَقَالَ: «ادْخُلْ أَيُّهَا الْمُبَارَكُ مِنَ الرَّبِّ، لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجاً؟ لَقَدْ أَعْدَدْتُ الْبَيْتَ وَكَذَلِكَ مَكَاناً لِلْجِمَالِ». فَدَخَلَ الرَّجُلُ إِلَى الْمَنْزِلِ، وَحَلَّ عَنِ الْجِمَالِ، وَقَدَّمَ لَهَا تِبْناً وَعَلَفاً، وَأَتَى لابَانُ بِمَاءٍ لِغَسْلِ رِجْلَيْهِ وَأَرْجُلِ مُرَافِقِيهِ. ثُمَّ وَضَعَ الطَّعَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ لِيَأْكُلَ. لَكِنَّهُ قَالَ: «لَنْ آكُلَ حَتَّى أُخْبِرَكُمْ بِمَا يَجِبُ أَنْ أَقُولَهُ». فَقَالَ لَهُ: «تَكَلَّمْ». فَقَالَ: «أَنَا عَبْدُ إِبْرَاهِيمَ، وَقَدْ أَغْدَقَ الرَّبُّ عَلَى مَوْلايَ بَرَكَاتٍ جَمَّةً فَصَارَ عَظِيماً، إِذْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ بِغَنَمٍ وَبَقَرٍ وَفِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَعَبِيدٍ وَإِمَاءٍ وَجِمَالٍ وَحَمِيرٍ. وَأَنْجَبَتْ سَارَةُ امْرَأَةُ سَيِّدِي بَعْدَ أَنْ شَاخَتِ ابْناً لِسَيِّدِي أَوْرَثَهُ كُلَّ مَالَهُ وَقَدِ اسْتَحْلَفَنِي سَيِّدِي أَلّا آخُذَ زَوْجَةً لابْنِهِ مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ يَسْكُنُ أَرْضَهُمْ، بَلْ أَذْهَبُ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ وَعَشِيرَتِهِ وَآخُذُ لابْنِهِ مِنْهُمْ زَوْجَةً. فَقُلْتُ لِسَيِّدِي: قَدْ تَأْبَى الْفَتَاةُ أَنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ. فَأَجَابَنِي: إِنَّ الرَّبَّ الَّذِي سَلَكْتُ أَمَامَهُ، هُوَ يُرْسِلُ مَلاكَهُ مَعَكَ وَيُوَفِّقُ مَسْعَاكَ فَتَأْخُذُ لابْنِي زَوْجَةً مِنْ عَشِيرَتِي وَمِنْ بَيْتِ أَبِي. وَإذَا قَدِمْتَ عَلَى قَوْمِي وَرَفَضُوا أَنْ يُعْطُوكَ إِيَّاهَا تَكُونُ آنَئِذٍ فِي حِلٍّ مِنْ حَلْفِي. فَأَقْبَلْتُ الْيَوْمَ عَلَى الْعَيْنِ وَقُلْتُ: أَيُّهَا الرَّبُّ، إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. أَرْجُوكَ أَنْ تُوَفِّقَ مَسْعَايَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قُمْتُ بِهَذِهِ الرِّحْلَةِ. هَا أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ، فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي تَأْتِي لِتَسْتَقِيَ، وَالَّتِي أَطْلُبُ مِنْهَا أَنْ تَسْقِيَنِي بَعْضَ الْمَاءِ، فَتَقُولُ لِي: اشْرَبْ أَنْتَ، وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضاً، تَكُونُ هِيَ الْفَتَاةَ الَّتِي عَيَّنَهَا الرَّبُّ لابْنِ سَيِّدِي. وَبَيْنَمَا كُنْتُ أُنَاجِي نَفْسِي بِهَذَا الْكَلامِ، إِذَا رِفْقَةُ قَادِمَةٌ، حَامِلَةً جَرَّةً عَلَى كَتِفِهَا، فَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ وَاسْتَقَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: أَرْجُوكِ أَنْ تَسْقِينِي فَأَسْرَعَتْ وَوَضَعَتْ جَرَّتَهَا عَنْهَا قَائِلَةً: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضاً. ثُمَّ سَأَلْتُهَا: ابْنَةُ مَنْ أَنْتِ؟ فَأَجَابَتْ: ابْنَةُ بَتُوئِيلَ بْنِ نَاحُورَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ مِلْكَةُ لَهُ. فَوَضَعْتُ الْخِزَامَةَ فِي أَنْفِهَا وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا. ثُمَّ خَرَرْتُ وَسَجَدْتُ وَبَارَكْتُ الرَّبَّ إِلَهَ مَوْلايَ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي هَدَانِي فِي الطَّرِيقِ الْقَوِيمِ لِآخُذَ ابْنَةَ أَخِي سَيِّدِي لابْنِهِ. وَالآنَ إِنْ كُنْتُمْ تُبْدُونَ لُطْفاً وَأَمَانَةً لِسَيِّدِي فَأَجِيبُوا طَلَبِي، وَإلَّا فَأَخْبِرُونِي لأَتَّجِهَ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً». فَأَجَابَ لابَانُ وَبَتُوئِيلُ: «قَدْ صَدَرَ هَذَا الأَمْرُ مِنَ الرَّبِّ، وَلا نَقْدِرُ أَنْ نَقُولَ لَكَ خَيْراً أَوْ شَرّاً. هَا هِيَ رِفْقَةُ أَمَامَكَ، خُذْهَا وَامْضِ. لِتَكُنْ لابْنِ سَيِّدِكَ كَمَا قَالَ الرَّبُّ». فَمَا إِنْ سَمِعَ عَبْدُ إِبْرَاهِيمَ كَلامَهُمْ حَتَّى خَرَّ عَلَى الأَرْضِ سَاجِداً لِلرَّبِّ، ثُمَّ أَخْرَجَ جَوَاهِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَمِنْ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَأَعْطَاهَا لِرِفْقَةَ، وَأَهْدَى أَيْضاً أَخَاهَا وَأُمَّهَا تُحَفاً وَأَكَلَ وَشَرِبَ هُوَ وَرِجَالُهُ، وَقَضَوْا لَيْلَتَهُمْ هُنَاكَ. وَعِنْدَمَا اسْتَيْقَظُوا فِي الصَّبَاحِ قَالَ: «أَطْلِقُونِي لأَعُودَ إِلَى سَيِّدِي». فَأَجَابَ أَخُوهَا وَأُمُّهَا: «دَعِ الْفَتَاةَ تَمْكُثُ مَعْنَا عَشَرَةَ أَيَّامٍ أَوْ نَحْوَهَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَنْطَلِقُ». فَقَالَ لَهُمْ: «لا تُعِيقُونِي فَالرَّبُّ وَفَّقَ مَسْعَايَ، أَطْلِقُونِي لأَمْضِيَ إِلَى سَيِّدِي». فَقَالا: «نَدْعُو الْفَتَاةَ وَنَسْأَلُهَا رَأْيَهَا». فَدَعَيَا رِفْقَةَ وَسَأَلاهَا: «أَتَذْهَبِينَ مَعَ هَذَا الرَّجُلِ؟» فَأَجَابَتْ: «أَذْهَبُ». فَصَرَفُوا رِفْقَةَ أُخْتَهُمْ وَمَعَهَا مُرَبِّيَتَهَا وَعَبْدَ إِبْرَاهِيمَ وَرِجَالَهُ، وَبَارَكُوا رِفْقَةَ قَائِلِينَ لَهَا: «أَنْتِ أُخْتُنَا، فَلْتَتَكَاثَرِي لِتَصِيرِي أُلُوفَ أُلُوفٍ وَلْتَرِثْ ذُرِّيَّتُكِ مُدُنَ مُبْغِضِيهَا». فَنَهَضَتْ رِفْقَةُ وَفَتَيَاتُهَا وَرَكِبْنَ الْجِمَالَ وَتَبِعْنَ الرَّجُلَ. فَانْطَلَقَ الْعَبْدُ بِرِفْقَةَ وَمَضَى فِي طَرِيقِهِ. وَكَانَ إِسْحاقُ الْمُقِيمُ آنَئِذٍ فِي النَّقَبِ قَدْ عَادَ مِنْ طَرِيقِ بِئْرِ «لَحَيْ رُئِي». فَخَرَجَ عِنْدَ الْمَسَاءِ إِلَى الْحَقْلِ مُتَأَمِّلًا، وَإِذْ تَطَلَّعَ حَوْلَهُ شَاهَدَ جِمَالاً مُقْبِلَةً، وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ كَذَلِكَ عَيْنَيْهَا وَرَأَتْ إِسْحاقَ فَتَرَجَّلَتْ عَنِ الْجَمَلِ، وَسَأَلَتِ الْعَبْدَ: «مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟» فَقَالَ الْعَبْدُ: «هُوَ سَيِّدِي». فَتَنَاوَلَتِ الْحِجَابَ وَتَغَطَّتْ. ثُمَّ حَدَّثَ الْعَبْدُ إِسْحاقَ بِكُلِّ الأُمُورِ الَّتِي قَامَ بِها. فَأَدْخَلَ إِسْحاقُ رِفْقَةَ إِلَى خَيْمَةِ أُمِّهِ سَارَةَ، وَتَزَوَّجَهَا وَأَحَبَّهَا وَتَعَزَّى بِها بَعْدَ مَوْتِ أُمِّهِ.

