التكوين 1:31-41
التكوين 1:31-41 الكتاب المقدس (AVD)
فَسَمِعَ كَلَامَ بَنِي لَابَانَ قَائِلِينَ: «أَخَذَ يَعْقُوبُ كُلَّ مَا كَانَ لِأَبِينَا، وَمِمَّا لِأَبِينَا صَنَعَ كُلَّ هَذَا ٱلْمَجْدِ». وَنَظَرَ يَعْقُوبُ وَجْهَ لَابَانَ وَإِذَا هُوَ لَيْسَ مَعَهُ كَأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ. وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِيَعْقُوبَ: «ٱرْجِعْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكَ وَإِلَى عَشِيرَتِكَ، فَأَكُونَ مَعَكَ». فَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ وَدَعَا رَاحِيلَ وَلَيْئَةَ إِلَى ٱلْحَقْلِ إِلَى غَنَمِهِ، وَقَالَ لَهُمَا: «أَنَا أَرَى وَجْهَ أَبِيكُمَا أَنَّهُ لَيْسَ نَحْوِي كَأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ. وَلَكِنْ إِلَهُ أَبِي كَانَ مَعِي. وَأَنْتُمَا تَعْلَمَانِ أَنِّي بِكُلِّ قُوَّتِي خَدَمْتُ أَبَاكُمَا، وَأَمَّا أَبُوكُمَا فَغَدَرَ بِي وَغَيَّرَ أُجْرَتِي عَشَرَ مَرَّاتٍ. لَكِنَّ ٱللهَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُ أَنْ يَصْنَعَ بِي شَرًّا. إِنْ قَالَ هَكَذَا: ٱلرُّقْطُ تَكُونُ أُجْرَتَكَ، وَلَدَتْ كُلُّ ٱلْغَنَمِ رُقْطًا. وَإِنْ قَالَ هَكَذَا: ٱلْمُخَطَّطَةُ تَكُونُ أُجْرَتَكَ، وَلَدَتْ كُلُّ ٱلْغَنَمِ مُخَطَّطَةً. فَقَدْ سَلَبَ ٱللهُ مَوَاشِيَ أَبِيكُمَا وَأَعْطَانِي. وَحَدَثَ فِي وَقْتِ تَوَحُّمِ ٱلْغَنَمِ أَنِّي رَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ فِي حُلْمٍ، وَإِذَا ٱلْفُحُولُ ٱلصَّاعِدَةُ عَلَى ٱلْغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ. وَقَالَ لِي مَلَاكُ ٱللهِ فِي ٱلْحُلْمِ: يَا يَعْقُوبُ. فَقُلْتُ: هَأَنَذَا. فَقَالَ: ٱرْفَعْ عَيْنَيْكَ وَٱنْظُرْ. جَمِيعُ ٱلْفُحُولِ ٱلصَّاعِدَةِ عَلَى ٱلْغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ، لِأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ كُلَّ مَا يَصْنَعُ بِكَ لَابَانُ. أَنَا إِلَهُ بَيْتِ إِيلَ حَيْثُ مَسَحْتَ عَمُودًا، حَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْرًا. ٱلْآنَ قُمِ ٱخْرُجْ مِنْ هَذِهِ ٱلْأَرْضِ وَٱرْجِعْ إِلَى أَرْضِ مِيلَادِكَ». فَأَجَابَتْ رَاحِيلُ وَلَيْئَةُ وَقَاَلتَا لَهُ: «أَلَنَا أَيْضًا نَصِيبٌ وَمِيرَاثٌ فِي بَيْتِ أَبِينَا؟ أَلَمْ نُحْسَبْ مِنْهُ أَجْنَبِيَّتَيْنِ، لِأَنَّهُ بَاعَنَا وَقَدْ أَكَلَ أَيْضًا ثَمَنَنَا؟ إِنَّ كُلَّ ٱلْغِنَى ٱلَّذِي سَلَبَهُ ٱللهُ مِنْ أَبِينَا هُوَ لَنَا وَلِأَوْلَادِنَا، فَٱلْآنَ كُلَّ مَا قَالَ لَكَ ٱللهُ ٱفْعَلْ». فَقَامَ يَعْقُوبُ وَحَمَلَ أَوْلَادَهُ وَنِسَاءَهُ عَلَى ٱلْجِمَالِ، وَسَاقَ كُلَّ مَوَاشِيهِ وَجَمِيعَ مُقْتَنَاهُ ٱلَّذِي كَانَ قَدِ ٱقْتَنَى: مَوَاشِيَ ٱقْتِنَائِهِ ٱلَّتِي ٱقْتَنَى فِي فَدَّانِ أَرَامَ، لِيَجِيءَ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. وَأَمَّا لَابَانُ فَكَانَ قَدْ مَضَى لِيَجُزَّ غَنَمَهُ، فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا. وَخَدَعَ يَعْقُوبُ قَلْبَ لَابَانَ ٱلْأَرَامِيِّ إِذْ لَمْ يُخْبِرْهُ بِأَنَّهُ هَارِبٌ. فَهَرَبَ هُوَ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، وَقَامَ وَعَبَرَ ٱلنَّهْرَ وَجَعَلَ وَجْهَهُ نَحْوَ جَبَلِ جِلْعَادَ. فَأُخْبِرَ لَابَانُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ بِأَنَّ يَعْقُوبَ قَدْ هَرَبَ. فَأَخَذَ إِخْوَتَهُ مَعَهُ وَسَعَى وَرَاءَهُ مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فَأَدْرَكَهُ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. وَأَتَى ٱللهُ إِلَى لَابَانَ ٱلْأَرَامِيِّ فِي حُلْمِ ٱللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «ٱحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ». فَلَحِقَ لَابَانُ يَعْقُوبَ، وَيَعْقُوبُ قَدْ ضَرَبَ خَيْمَتَهُ فِي ٱلْجَبَلِ. فَضَرَبَ لَابَانُ مَعَ إِخْوَتِهِ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. وَقَالَ لَابَانُ لِيَعْقُوبَ: «مَاذَا فَعَلْتَ، وَقَدْ خَدَعْتَ قَلْبِي، وَسُقْتَ بَنَاتِي كَسَبَايَا ٱلسَّيْفِ؟ لِمَاذَا هَرَبْتَ خُفْيَةً وَخَدَعْتَنِي وَلَمْ تُخْبِرْنِي حَتَّى أُشَيِّعَكَ بِٱلْفَرَحِ وَٱلْأَغَانِيِّ، بِٱلدُّفِّ وَٱلْعُودِ، وَلَمْ تَدَعْنِي أُقَبِّلُ بَنِيَّ وَبَنَاتِي؟ ٱلْآنَ بِغَبَاوَةٍ فَعَلْتَ! فِي قُدْرَةِ يَدِي أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ شَرًّا، وَلَكِنْ إِلَهُ أَبِيكُمْ كَلَّمَنِيَ ٱلْبَارِحَةَ قَائِلًا: ٱحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ. وَٱلْآنَ أَنْتَ ذَهَبْتَ لِأَنَّكَ قَدِ ٱشْتَقْتَ إِلَى بَيْتِ أَبِيكَ، وَلَكِنْ لِمَاذَا سَرَقْتَ آلِهَتِي؟». فَأَجَابَ يَعْقُوبُ وَقَالَ لِلَابَانَ: «إِنِّي خِفْتُ لِأَنِّي قُلْتُ لَعَلَّكَ تَغْتَصِبُ ٱبْنَتَيْكَ مِنِّي. اَلَّذِي تَجِدُ آلِهَتَكَ مَعَهُ لَا يَعِيشُ. قُدَّامَ إِخْوَتِنَا ٱنْظُرْ مَاذَا مَعِي وَخُذْهُ لِنَفْسِكَ». وَلَمْ يَكُنْ يَعْقُوبُ يَعْلَمُ أَنَّ رَاحِيلَ سَرَقَتْهَا. فَدَخَلَ لَابَانُ خِبَاءَ يَعْقُوبَ وَخِبَاءَ لَيْئَةَ وَخِبَاءَ ٱلْجَارِيَتَيْنِ وَلَمْ يَجِدْ. وَخَرَجَ مِنْ خِبَاءِ لَيْئَةَ وَدَخَلَ خِبَاءَ رَاحِيلَ. وَكَانَتْ رَاحِيلُ قَدْ أَخَذَتِ ٱلْأَصْنَامَ وَوَضَعَتْهَا فِي حِدَاجَةِ ٱلْجَمَلِ وَجَلَسَتْ عَلَيْهَا. فَجَسَّ لَابَانُ كُلَّ ٱلْخِبَاءِ وَلَمْ يَجِدْ. وَقَالَتْ لِأَبِيهَا: «لَا يَغْتَظْ سَيِّدِي أَنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُومَ أَمَامَكَ لِأَنَّ عَلَيَّ عَادَةَ ٱلنِّسَاءِ». فَفَتَّشَ وَلَمْ يَجِدِ ٱلْأَصْنَامَ. فَٱغْتَاظَ يَعْقُوبُ وَخَاصَمَ لَابَانَ. وَأجَابَ يَعْقُوبُ وَقَالَ لِلَابَانَ: «مَا جُرْمِي؟ مَا خَطِيَّتِي حَتَّى حَمِيتَ وَرَائِي؟ إِنَّكَ جَسَسْتَ جَمِيعَ أَثَاثِي. مَاذَا وَجَدْتَ مِنْ جَمِيعِ أَثَاثِ بَيْتِكَ؟ ضَعْهُ هَهُنَا قُدَّامَ إِخْوَتِي وَإِخْوَتِكَ، فَلْيُنْصِفُوا بَيْنَنَا ٱلِٱثْنَيْنِ. اَلْآنَ عِشْرِينَ سَنَةً أَنَا مَعَكَ. نِعَاجُكَ وَعِنَازُكَ لَمْ تُسْقِطْ، وَكِبَاشَ غَنَمِكَ لَمْ آكُلْ. فَرِيسَةً لَمْ أُحْضِرْ إِلَيْكَ. أَنَا كُنْتُ أَخْسَرُهَا. مِنْ يَدِي كُنْتَ تَطْلُبُهَا. مَسْرُوقَةَ ٱلنَّهَارِ أَوْ مَسْرُوقَةَ ٱللَّيْلِ. كُنْتُ فِي ٱلنَّهَارِ يَأْكُلُنِي ٱلْحَرُّ وَفِي ٱللَّيْلِ ٱلْجَلِيدُ، وَطَارَ نَوْمِي مِنْ عَيْنَيَّ. اَلْآنَ لِي عِشْرُونَ سَنَةً فِي بَيْتِكَ. خَدَمْتُكَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ سَنَةً بَٱبْنَتَيْكَ، وَسِتَّ سِنِينٍ بِغَنَمِكَ. وَقَدْ غَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشَرَ مَرَّاتٍ.
