راعوت 4:3-18
راعوت 4:3-18 ت.ك.ع
فإِذا ٱضطَجَعَ، فعايِني المَوضِعَ الَّذي يَضطَجِعُ فيه، وٱذهَبي فٱكشِفي جِهَةَ رِجلَيه واضطَجِعي، وهو يُخبِرُكِ بِما يَنبَغي أَن تَصنَعي». فقالَت لَها: «كُلُّ ما قُلتِ لي أَصنَعُه». ونَزَلَت إِلى البَيدَرِ وفَعَلَت كما أَمَرَتها حَماتُها. فأَكَلَ بوعَزُ وشَرِبَ وطابَت نَفسُه وجاءَ لِيَضطَجِعَ عِندَ طَرَفِ كُدْسِ الحُبوب، وأَتَت إِلَيه خِلسَةً وكَشَفَت جِهَةَ رِجلَيه وٱضطَجَعَت. وكانَ عِندَ ٱنتِصافِ اللَّيلِ أَنَّ الرَّجُلَ ٱرتَعَشَ وٱلتَفَتَ، فإِذا بِٱمرَأَةٍ مُضطَجِعَةٌ عِندَ رِجلَيه. فقال: «مَن أَنتِ؟» فقالَت: «أَنا راعوتُ أَمَتُكَ، فٱبسُطْ ذَيلَ رِدائِكَ على أَمَتِكَ، لأَنَّكَ ولِيّ». فقال: «بارَكَكِ الرَّبُّ يا ٱبنَتي، لأَنَّ أَمانَتَكِ الأَخيرَةَ خَيرٌ مِنَ الأُولى، إِذ لم تَسعَي وَراءَ الشُّبَّان، فُقَراءَ كانوا أَو أَغْنِياء. والآنَ لا تَخافي يا ٱبنَتي، ومَهْما قُلتِ فأَنا أَفعَلُه لَكِ، فقَد عَلِمَ كُلُّ الشَّعْبِ في بابِ المَدينةِ أَنَّكِ ٱمرَأَةٌ فاضِلَة. نَعَم، إِنِّي قَريب، ولٰكِنَّ لَكِ قَريبًا أَقرَبَ مِنِّي. فبيتي لَيلَتَكِ هٰذه، وإِذا أَصبَحتِ فقَضى لَكِ حَقَّ القَرَابة، فنِعِمَّا فلْيَفعَلْ، وإِن لم يَشَأْ أَن يَقضِيَ لَكِ حَقَّ القَرابة، فأَنا أَقْضيه لكِ. حَيٌّ الرَّبّ! فنامي حَتَّى تُصبِحي». فرَقَدَت عِندَ رِجلَيه إِلى الصَّباح، وقامَت قَبلَ أَن يَعرِفَ الإِنسانُ صاحِبَه. فإِنَّ بوعَزَ كانَ يَقولُ في نَفْسِه: لا يَعلَمْ أَحَدٌ أَنَّ تِلكَ المَرأَةَ جاءَت إِلى البَيدَر. ثُمَّ قال: «هاتي الرِّداءَ الَّذي علَيكِ وأَمسِكيه» فأَمسَكَته، فكالَ لَها فيه سِتَّةَ أَكْيالِ شَعيرٍ وجَعَلَها علَيها، ثُمَّ عادَت إِلى المَدينة. وأَقبَلَت راعوتُ على حَماتِها فقالَت لَها: «ما وَراءَكِ يا ٱبنَتي؟» فأَخبَرَتها بِكُلِّ ما صَنَعَ إِلَيها الرَّجُل، وقالَت: «أَعطاني هٰذه الأَكْيالَ السِّتَّةَ مِنَ الشَّعير، لأَنَّه قالَ لي: لن تَدخُلي على حَماتِكِ فارِغة». فقالَت لَها حَماتُها: «أُمكُثي يا ٱبنَتي، حتَّى تَعلَمي كَيفَ يَتِمُّ الأَمْر، لأَنَّ الرَّجُلَ لا يَهدَأُ حتَّى يُتَمِّمَ الأَمرَ في هٰذا اليَوم».