التكوين 22:24-67 الكتاب المقدس (AVD)

وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَتِ ٱلْجِمَالُ مِنَ ٱلشُّرْبِ أَنَّ ٱلرَّجُلَ أَخَذَ خِزَامَةَ ذَهَبٍ وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِلٍ وَسِوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا وَزْنُهُمَا عَشْرَةُ شَوَاقِلِ ذَهَبٍ. وَقَالَ: «بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟ أَخْبِرِينِي: هَلْ فِي بَيْتِ أَبِيكِ مَكَانٌ لَنَا لِنَبِيتَ؟» فَقَالَتْ لَهُ: «أَنَا بِنْتُ بَتُوئِيلَ ٱبْنِ مِلْكَةَ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لِنَاحُورَ». وَقَالَتْ لَهُ: «عِنْدَنَا تِبْنٌ وَعَلَفٌ كَثِيرٌ، وَمَكَانٌ لِتَبِيتُوا أَيْضًا». فَخَرَّ ٱلرَّجُلُ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ، وَقَالَ: «مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ إِلَهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي لَمْ يَمْنَعْ لُطْفَهُ وَحَقَّهُ عَنْ سَيِّدِي. إِذْ كُنْتُ أَنَا فِي ٱلطَّرِيقِ، هَدَانِي ٱلرَّبُّ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي». فَرَكَضَتِ ٱلْفَتَاةُ وَأَخْبَرَتْ بَيْتَ أُمِّهَا بِحَسَبِ هَذِهِ ٱلْأُمُورِ. وَكَانَ لِرِفْقَةَ أَخٌ ٱسْمُهُ لَابَانُ، فَرَكَضَ لَابَانُ إِلَى ٱلرَّجُلِ خَارِجًا إِلَى ٱلْعَيْنِ. وَحَدَثَ أَنَّهُ إِذْ رَأَى ٱلْخِزَامَةَ وَٱلسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْ أُخْتِهِ، وَإِذْ سَمِعَ كَلَامَ رِفْقَةَ أُخْتِهِ قَائِلَةً: «هَكَذَا كَلَّمَنِي ٱلرَّجُلُ»، جَاءَ إِلَى ٱلرَّجُلِ، وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ ٱلْجِمَالِ عَلَى ٱلْعَيْنِ. فَقَالَ: «ٱدْخُلْ يَا مُبَارَكَ ٱلرَّبِّ، لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجًا وَأَنَا قَدْ هَيَّأْتُ ٱلْبَيْتَ وَمَكَانًا لِلْجِمَالِ؟». فَدَخَلَ ٱلرَّجُلُ إِلَى ٱلْبَيْتِ وَحَلَّ عَنِ ٱلْجِمَالِ، فَأَعْطَى تِبْنًا وَعَلَفًا لِلْجِمَالِ، وَمَاءً لِغَسْلِ رِجْلَيْهِ وَأَرْجُلِ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ. وَوُضِعَ قُدَّامَهُ لِيَأْكُلَ. فَقَالَ: «لَا آكُلُ حَتَّى أَتَكَلَّمَ كَلَامِي». فَقَالَ: «تَكَلَّمْ». فَقَالَ: «أَنَا عَبْدُ إِبْرَاهِيمَ، وَٱلرَّبُّ قَدْ بَارَكَ مَوْلَايَ جِدًّا فَصَارَ عَظِيمًا، وَأَعْطَاهُ غَنَمًا وَبَقَرًا وَفِضَّةً وَذَهَبًا وَعَبِيدًا وَإِمَاءً وَجِمَالًا وَحَمِيرًا. وَوَلَدَتْ سَارَةُ ٱمْرَأَةُ سَيِّدِي ٱبْنًا لِسَيِّدِي بَعْدَ مَا شَاخَتْ، فَقَدْ أَعْطَاهُ كُلَّ مَا لَهُ. وَٱسْتَحْلَفَنِي سَيِّدِي قَائِلًا: لَا تَأْخُذْ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ بَنَاتِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ فِي أَرْضِهِمْ، بَلْ إِلَى بَيْتِ أَبِي تَذْهَبُ وَإِلَى عَشِيرَتِي، وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي. فَقُلْتُ لِسَيِّدِي: رُبَّمَا لَا تَتْبَعُنِي ٱلْمَرْأَةُ. فَقَالَ لِي: إِنَّ ٱلرَّبَّ ٱلَّذِي سِرْتُ أَمَامَهُ يُرْسِلُ مَلَاكَهُ مَعَكَ وَيُنْجِحُ طَرِيقَكَ، فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ عَشِيرَتِي وَمِنْ بَيْتِ أَبِي. حِينَئِذٍ تَتَبَرَّأُ مِنْ حَلْفِي حِينَمَا تَجِيءُ إِلَى عَشِيرَتِي. وَإِنْ لَمْ يُعْطُوكَ فَتَكُونُ بَرِيئًا مِنْ حَلْفِي. فَجِئْتُ ٱلْيَوْمَ إِلَى ٱلْعَيْنِ، وَقُلْتُ: أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلَهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ، إِنْ كُنْتَ تُنْجِحُ طَرِيقِي ٱلَّذِي أَنَا سَالِكٌ فِيهِ، فَهَا أَنَا وَاقِفٌ عَلَى عَيْنِ ٱلْمَاءِ، وَلْيَكُنْ أَنَّ ٱلْفَتَاةَ ٱلَّتِي تَخْرُجُ لِتَسْتَقِيَ وَأَقُولُ لَهَا: ٱسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ مِنْ جَرَّتِكِ، فَتَقُولَ لِيَ: ٱشْرَبْ أَنْتَ، وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضًا، هِيَ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي عَيَّنَهَا ٱلرَّبُّ لِٱبْنِ سَيِّدِي. وَإِذْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أَفْرَغْ بَعْدُ مِنَ ٱلْكَلَامِ فِي قَلْبِي، إِذَا رِفْقَةُ خَارِجَةٌ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا، فَنَزَلَتْ إِلَى ٱلْعَيْنِ وَٱسْتَقَتْ. فَقُلْتُ لَهَا: ٱسْقِينِي. فَأَسْرَعَتْ وَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَنْهَا وَقَالَتِ: ٱشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا. فَشَرِبْتُ، وَسَقَتِ ٱلْجِمَالَ أَيْضًا. فَسَأَلْتُهَا وَقُلتُ: بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: بِنْتُ بَتُوئِيلَ بْنِ نَاحُورَ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لَهُ مِلْكَةُ. فَوَضَعْتُ ٱلْخِزَامَةَ فِي أَنْفِهَا وَٱلسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا. وَخَرَرْتُ وَسَجَدْتُ لِلرَّبِّ، وَبَارَكْتُ ٱلرَّبَّ إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي هَدَانِي فِي طَرِيقٍ أَمِينٍ لِآخُذَ ٱبْنَةَ أَخِي سَيِّدِي لِٱبْنِهِ. وَٱلْآنَ إِنْ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ مَعْرُوفًا وَأَمَانَةً إِلَى سَيِّدِي فَأَخْبِرُونِي، وَإِلَا فَأَخْبِرُونِي لِأَنْصَرِفَ يَمِينًا أَوْ شِمَالًا». فَأَجَابَ لَابَانُ وَبَتُوئِيلُ وَقَالَا: «مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ خَرَجَ ٱلْأَمْرُ. لَا نَقْدِرُ أَنْ نُكَلِّمَكَ بِشَرٍّ أَوْ خَيْرٍ. هُوَذَا رِفْقَةُ قُدَّامَكَ. خُذْهَا وَٱذْهَبْ. فَلْتَكُنْ زَوْجَةً لِٱبْنِ سَيِّدِكَ، كَمَا تَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ». وَكَانَ عِنْدَمَا سَمِعَ عَبْدُ إِبْرَاهِيمَ كَلَامَهُمْ أَنَّهُ سَجَدَ لِلرَّبِّ إِلَى ٱلْأَرْضِ. وَأَخْرَجَ ٱلْعَبْدُ آنِيَةَ فِضَّةٍ وَآنِيَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا وَأَعْطَاهَا لِرِفْقَةَ، وَأَعْطَى تُحَفًا لِأَخِيهَا وَلِأُمِّهَا. فَأَكَلَ وَشَرِبَ هُوَ وَٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ وَبَاتُوا. ثُمَّ قَامُوا صَبَاحًا فَقَالَ: «ٱصْرِفُونِي إِلَى سَيِّدِي». فَقَالَ أَخُوهَا وَأُمُّهَا: «لِتَمْكُثِ ٱلْفَتَاةُ عِنْدَنَا أَيَّامًا أَوْ عَشْرَةً، بَعْدَ ذَلِكَ تَمْضِي». فَقَالَ لَهُمْ: «لَا تُعَوِّقُونِي وَٱلرَّبُّ قَدْ أَنْجَحَ طَرِيقِي. اِصْرِفُونِي لِأَذْهَبَ إِلَى سَيِّدِي». فَقَالُوا: «نَدْعُو ٱلْفَتَاةَ وَنَسْأَلُهَا شِفَاهًا». فَدَعَوْا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا: «هَلْ تَذْهَبِينَ مَعَ هَذَا ٱلرَّجُلِ؟» فَقَالَتْ: «أَذْهَبُ». فَصَرَفُوا رِفْقَةَ أُخْتَهُمْ وَمُرْضِعَتَهَا وَعَبْدَ إِبْرَاهِيمَ وَرِجَالَهُ. وَبَارَكُوا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا: «أَنْتِ أُخْتُنَا. صِيرِي أُلُوفَ رِبْوَاتٍ، وَلْيَرِثْ نَسْلُكِ بَابَ مُبْغِضِيهِ». فَقَامَتْ رِفْقَةُ وَفَتَيَاتُهَا وَرَكِبْنَ عَلَى ٱلْجِمَالِ وَتَبِعْنَ ٱلرَّجُلَ. فَأَخَذَ ٱلْعَبْدُ رِفْقَةَ وَمَضَى. وَكَانَ إِسْحَاقُ قَدْ أَتَى مِنْ وُرُودِ بِئْرِ لَحَيْ رُئِي، إِذْ كَانَ سَاكِنًا فِي أَرْضِ ٱلْجَنُوبِ. وَخَرَجَ إِسْحَاقُ لِيَتَأَمَّلَ فِي ٱلْحَقْلِ عِنْدَ إِقْبَالِ ٱلْمَسَاءِ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا جِمَالٌ مُقْبِلَةٌ. وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ إِسْحَاقَ فَنَزَلَتْ عَنِ ٱلْجَمَلِ. وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ: «مَنْ هَذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْمَاشِي فِي ٱلْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟» فَقَالَ ٱلْعَبْدُ: «هُوَ سَيِّدِي». فَأَخَذَتِ ٱلْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ. ثُمَّ حَدَّثَ ٱلْعَبْدُ إِسْحَاقَ بِكُلِّ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي صَنَعَ، فَأَدْخَلَهَا إِسْحَاقُ إِلَى خِبَاءِ سَارَةَ أُمِّهِ، وَأَخَذَ رِفْقَةَ فَصَارَتْ لَهُ زَوْجَةً وَأَحَبَّهَا. فَتَعَزَّى إِسْحَاقُ بَعْدَ مَوْتِ أُمِّهِ.