التكوين 1:31-41 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)
وسَمِـعَ يعقوبُ أنَّ بني لابانَ يقولونَ: «أخذَ يعقوبُ كُلَّ ما كانَ لأبـينا، ومِمَّا لأبـينا جمَعَ كُلَّ هذِهِ الثَّروةِ». ونظَرَ يعقوبُ إلى لابانَ، فرآهُ تغيَّرَ نحوَهُ عمَّا كانَ علَيه مِنْ قَبلُ. فقالَ الرّبُّ لِـيعقوبَ: «إرجِـعْ إلى أرضِ آبائِكَ وعَشيرتِكَ وأنا أكونُ معَكَ». فأرسلَ يعقوبُ ودعا راحيلَ ولَيئةَ إلى البرِّيَّةِ حيثُ كانَت غنَمُهُ، وقالَ لهُما: «أرى أباكُما تغَيَّرَ نحوي عمَّا كان علَيهِ مِنْ قَبلُ، ولكن إلهُ أبـي كانَ معي. وأنتما تعرِفانِ أنِّي خدمْتُ أباكُما بِكُلِّ قُدرَتي، وأبوكُما غدَرَ بـي وغيَّرَ معي في أُجرَتي عشْرَ مرَّاتٍ. ولَكنَّ اللهَ لم يدَعْهُ يُسيءُ إليَّ. فكُلَّما قالَ: «الرُّقْطُ تكونُ أجرَتَكَ» ولَدَت جميعُ الغنَمِ رُقْطا، أو قالَ: «المُخَطَّطَةُ تكونُ أجرَتَكَ» وَلَدت جَميعُ الغنَمِ مُخَطَّطَةً. فأخَذَ اللهُ مَواشيَ أبـيكُما وأعطانيها. وحَدَث هذا وقتَ وِحامِ الغنَمَ، حينَ رَفَعْتُ عينيَّ ونَظَرْتُ في المَنامِ فرأيتُ التُّيوسَ الّتي تَشُبُّ على الغنَمِ مُخَطَّطَةً ورَقْطاءَ ونَمْراء. فقالَ ليَ ملاكُ اللهِ في الحُلُمِ: «يا يعقوبُ! قلتُ نعم، ها أنا. قالَ: إرفعْ عينيكَ وانظُرْ. جميعُ التُّيوسِ الّتي تشُبُّ على الغنَمِ مُخَطَّطَةٌ ورَقْطَاءُ ونَمْراءُ، لأنِّي رأيتُ كُلَّ ما يفعَلُهُ لابانُ بِكَ. أنا إلهُ بَيتِ إيلَ حيثُ نصَبْتَ عَمودا ومَسَحْتَه بالزَّيتِ لِتُكرِّسَهُ لي، ونَذَرْتَ لي نَذْرا. والآنَ قُمِ اخرُجْ مِنْ هذِهِ الأرضِ وارجِـعْ إلى أرضِ مَولِدِكَ». فأجابَتْه راحيلُ ولَيئةُ: «هل بقيَ لنا نصيـبٌ ومِـيراثٌ في بَيتِ أبـينا؟ حُسِبْنا عِندَه غريـبَتَينِ، فباعَنا وأكلَ ثمَنَنا؟ كُلُّ الثَّروةِ الّتي أخَذَها اللهُ مِنْ أبـينا وَأعطاكَ إيَّاها هيَ لنا ولِبَنينا، فاعمَلْ بكلِّ ما قالَه اللهُ لكَ». فقَامَ يعقوبُ وحَمَلَ بَنيهِ وزَوجاتِه على الجِمالِ، وساقَ كُلَّ ماشيتهِ وكُلَّ ما امتلَكَهُ واقتناهُ في سَهلِ أرامَ. وقصَدَ إلى إسحَقَ أبـيهِ في أرضِ كنعانَ. وكانَ لابانُ غائبا يَجُزُّ غنَمَهُ، فسَرَقت راحيلُ أصنامَ أبـيها. وخدَعَ يعقوبُ لابانَ الأراميَّ ولم يُخبرْهُ بِفرارِه. وهرَبَ بِـجميعِ ما كانَ لَه، فعَبَرَ نهرَ الفُراتِ وتوجَّهَ إلى جبَلِ جِلعادَ. وتلقَّى لابانُ بَعدَ ثلاثةِ أيّامٍ خَبرَ فَرارِ يعقوبَ، فأخذَ رِجالَه معَهُ وسَعى وراءَهُ مَسيرةَ سَبْعةِ أيّامٍ حتّى لَحِقَ بِه في جبَلِ جِلعادَ، فجَاءَ اللهُ إلى لابانَ الأراميِّ في الحُلُمِ ليلا وقالَ لَه: «إيَّاكَ أنْ تُكَلِّمَ يعقوبَ بِـخَيرٍ أو شَرٍّ». وكانَ يعقوبُ نصَبَ خَيمَتَه في التِّلالِ حينَ لَحِقَ بهِ لابانُ، فخيَّمَ لابانُ معَ رِجالِه هُناكَ في جبَلِ جِلعادَ. وقالَ لابانُ لِـيعقوبَ: «ماذا فعَلْتَ؟ أقلَقتَ بالي وسُقْتَ بنتَيَّ كما تُساقُ سَبايا الحربِ. ولِماذا هرَبْتَ خِفيةً وأقلَقْتَني ولم تُخبِرْني، فأُشَيِّعَكَ بِفَرحٍ وغِناءٍ ودُفٍّ وكَنَّارةٍ؟ ولم يَدَعْني أُقبِّلُ حفَدَتي وبَناتي، فأنتَ بِــغَباوةٍ فعَلْتَ. والآنَ أنا قادِرٌ أَنْ أُعامِلَكُم بسُوءٍ لولا أنَّ إلهَ أبـيكُم كلَّمَني البارحةَ فقالَ لي: إيَّاكَ أنْ تُكلِّمَ يعقوبَ بِـخَيرٍ أو شَرٍّ. وأنتَ إنَّما انصَرَفْتَ مِنْ عِندي لأنَّكَ اشتَقْتَ إلى بَيتِ أبـيكَ، ولكنْ لماذا سَرَقْتَ آلِهَتي؟» فأجابَه يعقوبُ: «خِفتُ أنْ تغتَصِبَ بِنتَيكَ منّي. وأمَّا آلِهتُكَ، فإذا وجَدْتَها معَ أحدٍ مِنّا فلا يستَحِقُّ الحياةَ. أَثبِتْ ما هوَ لكَ معي أمامَ رِجالِنا وخُذْهُ». وكانَ يعقوبُ لا يعرِفُ أنَّ راحيلَ سَرَقَت آلِهةَ لابانَ. فدخَلَ لابانُ خَيمةَ يعقوبَ وخَيمةَ لَيئةَ وخَيمةَ الجاريتَينِ، فَما وجَدَ شيئا. وخرَجَ مِنْ خَيمةِ لَيئةَ ودَخَلَ خَيمَةَ راحيلَ. وكانَت راحيلُ أخَذَتِ الأصنامَ ووَضَعَتْها في رَحْلِ الجمَلِ وجَلست فوقَها. ففَتَّشَ لابانُ الخَيمةَ كُلَّها، فما وجَدَ شيئا، وقالت راحيلُ لأبـيها: «لا يَغيظُكَ يا سيِّدي أنِّي لا أقدِرُ أنْ أقومَ أمَامَك لأنَّ عليَّ عادَةَ النِّساءِ». فلم يَجِدْ لابانُ أصنامَهُ الّتي فتَّشَ عَنها. فاحتَدَّ يعقوبُ وخاصَمَ لابانَ وقالَ لَه: «ما جَريمَتي وما خطيئَتي حتّى خرَجتَ مُسرِعا ورائي؟ فَتَّشْتَ جميعَ أشيائي، فماذا وَجَدْتَ مِنْ جميعِ أشياءِ بَيتِكَ؟ إنْ وَجَدْتَ شيئا، فضَعْهُ هُنا أمامَ رِجالي ورجالِكَ، لِـيَحكُموا بَيني وبَينَكَ. لي عشرونَ سنَةً معَكَ، فلا نِعاجُكَ أسقطت مَواليدَها ولا عِنازُكَ، ولا أنا مِنْ كِباشِ غنَمِكَ أكلْتُ. ما كانَت تَفتَرِسُهُ الوحوشُ لم أُحضِرْ إليكَ بُرهانا عَنهُ، وإنَّما كُنتُ أتحَمَّلُ خَسَارَتَه وحدي، وكُنتَ أنتَ تُطالبُني بهِ، سَواءٌ سُرِقَ في النَّهارِ أو سُرِقَ في اللَّيلِ. وكانَ يأكُلُني الحَرُّ في النَّهارِ، والصَّقيعُ في اللَّيلِ، ولَطَالما هرَبَ النَّومُ مِنْ عينَيَّ. لي عِشرونَ سنَةً في بَيتِكَ، خَدَمْتُكَ فيها أربَعَ عشْرَةَ سنَةً بَدلَ بِنتَيكَ وسِتَ سَِنواتٍ بَدلَ غَنَمِكَ، وغَيَّرتَ معي في أُجرَتي عشْرَ مرَّاتٍ.
