تكوين 1:31-41

تكوين 1:31-41 ت.ك.ع

وسَمِعَ يَعْقوبُ بَني لابانَ يقولون: «قد أَخَذَ يَعْقوبُ كُلَّ ما لأَبينا، ومِمَّا لأَبينا جَمَعَ هٰذه الثَّروَةَ كُلَّها». ورأَى يَعْقوبُ وَجهَ لابان، فإذا بِه لَيسَ معَه كما كانَ أَمْسِ فما قَبْلُ. فقالَ الرَّبُّ لِيَعْقوب: «اِرْجِعْ إِلى أَرضِ آبائِكَ ومَسقَطِ رأسِكَ، وأَنا أَكونُ معَكَ». فأَرسَلَ يَعْقوبُ ودَعا راحيلَ ولَيئَةَ إِلى الحَقْل، حَيثُ كانَت ماشِيَتُه. وقالَ لَهُما: «إِنِّي أَرى وَجهَ أَبيكُما، لا كما كانَ أَمْسِ فما قَبْلُ، ولٰكِنَّ إِلٰهَ أَبي كانَ معي. وأَنتُما تَعلَمانِ أَنِّي خَدَمتُ أَباكُما بِكُلِّ طاقَتي. وأَبوكُما خَدَعَني وغَيَّرَ أُجْرَتي عَشْرَ مَرَّات، ولم يَدَعْه اللهُ يُسيءُ إِلَيَّ. إِن قالَ: الرُّقْطُ تَكونُ أُجرَتَكَ، وَلَدَت جَمِيعُ الغَنَمِ رُقْطًا. وإِن قالَ: المُخطَّطَةُ تَكونُ أُجرَتَكَ، وَلَدَت جَميعُ الغَنَمِ مُخَطَّطَةً. فأَخَذَ اللهُ ماشِيَةَ أَبيكُما وأَعْطاني إِيَّاها. ولَمَّا كانَ وَقتُ وحامِ الغَنَمِ، رَفَعتُ عَينَيَّ ورأَيتُ في المَنامِ أَنَّ التُّيوسَ النَّازِيَةَ على الغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ ورَقْطاءُ ونَمْراء. فقالَ لي ملاكُ اللهِ في الحُلْم: يا يَعْقوب. قُلتُ: هاءَنَذا. قال: اِرفَعْ عَينَيكَ وٱنظُرْ: جَميعُ التُّيوسِ النَّازِيَةِ على الغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ ورَقْطاءُ ونَمْراء، فإِنِّي قد رَأَيتُ كُلَّ ما يَصنَعُه لابانُ بِكَ. أَنا الإِلٰهُ الَّذي تَراءى لَك في بَيتَ إِيل حَيثُ مَسَحتَ النُّصُبَ بِالزَّيت ونَذَرتَ لي نَذْرًا. والآن قُمْ فٱخرُجْ مِن هٰذه الأَرض وٱرجِعْ إِلى مَسقَطِ رَأسِكَ». فأَجابَت راحيلُ ولَيئَةُ وقالَتا له: «هل بَقِيَ لَنا نَصيبٌ ومِيراثٌ في بَيتِ أَبينا؟ أَلَسْنا عِندَه بِمَنزِلَةِ غُرَباء وقد باعَنا وأَكَلَ ثَمَنَنا؟ فكُلُّ الغِنى الَّذي أَخَذَه اللهُ مِن أَبينا هو لَنا ولِبَنينا. والآن فكُلُّ ما قالَه اللهُ لَكَ فٱفعَلْه». فقامَ يَعْقوبُ وحَمَلَ بَنيه ونِساءَه على الجِمال. وساقَ جَميعَ ماشِيَتِه (وجَميعَ الأَمْوالِ الَّتي ٱقتَناها، الماشِيَةَ الَّتي ٱمتَلَكَها في فدَّانَ أَرام)، لِيَذهَبَ إِلى إِسحٰق أَبيه إِلى أَرضِ كَنْعان. وكانَ لابانُ قد مضى لِيَجُزَّ غَنَمَه، فسَرَقَت راحيلُ أَصْنامَ مَنزِلِ أَبيها. وخَدَعَ يَعْقوبُ لابانَ الأَرامِيّ، ولم يُخْبرْه بِفِرارِه. وهَرَبَ بِكُلِّ ما لَه وقامَ فَعَبَرَ النَّهْرَ وٱتَّجَهَ نَحوَ جَبَلِ جِلْعاد. فأُخبِرَ لابانُ في اليَوْمِ الثَّالِثِ أَنَّ يَعْقوبَ قد فَرَّ. فأَخَذَ إِخوَتَه معَه وجَدَّ في إِثْرِه مَسيرةَ سَبعَةِ أَيَّام، فأَدرَكَه في جَبَلِ جِلْعاد. فأَتى اللهُ لابانَ الأَرامِيَّ في الحُلْمِ لَيلًا وقالَ له: «إِيَّاكَ أَن تُكَلِّمَ يَعْقوبَ بِخَيرٍ أو شَرّ». وأَدرَكَ لابانُ يَعْقوب، وكانَ يَعْقوبُ قد نَصَبَ خَيمَتَه في الجَبَل، فَنَصَبَ لابانُ خَيمَتَه في جَبَلِ جِلْعاد. فقالَ لابانُ لِيَعْقوب: «ماذا صَنَعتَ؟ قد خَدَعتَني وسُقْتَ بِنتَيَّ كأَسْرى حَرْب. لِمَ هَرَبتَ خُفيَةً وخَدَعتَني ولَم تُخْبِرْني فأُشيِّعَكَ بٱبتِهاجٍ وأَغانِيَّ ودُفٍّ وكِنَّارة؟ ولَم تَدَعْني أُقَبِّلُ بَنِيَّ وبناتي، وفي هٰذا تَصَرَّفتَ بِغَباوة. إنَّ في يَدي أَن أَصنَعَ بِكُم سُوءًا، لَولا أَنَّ إِلٰهَ أَبيكم قد كلَّمَني البارِحَةَ قائلًا: إِيَّاكَ أَن تُكَلِّمَ يَعْقوبَ بِخَيرٍ أَو شَرّ. والآن إِنَّما ٱنصَرَفتَ لِأنَّكَ ٱشتَقتَ كَثيرًا إِلى بَيتِ أَبيكَ، فلِمَ سَرَقتَ آلِهَتي؟». فأَجابَ يَعْقوبُ وقالَ لِلابان: «لأَنِّي تَخَوَّفتُ وقُلتُ: «لَعَلَّكَ تَغتَصِبُ بِنتَيكَ مِنّي. وأَمَّا آلِهَتُكَ، فمَن وُجِدَت معَه فلا يَحْيا. أَثبِتْ ما هو لَكَ في ما هو معي أَمامَ إِخوَتِنا وخُذْه». ولَم يَكُنْ يَعْقوبُ يَعلَمُ أَنَّ راحيلَ قد سَرَقَتها. فدَخَلَ لابانُ خَيمَةَ يَعْقوب وخَيمَةَ لَيئَة وخَيمَةَ الخادِمَتَين، فلَم يَجِدْ شَيئًا. وخَرَجَ مِن خَيمَةِ لَيئَة ودَخَلَ خَيمَةَ راحيل. وكانَت راحيلُ قد أَخَذَت أَصْنامَ المَنزِل وجَعَلَتها في رَحْلِ الجَمَل وجَلَسَت فَوقَها. فجَسَّ لابانُ الخَيمَةَ كُلَّها فلَم يَجِدْ شَيئًا. فقالَت راحيلُ لأَبيها: «لا يَغْضَبْ سَيِّدي إِن كُنتُ لا أَستَطيعُ أَن أَقومَ أَمامَكَ، فقَد حَدَثَ لي ما يَجْري لِلنِّساء». ففَتَّشَ فلَم يَجِدْ أَصْنامَ المَنزِل. فغَضِبَ يَعْقوبُ وخاصَمَ لابانَ وخاطَبَه قال: «ما ذَنْبي وما خطيئَتي حتَّى جَدَدتَ في إِثْري؟ وقد جَسَسْتَ جَميعَ أَثاثي، فماذا وَجَدتَ مِن جَميعِ أَثاثِ بَيتِكَ؟ ضَعْه هٰهُنا أَمامَ إِخْوَتي وإِخْوَتِكَ، ولْيَحكُموا بَينَنا كِلَينا. لي عِشْرونَ سَنَةً معكَ، ونِعاجُكَ وعِنازُكَ لم تُسقِطْ، ومِن كِباشِ غَنَمِكَ لم آكُل. فَريسةً مُمَزَّقَةً لم أُحضِرْ إِلَيكَ، بل كُنتُ أَنا أُعَوَّضُ مِنها، ومِن يَدي كُنتَ تَطلُبُها، سَواءٌ أَخُطِفَت في النَّهار أَم في اللَّيل. وكانَ الحَرُّ يأكُلُني في النَّهار والبَردُ في اللَّيل، وهَجَرَ النَّومُ عَينَيَّ. وهاءَنَذا لي عِشْرونَ سَنَةً في بَيتِكَ: خَدَمتُكَ أَربَعَ عَشْرَةَ سَنَةً بِبِنتَيكَ وسِتَّ سِنينَ بِغَنَمِكَ، وغَيَّرتَ أُجْرَتي عَشْرَ مرَّات.

فيديو ل تكوين 31:1-41