التكوين 22:24-67

التكوين 22:24-67 المشتركة

ولمَّا فرغتِ الجِمالُ مِنَ الشُّربِ أخذَ الرَّجلُ خُزامةً مِنْ ذهَبٍ وَزنُها نِصفُ مِثقالٍ وسوارَينِ ليدَيها وَزنُهُما عشَرَةُ مثاقيلَ ذهَبٍ، وقالَ: «بنتُ مَنْ أنتِ؟ أخبريني، هل في بَيتِ أبـيكِ موضِعٌ نَبـيتُ فيهِ؟» فقالت لَه: «أنا بنتُ بتوئيلَ ا‏بنِ مِلْكةَ ا‏مرأةِ ناحورَ». وقالت لَه: «عِندَنا كثيرٌ مِنَ التِّبنِ والعَلَفِ وموضِـعٌ للمَبـيتِ أيضا». فركعَ الرَّجلُ ساجدا للرّبِّ وقالَ: «تبارَكَ الرّبُّ إلهُ سيّدي إبراهيمَ فهوَ لم يمنعْ رأفتَهُ وإحسانَهُ عَنْ سيّدي، فهداني في طريقي إلى بَيتِ أخيهِ». فأسرعتِ الفتاةُ إلى بَيتِ أُمِّها وأخبرتْ بما جرى. وكانَ لرفقةَ أخٌ ا‏سمُهُ لابانُ، فخرَجَ لابانُ مُسرِعا إلى الرَّجلِ، إلى العَينِ، حالما رأى الخُزامةَ في أنفِ أُختهِ والسوارَينِ في يَديَها وسَمِعَها تقولُ: «هذا ما قالهُ الرَّجلُ لي»، فوجدَ الرَّجلَ واقفا معَ الجِمالِ عِندَ العَينِ. فقالَ لَه: «أُدخُلْ يا مَنْ باركَهُ الرّبُّ، لماذا تقِفُ هُنا في الخارجِ وأنا هَيَّأتُ البَيتَ وموضِعا لجِمالِكَ؟» وأدخَلَ الرَّجلَ‌ إلى البَيتِ وحَلَّ عَنْ جِمالِه، وجاءَ بالتِّبنِ والعَلَفِ، وأعطى الرَّجلَ ماءً لِغَسلِ رجليهِ وأرجُلِ الّذينَ معهُ. ولمّا جيءَ بالطَّعامِ قالَ الرَّجلُ: «لا آكُلُ حتى أقولَ ما عِندي». فقالَ لَه لابانُ: «تكلَّمْ». قالَ: «أنا خادمُ إبراهيمَ، والرّبُّ بارَكَ سيّدي كثيرا فا‏غتنى. أعطاهُ غنَما وبقَرا وفضَّةً وذهَبا وعبـيدا وإماءً وجِمالا وحميرا. وولَدت لَه سارةُ ا‏مرأتُهُ ا‏بنا بعدما شاخت، فأعطاهُ سيّدي جميعَ ما يملِكُ. وا‏ستحْلَفني سيّدي قالَ: لا تأخُذْ لا‏بني زوجةً مِنْ بَناتِ الكنعانيّينَ الّذينَ أنا مُقيمٌ بأرضِهِم، بل إلى بَيتِ أبـي وإلى عَشيرتي تذهبُ وتأخُذُ زوجةً لا‏بني. فقلتُ لسيّدي؛ رُبَّما أبَتِ المرأةُ أنْ تـتبعَني. فقالَ لي: الرّبُّ الّذي سلكْتُ أمامَه يُرسلُ ملاكَهُ مَعكَ ويُسهِّلُ طريقَكَ، فتأخُذُ زوجةً لا‏بني مِنْ عَشيرتي ومِنْ بَيتِ أبـي. وبذلِكَ تبرأُ مِنْ يمينِكَ التي حَلَفْتَها لي، وإذا جِئتَ إلى عَشيرتي ولم يُعطوكَ كُنتَ بريئا أيضا مِنْ يمينِكَ. فجِئتُ اليومَ إلى العينِ وقلتُ: يا ربُّ، يا إلهَ سيّدي إبراهيمَ، أرني إنْ كُنتَ تُسهِّلُ طريقي هذِهِ. ها أنا واقفٌ على عَينِ الماءِ، فالصَّبـيَّةُ الّتي تَخرجُ لِتَستقيَ وأقولُ لها: ا‏سقيني شُربةَ ماءٍ مِنْ جرّتِكِ، فتقولُ لي: إشربْ وأنا أستقي لِجمالِكَ أيضا تكونُ هيَ المرأةُ التي عيَّنَها الرّبُّ لا‏بنِ سيّدي. وما كُدْتُ أنتهي مِنَ الكلامِ في قلبـي حتّى خرَجت رِفقةُ وجرّتُها على كَتِفِها، فنزلت إلى العَينِ وا‏ستقت. فقلتُ لها: إسقيني. فأسرعت وأنزلت جرّتَها وقالت: إشربْ وأنا أسقي جِمالَكَ، فشربْتُ، وسقَتِ الجِمالَ أيضا. فسألْتُها: بنتُ مَنْ أنتِ؟ فقالت: بنتُ بتوئيلَ‌ بنِ ناحورَ ومِلْكَةَ. فوضعْتُ الخُزامَةَ في أنفِها والسِّوارَينِ في يَدَيها، وركعْتُ وسجدْتُ للرّبِّ إلهِ سيّدي إبراهيمَ وباركْتُه لأنَّه هداني سَواءَ السبـيلِ لآخذَ ا‏بنةَ أخيهِ لا‏بنِه. والآنَ إنْ كُنتُم تـترأفونَ بسيّدي وتُحسِنونَ إليهِ فأخبروني، وإ لا فأنصرف عَنكُم يَمينا أو شِمالا». فأجابَ لابانُ وبتوئيلُ: «مِنْ عِندِ الرّبِّ صدرَ الأمرُ، فلا نقدِرُ أنْ نقولَ فيهِ شَرًّا أو خَيرا. هذِهِ رفقةُ أمامَكَ. خُذْها وا‏ذهبْ فتكونَ زوجةً لا‏بنِ سيّدِكَ كما قالَ الرّبُّ». فلمَّا سمِعَ خادمُ إبراهيمَ كلامَهُم سجَدَ للرّبِّ إلى الأرضِ وأخرَجَ حُلى مِنْ فِضَّةٍ وذهَبٍ وثيابا فأهداها إلى رفقةَ، وأهدى تُحَفا ثمينةً إلى أخيها وأُمِّها. وبَعدَما أكلَ الرَّجلُ والّذينَ معهُ وشربوا، باتوا ليلَتَهم وقاموا صباحا فقالَ الرَّجلُ: «دَعوني أرجِـعُ إلى سيّدي». فقالَ أخو رفقةَ وأمُّها: «تبقى الفتاةُ عِندَنا أيّاما ولو عشَرَةً، وبَعدَ ذلِكَ تمضي». فقالَ لهُم: «لا تؤخِّروني والرّبُّ سهَّلَ طريقي. دعوني أرجعُ إلى سيّدي». فقالوا: «ندعو الفتاةَ ونسألُها ماذا تقولُ». فدعَوا رفقةَ وقالوا لها: «هَل تذهبـينَ معَ هذا الرَّجلِ؟» قالت: «أذهبُ». فصرفوا رفقةَ أختَهُم ومُرضِعتَها وخادمَ إبراهيمَ ورجالَه. وباركوا رفقةَ وقالوا لها: «أنتِ أختُنا. كوني أُمًّا لألوفٍ مؤلَّفةٍ، وليَرِثْ نسلُكِ مُدُنَ أعدائِهِ». قامت رفقةُ وجواريها، فركِبْنَ الجِمالَ وتبِــعْنَ الرَّجلَ وأخذَ الرَّجلُ رفقةَ ومضَى. وكانَ إسحَقُ مُقيما بأرضِ النَّقبِ جنوبا. وبـينما هوَ راجعٌ مِنْ طريقِ بئرِ الحيّ الرَّائي‌، حيثُ خرَجَ يتمشَّى في البرِّيَّةِ عِندَ المساءِ، رفَعَ عينيهِ ونظَرَ فرأى جِمالا مُقبلةً نحوَهُ. ورفعت رفقَةُ عَينَيها، فلمَّا رأت إسحَقَ نزلت عنِ الجمَلِ. وسألتِ الخادمَ: «مَنْ هذا الرَّجلُ الماشي في البرِّيَّةِ للقائِنا؟» فأجابَها: «هوَ سيّدي». فأخذت رفقةُ البُرقُعَ وسَتَرَت وجهَها. وبَعدَما روى الخادمُ لإسحَقَ كُلَّ ما جرى لَه، أدخلَ إسحَقُ رفقةَ إلى خِباءِ سارةَ أمِّهِ وأخذَها زوجةً لَه. وأحبَّها إسحَقُ وتعزَّى بها عن فُقدانِ أُمِّه.

فيديو ل التكوين 24:22-67