التكوين 1:31-41 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)
وسَمِـعَ يعقوبُ أنَّ بني لابانَ يقولونَ: «أخذَ يعقوبُ كُلَّ ما كانَ لأبـينا، ومِمَّا لأبـينا جمَعَ كُلَّ هذِهِ الثَّروةِ». ونظَرَ يعقوبُ إلى لابانَ، فرآهُ تغيَّرَ نحوَهُ عمَّا كانَ علَيه مِنْ قَبلُ. فقالَ الرّبُّ لِـيعقوبَ: «إرجِـعْ إلى أرضِ آبائِكَ وعَشيرتِكَ وأنا أكونُ معَكَ». فأرسلَ يعقوبُ ودعا راحيلَ ولَيئةَ إلى البرِّيَّةِ حيثُ كانَت غنَمُهُ، وقالَ لهُما: «أرى أباكُما تغَيَّرَ نحوي عمَّا كان علَيهِ مِنْ قَبلُ، ولكن إلهُ أبـي كانَ معي. وأنتما تعرِفانِ أنِّي خدمْتُ أباكُما بِكُلِّ قُدرَتي، وأبوكُما غدَرَ بـي وغيَّرَ معي في أُجرَتي عشْرَ مرَّاتٍ. ولَكنَّ اللهَ لم يدَعْهُ يُسيءُ إليَّ. فكُلَّما قالَ: «الرُّقْطُ تكونُ أجرَتَكَ» ولَدَت جميعُ الغنَمِ رُقْطا، أو قالَ: «المُخَطَّطَةُ تكونُ أجرَتَكَ» وَلَدت جَميعُ الغنَمِ مُخَطَّطَةً. فأخَذَ اللهُ مَواشيَ أبـيكُما وأعطانيها. وحَدَث هذا وقتَ وِحامِ الغنَمَ، حينَ رَفَعْتُ عينيَّ ونَظَرْتُ في المَنامِ فرأيتُ التُّيوسَ الّتي تَشُبُّ على الغنَمِ مُخَطَّطَةً ورَقْطاءَ ونَمْراء. فقالَ ليَ ملاكُ اللهِ في الحُلُمِ: «يا يعقوبُ! قلتُ نعم، ها أنا. قالَ: إرفعْ عينيكَ وانظُرْ. جميعُ التُّيوسِ الّتي تشُبُّ على الغنَمِ مُخَطَّطَةٌ ورَقْطَاءُ ونَمْراءُ، لأنِّي رأيتُ كُلَّ ما يفعَلُهُ لابانُ بِكَ. أنا إلهُ بَيتِ إيلَ حيثُ نصَبْتَ عَمودا ومَسَحْتَه بالزَّيتِ لِتُكرِّسَهُ لي، ونَذَرْتَ لي نَذْرا. والآنَ قُمِ اخرُجْ مِنْ هذِهِ الأرضِ وارجِـعْ إلى أرضِ مَولِدِكَ». فأجابَتْه راحيلُ ولَيئةُ: «هل بقيَ لنا نصيـبٌ ومِـيراثٌ في بَيتِ أبـينا؟ حُسِبْنا عِندَه غريـبَتَينِ، فباعَنا وأكلَ ثمَنَنا؟ كُلُّ الثَّروةِ الّتي أخَذَها اللهُ مِنْ أبـينا وَأعطاكَ إيَّاها هيَ لنا ولِبَنينا، فاعمَلْ بكلِّ ما قالَه اللهُ لكَ». فقَامَ يعقوبُ وحَمَلَ بَنيهِ وزَوجاتِه على الجِمالِ، وساقَ كُلَّ ماشيتهِ وكُلَّ ما امتلَكَهُ واقتناهُ في سَهلِ أرامَ. وقصَدَ إلى إسحَقَ أبـيهِ في أرضِ كنعانَ. وكانَ لابانُ غائبا يَجُزُّ غنَمَهُ، فسَرَقت راحيلُ أصنامَ أبـيها. وخدَعَ يعقوبُ لابانَ الأراميَّ ولم يُخبرْهُ بِفرارِه. وهرَبَ بِـجميعِ ما كانَ لَه، فعَبَرَ نهرَ الفُراتِ وتوجَّهَ إلى جبَلِ جِلعادَ. وتلقَّى لابانُ بَعدَ ثلاثةِ أيّامٍ خَبرَ فَرارِ يعقوبَ، فأخذَ رِجالَه معَهُ وسَعى وراءَهُ مَسيرةَ سَبْعةِ أيّامٍ حتّى لَحِقَ بِه في جبَلِ جِلعادَ، فجَاءَ اللهُ إلى لابانَ الأراميِّ في الحُلُمِ ليلا وقالَ لَه: «إيَّاكَ أنْ تُكَلِّمَ يعقوبَ بِـخَيرٍ أو شَرٍّ». وكانَ يعقوبُ نصَبَ خَيمَتَه في التِّلالِ حينَ لَحِقَ بهِ لابانُ، فخيَّمَ لابانُ معَ رِجالِه هُناكَ في جبَلِ جِلعادَ. وقالَ لابانُ لِـيعقوبَ: «ماذا فعَلْتَ؟ أقلَقتَ بالي وسُقْتَ بنتَيَّ كما تُساقُ سَبايا الحربِ. ولِماذا هرَبْتَ خِفيةً وأقلَقْتَني ولم تُخبِرْني، فأُشَيِّعَكَ بِفَرحٍ وغِناءٍ ودُفٍّ وكَنَّارةٍ؟ ولم يَدَعْني أُقبِّلُ حفَدَتي وبَناتي، فأنتَ بِــغَباوةٍ فعَلْتَ. والآنَ أنا قادِرٌ أَنْ أُعامِلَكُم بسُوءٍ لولا أنَّ إلهَ أبـيكُم كلَّمَني البارحةَ فقالَ لي: إيَّاكَ أنْ تُكلِّمَ يعقوبَ بِـخَيرٍ أو شَرٍّ. وأنتَ إنَّما انصَرَفْتَ مِنْ عِندي لأنَّكَ اشتَقْتَ إلى بَيتِ أبـيكَ، ولكنْ لماذا سَرَقْتَ آلِهَتي؟» فأجابَه يعقوبُ: «خِفتُ أنْ تغتَصِبَ بِنتَيكَ منّي. وأمَّا آلِهتُكَ، فإذا وجَدْتَها معَ أحدٍ مِنّا فلا يستَحِقُّ الحياةَ. أَثبِتْ ما هوَ لكَ معي أمامَ رِجالِنا وخُذْهُ». وكانَ يعقوبُ لا يعرِفُ أنَّ راحيلَ سَرَقَت آلِهةَ لابانَ. فدخَلَ لابانُ خَيمةَ يعقوبَ وخَيمةَ لَيئةَ وخَيمةَ الجاريتَينِ، فَما وجَدَ شيئا. وخرَجَ مِنْ خَيمةِ لَيئةَ ودَخَلَ خَيمَةَ راحيلَ. وكانَت راحيلُ أخَذَتِ الأصنامَ ووَضَعَتْها في رَحْلِ الجمَلِ وجَلست فوقَها. ففَتَّشَ لابانُ الخَيمةَ كُلَّها، فما وجَدَ شيئا، وقالت راحيلُ لأبـيها: «لا يَغيظُكَ يا سيِّدي أنِّي لا أقدِرُ أنْ أقومَ أمَامَك لأنَّ عليَّ عادَةَ النِّساءِ». فلم يَجِدْ لابانُ أصنامَهُ الّتي فتَّشَ عَنها. فاحتَدَّ يعقوبُ وخاصَمَ لابانَ وقالَ لَه: «ما جَريمَتي وما خطيئَتي حتّى خرَجتَ مُسرِعا ورائي؟ فَتَّشْتَ جميعَ أشيائي، فماذا وَجَدْتَ مِنْ جميعِ أشياءِ بَيتِكَ؟ إنْ وَجَدْتَ شيئا، فضَعْهُ هُنا أمامَ رِجالي ورجالِكَ، لِـيَحكُموا بَيني وبَينَكَ. لي عشرونَ سنَةً معَكَ، فلا نِعاجُكَ أسقطت مَواليدَها ولا عِنازُكَ، ولا أنا مِنْ كِباشِ غنَمِكَ أكلْتُ. ما كانَت تَفتَرِسُهُ الوحوشُ لم أُحضِرْ إليكَ بُرهانا عَنهُ، وإنَّما كُنتُ أتحَمَّلُ خَسَارَتَه وحدي، وكُنتَ أنتَ تُطالبُني بهِ، سَواءٌ سُرِقَ في النَّهارِ أو سُرِقَ في اللَّيلِ. وكانَ يأكُلُني الحَرُّ في النَّهارِ، والصَّقيعُ في اللَّيلِ، ولَطَالما هرَبَ النَّومُ مِنْ عينَيَّ. لي عِشرونَ سنَةً في بَيتِكَ، خَدَمْتُكَ فيها أربَعَ عشْرَةَ سنَةً بَدلَ بِنتَيكَ وسِتَ سَِنواتٍ بَدلَ غَنَمِكَ، وغَيَّرتَ معي في أُجرَتي عشْرَ مرَّاتٍ.