التكوين 22:24-67 الكتاب الشريف (SAB)

فَلَمَّا شَرِبَتِ الْجِمَالُ، أَخْرَجَ الرَّجُلُ حَلَقًا لِلْأَنْفِ مِنَ الذَّهَبِ وَزْنُهُ حَوَالَيْ 6 جِرَامَاتٍ، وَسِوَارَيْنِ مِنَ الذَّهَبِ وَزْنُهُمَا حَوَالَيْ 120 جِرَامًا، وَسَأَلَهَا: ”بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟ أَخْبِرِينِي، هَلْ فِي دَارِ أَبِيكِ مَكَانٌ نَبِيتُ فِيهِ؟“ فَأَجَابَتْهُ: ”أَنَا بِنْتُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ وَنَاحُورَ.“ ثُمَّ قَالَتْ: ”عِنْدَنَا تِبْنٌ وَعَلَفٌ كَثِيرٌ، وَمَكَانٌ لِتَبِيتُوا أَيْضًا.“ فَرَكَعَ الرَّجُلُ وَسَجَدَ لِلّٰهِ. وَقَالَ: ”تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي لَمْ يَمْنَعْ مَعْرُوفَهُ وَوَفَاءَهُ عَنْ سَيِّدِي. الْمَوْلَى هَدَانِي فِي الطَّرِيقِ إِلَى دَارِ إِخْوَةِ سَيِّدِي.“ وَجَرَتِ الْفَتَاةُ إِلَى دَارِ أُمِّهَا وَأَخْبَرَتْ بِهَذِهِ الْأُمُورِ. وَكَانَ لِرِفْقَةَ أَخٌ اسْمُهُ لَابَانُ، فَخَرَجَ لَابَانُ إِلَى الرَّجُلِ عِنْدَ الْعَيْنِ. لِأَنَّهُ رَأَى الْحَلَقَ فِي أَنْفِ أُخْتِهِ، وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا، وَسَمِعَ حَدِيثَ رِفْقَةَ عَنْ كَلَامِ الرَّجُلِ مَعَهَا. فَوَجَدَهُ وَاقِفًا عِنْدَ الْجِمَالِ بِالْقُرْبِ مِنَ الْعَيْنِ. فَقَالَ: ”تَفَضَّلْ يَا مَنْ بَارَكَهُ اللهُ، لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجًا؟ إِنِّي أَعْدَدْتُ الدَّارَ وَمَكَانًا لِلْجِمَالِ.“ فَذَهَبَ الرَّجُلُ إِلَى الدَّارِ، وَأَنْزَلُوا الْأَحْمَالَ عَنِ الْجِمَالِ. ثُمَّ قَدَّمُوا لِلْجِمَالِ تِبْنًا وَعَلَفًا، وَأَحْضَرُوا مَاءً لَهُ وَلِلرِّجَالِ الَّذِينَ مَعَهُ لِيَغْسِلُوا أَرْجُلَهُمْ. ثُمَّ وَضَعُوا قُدَّامَهُ طَعَامًا لِيَأْكُلَ لَكِنَّهُ قَالَ: ”لَا آكُلُ حَتَّى أُخْبِرَكُمْ بِالْكَلَامِ الَّذِي عِنْدِي.“ فَقَالَ لَابَانُ: ”تَكَلَّمْ.“ فَقَالَ: ”أَنَا خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ. وَالْمَوْلَى بَارَكَ سَيِّدِي جِدًّا فَصَارَ عَظِيمًا، فَإِنَّهُ أَعْطَاهُ غَنَمًا وَبَقَرًا وَفِضَّةً وَذَهَبًا وَعَبِيدًا وَجَوَارِيَ وَجِمَالًا وَحَمِيرًا. وَوَلَدَتْ سَارَةُ زَوْجَةُ سَيِّدِي ابْنًا لِسَيِّدِي بَعْدَمَا شَاخَتْ. وَأَعْطَاهُ أَبُوهُ كُلَّ مَا يَمْلِكُ. ثُمَّ حَلَّفَنِي سَيِّدِي وَقَالَ: ’لَا تَأْخُذْ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ فِي بِلَادِهِمْ. بَلِ اذْهَبْ إِلَى أَهْلِ أَبِي وَإِلَى عَائِلَتِي، وَخُذْ زَوْجَةً لِابْنِي.‘ فَقُلْتُ لِسَيِّدِي: ’رُبَّمَا لَا تَأْتِي الْمَرْأَةُ مَعِي!‘ فَقَالَ: ’الْمَوْلَى الَّذِي سِرْتُ فِي مَحْضَرِهِ، يُرْسِلُ مَلَاكَهُ وَيُوَفِّقُكَ فِي مُهِمَّتِكَ، لِتَأْخُذَ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ عَائِلَتِي وَمِنْ أَهْلِ أَبِي. فَإِنْ ذَهَبْتَ إِلَى عَائِلَتِي، وَرَفَضُوا أَنْ يُعْطُوكَ، تَكُونُ فِي حِلٍّ مِنْ قَسَمِي.‘ فَلَمَّا وَصَلْتُ الْيَوْمَ إِلَى الْعَيْنِ وَقُلْتُ: ’اللّٰهُمَّ يَا رَبَّ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. أَرْجُوكَ أَنْ تُوَفِّقَنِي فِي الْمُهِمَّةِ الَّتِي جِئْتُ مِنْ أَجْلِهَا. أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ عَيْنِ الْمَاءِ، فَإِنْ جَاءَتْ فَتَاةٌ لِتَأْخُذَ الْمَاءَ وَقُلْتُ لَهَا: ”اِسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ مِنْ جَرَّتِكِ.“ فَتَقُولُ لِي: ”اِشْرَبْ وَأَنَا أُحْضِرُ مَاءً لِجِمَالِكَ أَيْضًا“ فَهِيَ الَّتِي اخْتَارَهَا اللهُ لِابْنِ سَيِّدِي.‘ وَقَبْلَ أَنْ أَنْتَهِيَ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ فِي قَلْبِي، جَاءَتْ رِفْقَةُ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا، وَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ وَمَلَأَتِ الْجَرَّةَ. فَقُلْتُ لَهَا: ’اِسْقِينِي.