البشارة كما دوّنها متى 13:5-48
البشارة كما دوّنها متى 13:5-48 المشتركة
«أنتُم مِلحُ الأرضِ، فإذا فسَدَ المِلحُ، فَماذا يُمَلّحُهُ؟ لا يَصلُحُ إلاّ لأَنْ يُرمَى في الخارِجِ فيدوسَهُ النّاسُ. أنتُم نورُ العالَمِ. لا تَخفَى مدينةٌ على جبَلٍ، ولا يُوقَدُ سِراجٌ ويوضَعُ تَحتَ المِكيالِ، ولكِنْ على مكانٍ مُرتَفِعٍ حتّى يُضيءَ لِجميعِ الّذينَ هُمْ في البَيتِ. فلْيُضِىءْ نورُكُم هكذا قُدّامَ النّاسِ ليُشاهِدوا أعمالَكُمُ الصّالِحةَ ويُمَجّدوا أباكُمُ الذي في السّماواتِ. «لا تَظُنّوا أنّي جِئتُ لأُبطِلَ الشّريعَةَ وتَعاليمَ الأنبياءِ: ما جِئتُ لأُبطِلَ، بل لأُكمّلَ. الحقّ أقولُ لكُم: إلى أنْ تَزولَ السّماءُ والأرضُ لا يَزولُ حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ مِنَ الشّريعةِ حتى يتِمّ كُلّ شيءٍ. فمَنْ خالفَ وَصيّةً مِنْ أصغَرِ هذِهِ الوصايا وعلّمَ النّاسَ أنْ يَعمَلوا مِثلَهُ، عُدّ صغيرًا في مَلكوتِ السّماواتِ. وأمّا مَنْ عَمِلَ بِها وعَلّمَها، فهوَ يُعَدّ عظيمًا في مَلكوتِ السّماواتِ. أقولُ لكُم: إنْ كانَت تَقواكُم لا تَفوقُ تَقْوى مُعَلّمي الشريعةِ والفَرّيسيّينَ، لن تَدخُلوا مَلكوتَ السّماواتِ. «سَمِعتُم أنّهُ قِيلَ لآبائِكُم: لا تَقتُلْ، فمَنْ يَقتُلْ يَسْتَوْجِبْ حُكْمَ القاضي. أمّا أنا فأقولُ لكُم: مَنْ غَضِبَ على أخيهِ اَستَوجَبَ حُكمَ القاضي، ومَنْ قالَ لأخيهِ: يا جاهلُ اَستوجبَ حُكمَ المجلِسِ، ومَنْ قالَ لَه: يا أحمقُ اَستوجَبَ نارَ جَهَنّمَ. وإذا كُنتَ تُقَدّمُ قُربانَكَ إلى المَذبَحِ وتذكّرتَ هُناكَ أنّ لأخيكَ شيئًا عليكَ، فاَترُكْ قُربانَكَ عِندَ المَذبَحِ هُناكَ، واَذهَبْ أوّلاً وصالِحْ أخاكَ، ثُمّ تَعالَ وقَدّم قُربانَكَ. وإذا خاصَمَكَ أحَدٌ، فسارِعْ إلى إرْضائِهِ ما دُمْتَ معَهُ في الطّريقِ، لِئلاّ يُسَلّمَك الخَصمُ إلى القاضي، والقاضي إلى الشّرطي، فَتُلقى في السّجنِ. الحقّ أقولُ لكَ: لن تخرُجَ مِنْ هُناكَ حتّى تُوفيَ آخِرَ دِرهَمٍ. «وسمِعتُمْ أنّهُ قيلَ: لا تَزنِ. أمّا أنا فأقولُ لكُم: مَنْ نظَرَ إلى اَمرأةٍ لِيَشتَهيَها، زَنى بِها في قلبِهِ. فإذا