‘ فَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا بِسُرْعَةٍ عَنْ كَتِفِهَا، وَقَالَتْ: ’اِشْرَبْ، وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا.‘ فَشَرِبْتُ وَسَقَتْ هِيَ الْجِمَالَ أَيْضًا. فَسَأَلْتُهَا: ’بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟‘ فَقَالَتْ: ’بِنْتُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ وَنَاحُورَ.‘ فَوَضَعْتُ الْحَلَقَ فِي أَنْفِهَا وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا. ثُمَّ رَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لِلّٰهِ، وَبَارَكْتُ اللهَ رَبَّ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي هَدَانِي فِي الطَّرِيقِ السَّوِيِّ لِآخُذَ حَفِيدَةَ أَخِي سَيِّدِي لِابْنِهِ. فَالْآنَ أَخْبِرُونِي إِنْ كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ مَعْرُوفًا مَعَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ وَتُظْهِرُونَ لَهُ الْوَفَاءَ. وَإِنْ كَانَ لَا، فَأَخْبِرُونِي لِأَذْهَبَ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ.“ فَأَجَابَ لَابَانُ وَبَتُوئِيلُ: ”هَذَا الْأَمْرُ هُوَ مِنَ اللهِ، وَنَحْنُ لَا نَقْدِرُ أَنْ نَقُولَ نَعَمْ أَوْ لَا. هَذِهِ رِفْقَةُ قُدَّامَكَ، خُذْهَا وَاذْهَبْ لِتَكُونَ زَوْجَةً لِابْنِ سَيِّدِكَ كَمَا أَمَرَ اللهُ.“ فَلَمَّا سَمِعَ خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ كَلَامَهُمْ سَجَدَ لِلّٰهِ إِلَى الْأَرْضِ. ثُمَّ أَخْرَجَ جَوَاهِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَثِيَابًا وَأَعْطَاهَا لِرِفْقَةَ، وَأَعْطَى أَخَاهَا وَأُمَّهَا أَيْضًا هَدَايَا ثَمِينَةً وَأَكَلَ وَشَرِبَ هُوَ وَالرِّجَالُ الَّذِينَ مَعَهُ وَقَضَوْا لَيْلَتَهُمْ هُنَاكَ. فَلَمَّا قَامُوا فِي الصُّبْحِ قَالَ: ”اِسْمَحُوا لِي بِأَنْ أَرْجِعَ إِلَى سَيِّدِي.“ أَجَابَهُ أَخُوهَا وَأُمُّهَا: ”خَلِّ الْفَتَاةَ تَنْتَظِرُ مَعَنَا وَلَوْ 10 أَيَّامٍ، ثُمَّ تَذْهَبُ.“ فَقَالَ لَهُمْ: ”لَا تُؤَخِّرُونِي وَالْمَوْلَى وَفَّقَنِي فِي مُهِمَّتِي. اِسْمَحُوا لِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَى سَيِّدِي.“ فَقَالُوا: ”نَدْعُو الْفَتَاةَ وَنَسْأَلُهَا عَنْ رَأْيِهَا.“ فَدَعَوْا رِفْقَةَ وَسَأَلُوهَا: ”هَلْ تَذْهَبِينَ مَعَ هَذَا الرَّجُلِ؟“ فَقَالَتْ: ”أَذْهَبُ.“ فَأَرْسَلُوا رِفْقَةَ أُخْتَهُمْ وَمُرَبِّيَتَهَا وَخَادِمَ إِبْرَاهِيمَ وَرِجَالَهُ. وَبَارَكُوا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا: ”يَا أُخْتَنَا، صِيرِي أُمَّ أُلُوفٍ وَمَلَايِينَ، وَلَيْتَ نَسْلَكِ يَسْتَوْلِي عَلَى بَابِ أَعْدَائِهِ.“ فَقَامَتْ رِفْقَةُ وَخَادِمَاتُهَا، وَرَكِبْنَ الْجِمَالَ، وَذَهَبْنَ مَعَ الرَّجُلِ. فَأَخَذَ الْخَادِمُ رِفْقَةَ وَذَهَبَ. وَكَانَ إِسْحَاقُ قَدْ رَجَعَ مِنْ عِنْدِ بِئْرِ الْحَيِّ الَّذِي يَرَانِي لِأَنَّهُ كَانَ مُقِيمًا فِي مَنْطِقَةِ النَّقَبِ. وَذَاتَ مَسَاءٍ خَرَجَ إِلَى الْحَقْلِ لِيَتَأَمَّلَ، فَنَظَرَ وَرَأَى جِمَالًا مُقْبِلَةً. وَرِفْقَةُ أَيْضًا نَظَرَتْ فَرَأَتْ إِسْحَاقَ. فَنَزَلَتْ عَنِ الْجَمَلِ. وَسَأَلَتِ الْخَادِمَ: ”مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الْقَادِمُ فِي الْحَقْلِ لِيَسْتَقْبِلَنَا؟“ فَقَالَ الْخَادِمُ: ”هُوَ سَيِّدِي.“ فَأَخَذَتِ الْحِجَابَ وَتَغَطَّتْ. ثُمَّ أَخْبَرَ الْخَادِمُ إِسْحَاقَ بِكُلِّ مَا عَمِلَ. فَأَخَذَ إِسْحَاقُ رِفْقَةَ إِلَى خَيْمَةِ أُمِّهِ سَارَةَ، وَتَزَوَّجَهَا وَأَحَبَّهَا وَتَعَزَّى بِهَا بَعْدَ مَوْتِ أُمِّهِ.

التكوين 22:24-67 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

فلَمَّا فَرَغَتِ الجِمالُ مِن شُرْبها، أَخَذَ الرَّجُلُ حَلقَةَ أَنْفٍ مِن ذَهَب وَزْنُها نِصْفُ مِثْقال، وسِوارَينِ لِيَدَيها وَزْنُهما عَشْرَةُ مَثاقيلِ ذَهَب، وقال: «بِنْتُ مَن أَنتِ؟ أَخْبِريني هل في بَيتِ أَبيكِ مَوضِعٌ نَبيتُ فيه؟» فقالَت لَه: «أَنا ٱبنَةُ بَتوئيلَ ٱبنِ مِلْكَةَ الَّذي وَلَدَته لِناحور». وقالت لَه: «عِندَنا كَثيرٌ مِنَ التِّبْنِ والعَلَف ومَوضِعٌ لِلمَبيتِ أَيضًا». فٱنحَنى وسَجَدَ لِلرَّبّ، وقال: «تَبارَكَ الرَّبُّ، إِلٰهُ سَيِّدي إِبْراهيمَ الَّذي لم يَقْطَعْ رَحمَتَه ووَفاءَه عن سَيِّدي وهَداني في طَريقي إِلى بَيتِ أَخي سَيِّدي». فَرَكَضَتِ الفَتاةُ وأَخبَرَت بَيتَ أُمِّها بِهٰذِه الأُمور. وكانَ لِرِفقَةَ أَخٌ ٱسمُه لابان، فرَكَضَ لابانُ إِلى الرَّجُلِ، إِلى العَينِ، خارِجًا. وكانَ أَنَّه، إِذ رأَى الحَلقَةَ والسِّوارَينِ في يَدَي أُختِه وسَمِعَ كَلامَ رِفْقَةَ أُخْتِه قائِلةً: كذا خاطَبَني الرَّجُل، ذَهَبَ إِلَيه، فإِذا هو واقِفٌ مع الجِمالِ عِندَ العَين. فقال: «اُدخُلْ، يا مُبارَكُ الرَّبّ، لِماذا تَقِفُ خارِجًا، فإِنِّي قد هَيَّأتُ البَيتَ وموضِعًا لِلجِمال». وأَدخَلَ الرَّجُلَ إِلى البَيت وحَلَّ عنِ الجِمال وطَرَحَ لَها تِبْنًا وعَلَفًا، وأَعطى الرَّجُلَ ماءً لِيَغسِلَ رِجْلَيه وأَرجُلَ القَومِ الَّذينَ معَه. ثُمَّ وُضِعَ الطَّعامُ أَمامَه لِيأكُل، فقال: «لا آكُلُ حتَّى أَقولَ ما عِنْدي». فقالَ لَه لابان: «قُلْ». قالَ: «أَنا خادِمُ إِبْراهيم. والرَّبُّ قد بارَكَ سَيِّدي جِدًّا فصارَ غَنِيًّا: رَزَقَه غَنَمًا وبَقَرًا وفِضَّةً وذَهَبًا وخَدَمًا وخادِماتٍ وجِمالًا وحَميرًا. ووَلَدَت سارةُ ٱمرَأَةُ سَيِّدي ٱبنًا لِسَيِّدي، بَعدَ أَن شاخَت، فأعْطاه جَميعَ ما له. وقدِ ٱستَحلَفَني سَيِّدي قائلًا: لا تأخُذْ لِٱبْنِيَ ٱمرَأَةً مِن بَناتِ الكَنْعانيِّينَ الَّذينَ أَنا مُقيمٌ بأَرضِهِم، بل إِلى بَيتِ أَبي وإِلى عَشيرَتي تَذهَبُ وتأخُذُ ٱمرَأَةً لِٱبْني. فقُلتُ لِسَيِّدي: لَعَلَّ المَرأَةَ لا تَتبَعُني. فقالَ لي: إِنَّ الرَّبَّ الَّذي سِرتُ أَمامَه يُرسِلُ مَلاكَه مَعَكَ ويُنجِحُ طَريقَكَ، فتَأخُذُ ٱمرَأَةً لِٱبْني مِن عَشيرَتي ومِن بَيتِ أَبي. حينِئِذٍ تَبرَأُ مِن دُعائي علَيكَ، لأَنَّك تَكونُ قد ذَهَبتَ إِلى عَشيرَتي. وإِن هُم لم يُعْطوكَ، كُنتَ بَريئًا مِن دُعائي علَيكَ. فجئتُ اليَومَ إِلى العَينِ فقُلتُ: أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهُ سَيِّدي إِبْراهيم، إِن كُنتَ تُنجِحُ طَريقيَ الَّذي أَنا سائِرٌ فيه، فهاءَنَذا واقِفٌ على عَينِ الماء. فالفَتاةُ الَّتي تَخرُجُ لِتَستَقِيَ، فأَقولُ لَها: اِسقْيني قَليلًا مِنَ الماءِ مِن جَرَّتِكِ، فتَقولُ لي: اِشْرَبْ، وأنا أَستَقي لِجِمالِكَ أَيضًا، تَكونُ هِيَ المَرأَةَ الَّتي عَيَّنَها الرَّبُّ لِٱبنِ سَيِّدي. وقَبلَ أَن أَنتَهِيَ مِنَ الكَلامِ في قَلْبي، إِذا بِرِفقَةَ خارِجةٌ وجَرَّتُها على كَتِفِها، فنَزَلَت إِلى العَيْنِ وٱستَقَت. فقُلتُ لها: اِسْقيني. فأَسرَعَت وأَنزَلَت جَرَّتَها وقالَت: اِشْرَبْ، وأَنا أَسْقي جِمالَكَ أَيضًا. فشَرِبتُ، وسَقَتِ الجِمالَ أَيضًا. فسأَلْتُها وقُلتُ: بِنتُ مَن أنتِ؟ فقالَت: بِنتُ بَتوئيلَ بْنِ ناحورَ الَّذي وَلَدَته لَه مِلْكَة. فجَعَلَتُ الحَلقَةَ في أَنفِها والسِّوارَين في يَدَيها. وٱرتَمَيتُ إِلى الأَرضِ وسَجَدتُ لِلرَّبِّ وبارَكْتُ الرَّبَّ إِلٰهَ سَيِّدي إِبْراهيمَ الَّذي هَداني طريقًا صالِحًا لِآخُذَ ٱبنَةَ أَخي سَيِّدي لِٱبنِه. والآن إِن كُنتُم صانِعينَ رَحمَةً ووَفاءً إِلى سَيِّدي، فأَعلِموني بِذٰلِكَ، وإِلاَّ فأَعلِموني لِكَي أَتَّجِهَ يَمينًا أَو يَسارًا». فأَجابَه لابانُ وبَتوئيلُ وقالا: «إِنَّ الأَمرَ صادِرٌ مِن عِندِ الرَّبّ، فلَيسَ لَنا أَن نُكَلِّمَكَ فيه بِشَرٍّ أَو خَير. هٰذه رِفقَةُ أَمامَكَ، خُذْها وٱمْضِ فتَكونَ ٱمرَأَةً لِٱبْنِ سَيِّدِكَ، كما قالَ الرَّبّ». فَلَمَّا سَمِعَ خادِمُ إِبْراهيمَ كَلامَهم، سَجَدَ لِلرَّبِّ إِلى الأَرض، وأَخرَجَ الخادِمُ حِلى فِضَّةٍ وحِلى ذَهَبٍ وثِيابًا وأَعْطاها رِفْقَة، وهَدايا قَدَّمَها لأَخيها وأُمِّها. وأَكَلوا وشَرِبوا هو والقَومُ الَّذينَ مَعه وباتوا. ثُمَّ نَهَضوا صَباحًا، فقال: «اِصْرِفوني إِلى سَيِّدي». فقالَ أَخوها وأُمُّها: «تَبْقى الفَتاةُ عِندَنا أَيَّامًا ولَو عَشَرَةَ، وبَعدَ ذٰلك تَمْضي». فقالَ لهم: «لا تُؤَخِّروني، والرَّبُّ قد أَنجَحَ طَريقي. إِصْرِفوني فأَمْضِيَ إِلى سَيِّدي». فقالوا: «نَدْعو الفَتاةَ ونَسأَلُها ماذا تَقول». فَدَعَوا رِفقَةَ وقالوا لها: «هَل تَذهَبينَ مع هٰذا الرَّجُل؟» قالَت: «أَذهَب». فصَرَفوا رِفْقَةَ أُخْتَهم وحاضِنَتَها وخادِمَ إِبْراهيمَ ورِجالَه. وبارَكوا رِفْقَةَ وقالوا لَها: «أَنتِ أُختُنا فَكوني أُلوفَ رِبْوات ولْيَرِثْ نَسلُكِ مُدُنَ مُبغِضيه» وقامَت رِفقَةُ وجَواريها فرَكِبنَ الجِمالَ ومَضَينَ مع الرَّجُل، وأَخَذَ الخادِمُ رِفقَةَ ومضى. وكانَ إِسحٰقُ قد رَجَعَ مِن بِئْرِ الحَيِّ الرَّاءِيّ، وكانَ مُقيمًا بِأَرضِ النَّقَب. وخَرَجَ إِسحٰقُ إِلى الحَقْلِ لِلتَّنَزُّهِ عِندَ المَساء. فَرَفَعَ عَينَيه ونَظَر، فإِذا جِمالٌ مُقبِلَة. ورَفَعَت رِفقَةُ عَينَيها فرَأَت إِسحٰق فقَفَزَت عَنِ الجَمَل. وقالَت لِلخادِم: «مَن هٰذا الرَّجُلُ القادِمُ في الحَقلِ لِلِقائِنا؟» فقال الخادم: «هو سَيِّدي». فأَخَذَتِ الحِجابَ واحتَجَبَت به. ثُمَّ أَخْبَرَ الخادِمُ إِسحٰقَ بِجَميعِ الأُمورِ الَّتي صَنعَها. فأَدخَلَ إِسحٰقُ رِفقَةَ إِلى خَيْمَةِ أُمِّه سارةَ وأَخَذَ رِفقَة، فصارَت لَه زَوجةً وأَحَبَّها، وتعَزَّى إِسحٰقُ عن أُمِّه.