جَعَلَتْكَ عَينُك اليُمنَى تَخْطَأ، فاَقلَعْها وألْقِها عَنكَ، لأنّهُ خَيرٌ لكَ أنْ تَفقِدَ عُضوًا مِنْ أعضائِكَ ولا يُلقَى جَسدُكَ كُلّهُ في جَهَنّمَ. وإذا جَعَلَتْكَ يدُكَ اليُمنَى تَخطأُ، فاَقطَعْها وألْقِها عنكَ، لأنّهُ خَيرٌ لكَ أنْ تَفقِدَ عُضوًا مِنْ أعضائِكَ ولا يذهَبُ جسَدُكَ كُلّه إلى جَهَنّمَ. «وقِيلَ أيضًا: مَنْ طَلّقَ اَمرأتَهُ، فلْيُعطِها كِتابَ طَلاقٍ. أمّا أنا فأقولُ لكُم: مَنْ طلّقَ اَمرأتَهُ إلاّ في حالَةِ الزّنَى يجعلُها تَزْني، ومَنْ تَزوّجَ مُطلّقةً زنَى. «وسَمِعْتُمْ أنّهُ قيلَ لآبائِكُم: لا تحلِفْ، بل أَوفِ للرّبّ نُذورَكَ. أمّا أنا فأقولُ لكُم: لا تَحلِفوا مُطلَقًا، لا بالسّماءِ لأنّها عرشُ اللهِ، ولا بالأرضِ لأنّها مَوطِىءُ قدَمَيْهِ، ولا بأُورُشليمَ لأنّها مدينةُ المَلِكِ العظيمِ. ولا تحلِفْ برَأْسِكَ، لأنّكَ لا تَقدِرُ أنْ تَجعلَ شَعْرةً واحدةً مِنهُ بيضاءَ أو سوداءَ. فليكُنْ كلامُكُم: «نَعَمْ» أو «لا»، وما زادَ على ذلِكَ فهوَ مِنَ الشّرّيرِ. «سَمِعْتُمْ أنّهُ قِيلَ: عَينٌ بِعَينٍ وسِنّ بسِنّ. أمّا أنا فأقولُ لكُم: لا تُقاوِموا مَنْ يُسيءُ إلَيكُم. مَنْ لطَمَكَ على خَدّكَ الأيْمنِ، فحَوِّلْ لَه الآخَرَ. ومَنْ أرادَ أنْ يُخاصِمَكَ ليأخُذَ ثَوبَكَ، فاَتْرُكْ لَه رِداءَكَ أيضًا. ومَنْ سَخّرَكَ أنْ تَمشيَ معَهُ مِيلاً واحدًا، فاَمشِ معَهُ مِيلَيْن. مَنْ طَلَبَ مِنكَ شيئًا فأَعطهِ، ومَنْ أرادَ أَنْ يَستعيرَ مِنكَ شيئًا فلا ترُدّهُ خائِبًا. «سَمِعتُم أنّهُ قِيلَ: أحِبّ قريبَكَ وأبغِضْ عَدُوّكَ. أمّا أنا فأقولُ لكُم: أحِبّوا أَعداءَكُم، وصَلّوا لأجلِ الّذينَ يضْطَهِدونكُم، فتكونوا أبناءَ أبيكُمُ الّذي في السّماواتِ. فهوَ يُطلِعُ شَمْسَهُ على الأشرارِ والصّالحينَ، ويُمطِرُ على الأبرارِ والظّالمينَ. فإنْ كُنتُم تُحِبّونَ الّذينَ يُحبّونكُم، فأيّ أجرٍ لكم؟ أما يعمَلُ جُباةُ الضّرائِب هذا؟ وإنْ كنتُم لا تُسلّمونَ إلاّ على إخوَتِكُم، فماذا عمِلتُم أكثرَ مِنْ غَيرِكُم؟ أما يعمَلُ الوَثَنيّونَ هذا؟ فكونوا أنتُم كاملينَ، كما أنّ أباكُمُ السّماويّ كامِلٌ.