التكوين 1:31-41 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)
وَسَمِعَ يَعْقُوبُ مَا قَالَهُ أبْنَاءُ لَابَانَ: «لَقَدِ اسْتَوْلَى يَعْقُوبُ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لِأبِينَا. وَجَمَعَ كُلَّ ثَرْوَتِهِ مِمَّا كَانَ لِأبِينَا.» وَلَاحَظَ يَعْقُوبُ أنَّ نَظْرَةَ لَابَانَ إلَيْهِ لَمْ تَعُدْ كَمَا كَانَتْ فِي السَّابِقِ. فَقَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «عُدْ إلَى أرْضِ آبَائِكَ وَأهْلِكَ. وَسَأكُونُ مَعَكَ.» فَأرْسَلَ يَعْقُوبُ فِي طَلَبِ رَاحِيلَ وَلَيئَةَ وَدَعَاهُمَا إلَى الحَقْلِ حَيْثُ قُطْعَانُهُ. وَقَالَ لَهُمَا: «لَاحَظْتُ أنَّ نَظْرَةَ أبِيكُمَا إلَيَّ لَمْ تَعُدْ كَمَا فِي السَّابِقِ. وَلَكِنَّ إلَهَ أبِي كَانَ وَمَا يَزَالُ مَعِي. أنْتُمَا تَعْرِفَانِ أنِّي خَدَمْتُ أبَاكُمَا بِكُلِّ قُوَّتِي، وَهُوَ غَشَّنِي وَغَيَّرَ أجْرِي عَشْرَ مَرَّاتٍ. لَكِنَّ اللهَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُ بِأنْ يُؤذِيَنِي. «فَإنْ قَالَ لَابَانُ: ‹المَوَاشِي المُرَقَّطَةُ سَتَكُونُ أجرَكَ،› حِينَئِذٍ، كَانَتْ كُلُّ القُطْعَانِ تَلِدُ صِغَارًا مُرَقَّطَةً. وَإنْ قَالَ: ‹المَوَاشِي المُخَطَّطَةُ سَتَكُونُ أجرَكَ.› حِينَئِذٍ، كَانَتْ كُلُّ القُطْعَانِ تَلِدُ صِغَارًا مُخَطَّطَةً. فَنَزَعَ اللهُ مَوَاشِي أبِيكُمَا وَأعْطَاهَا لِي. «وَفِي وَقْتِ تَزَاوُجِ القَطِيعِ، رَفَعْتُ نَظَرِي وَرَأيْتُ حُلْمًا. رَأيْتُ أنَّ التُّيُوسَ الَّتِي كَانَتْ تَتَزَاوَجُ مُخَطَّطَةٌ وَمُنَقَّطَةٌ وَمُرَقَّطَةٌ. ثُمَّ جَاءَ إلَيَّ مَلَاكُ اللهِ فِي حُلْمٍ وَقَالَ: ‹يَا يَعْقُوبُ!› «فَقُلْتُ: ‹سَمْعًا وَطَاعَةً.› «فَقَالَ المَلَاكُ: ‹ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ كَيفَ أنَّ كُلَّ التُّيُوسِ المُتَزَاوِجَةِ مُخَطَّطَةٌ وَمُنَقَّطَةٌ وَمُرَقَّطَةٌ. فَقَدْ رَأيْتُ كُلَّ مَا فَعَلَهُ لَابَانُ بِكَ، أنَا إلَهُ بَيْتِ إيلَ حَيْثُ كَرَّسْتَ عَمُودًا وَنَذَرْتَ لِي نَذْرًا. فَالآنَ قُمْ وَاترُكْ هَذَا المَكَانَ وَعُدْ إلَى أرْضِ أهْلِكَ.›» فَأجَابَتْهُ رَاحِيلُ وَلَيئَةُ: «ألَعَلَّ لَنَا نَصِيبًا أوْ مِيرَاثًا فِي بَيْتِ أبِينَا؟ ألَا يَعْتَبِرُنَا غَرِيبَتَينِ؟ فقَدْ بَاعَنَا وَاسْتَوْلَى عَلَى المَهْرِ الَّذِي دُفِعَ فِينَا. فَكُلُّ الثَّرْوَةِ الَّتِي اسْتَعَادَهَا اللهُ مِنْ أبِينَا هِيَ لَنَا وَلِأبْنَائِنَا. فَالآنَ اعْمَلْ كَمَا قَالَ لَكَ اللهُ!» فَاسْتَعَدَّ يَعْقُوبُ وَأركَبَ أبْنَاءَهُ وَزَوْجَاتِهِ الجِمَالَ. وَسَاقَ كُلَّ مَوَاشِيهِ وَكُلَّ مُقتَنَيَاتِهِ. سَاقَ كُلَّ شَيءٍ اقْتَنَاهُ، وَالمَاشِيَةَ الَّتِي حَصَلَ عَلَيهَا فِي فَدَّانَ أرَامَ، لِيَذْهَبَ إلَى أبِيهِ إسْحَاقَ فِي أرْضِ كَنْعَانَ. وَكَانَ لَابَانُ قَدْ ذَهَبَ لِيَجِزَّ الصُّوفَ عَنْ غَنَمِهِ. فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ تَمَاثِيلَ أبِيهَا. وَخَدَعَ يَعْقُوبُ لَابَانَ الأرَامِيَّ إذْ لَمْ يُخْبِرْهُ بِرَحِيلِهِ، بَلْ هَرَبَ بِكُلِّ مَا كَانَ لَهُ. وَانطَلَقَ يَعْقُوبُ وَعَبَرَ نَهْرَ الفُرَاتِ، قَاصِدًا أرْضَ جِلْعَادَ الجَبَلِيَّةَ. وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ أُخْبِرَ لَابَانُ بِأنَّ يَعْقُوبَ قَدْ هَرَبَ. فَأخَذَ لَابَانُ أقْرِبَاءَهُ مَعَهُ وَلَاحَقَهُ مُدَّةَ سَبْعَةِ أيَّامٍ، إلَى أنْ أدرَكَهُ فِي جِلْعَادَ الجَبَلِيَّةِ. وَجَاءَ اللهُ إلَى لَابَانَ الأرَامِيُّ فِي حُلْمٍ فِي تِلْكَ اللَّيلَةِ. وَقَالَ اللهُ لِلَابَانَ: «احتَرِسْ مِنْ أنْ تُهَدِّدَ يَعْقُوبَ بِأيَّةِ كَلِمَةٍ!» فَأدرَكَ لَابَانُ يَعْقُوبَ. وَنَصَبَ يَعْقُوبُ خَيْمَتَهُ عَلَى الجَبَلِ. وَنَصَبَ لَابَانُ خَيْمَتَهُ فِي جِلْعَادَ الجَبَلِيَّةِ. فَقَالَ لَابَانُ لِيَعْقُوبَ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتَهُ؟ خَدَعْتَنِي وَأخَذْتَ ابْنَتَيَّ كَمَا لَوْ أنَّهُمَا أسِيرَتَا حَرْبٍ. فَلِمَاذَا هَرَبْتَ سِرًّا وَخَدَعْتَنِي وَلَمْ تُخبِرْنِي؟ لَوْ أخبَرْتَنِي لَوَدَّعْتُكَ بِفَرَحٍ وَأغَانٍ وَدُفُوفٍ وَقَيَاثيرَ. لَمْ تَسْمَحْ لِي حَتَّى بِتَقْبِيلِ أحْفَادِي وَبِنْتَيَّ قُبلَةَ الوَدَاعِ، وَكَانَ هَذَا حُمْقًا مِنْكَ. أُقْسِمُ أنِّي كُنْتُ أنوِي إيذَاءَكَ. لَكِنْ ظَهَرَ لِي لَيلَةَ أمْسٍ إلَهُ أبِيكَ، وَقَالَ لِي: ‹احتَرِسْ مِنْ أنْ تُهَدِّدَ يَعْقُوبَ بِأيَّةِ كَلِمَةٍ!› وَالْآنَ أنْتَ غَادَرْتَ لِأنَّكَ اشْتَقْتَ إلَى بَيْتِ أبِيكَ، لَكِنْ لِمَاذَا سَرَقْتَ أوْثَانَ بَيْتِي؟» فَرَدَّ يَعْقُوبُ عَلَى لَابَانَ وَقَالَ: «غَادَرْتُ دُونَ أنْ أُخْبِرَكَ لِأنِّي خِفْتُ أنْ تَأْخُذَ ابْنَتَيكَ مِنِّي. لَكِنْ إنْ وَجَدْتَ أوْثَانَكَ مَعَ أحَدٍ، فَسَيُقْتَلُ، أيًّا كَانَ. وَأنَا أقُولُ لَكَ عَلَى مَسْمَعٍ مِنْ أقْرِبَائِنَا: أشِرْ إلَى أيِّ شَيءٍ مَعِي وَقُلْ إنَّهُ لَكَ، حِينَئِذٍ، يَرْجِعُ إلَيكَ.» لَكِنَّ يَعْقُوبَ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ أنَّ رَاحِيلَ هِيَ الَّتِي سَرَقَتِ الأوْثَانَ. فَدَخَلَ لَابَانُ إلَى خَيْمَةِ يَعْقُوبَ وَخَيْمَةِ لَيئَةَ وَخَيْمَةِ الخَادِمَتَينِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَجِدِ الأوْثَانَ. ثُمَّ دَخَلَ إلَى خَيْمَةِ رَاحِيلَ. وَكَانَتْ رَاحِيلُ قَدْ أخَذَتْ أوْثَانَ البَيْتِ وَوَضَعَتْهَا فِي سَرْجِ الجَمَلِ الَّذِي كَانَتْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ. وَفَتَّشَ لَابَانُ الخَيْمَةَ كُلَّهَا فَلَمْ يَجِدِ الأوْثَانَ. فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِأبِيهَا: «لَا تَغْضَبْ مِنِّي يَا سَيِّدِي، فَأنَا لَا أسْتَطِيعُ الوُقُوفَ أمَامَكَ. إذْ عَلَيَّ العَادَةُ الشَّهْرِيَّةُ.» فَفَتَّشَ لَابَانُ، لَكِنَّهُ لَمْ يَجِدْ أوْثَانَ بَيْتِهِ. فَغَضِبَ يَعْقُوبُ وَوَبَّخَ لَابَانَ. وَقَالَ لِلَابَانَ: «أيَّةَ جَرِيمَةٍ ارتَكَبْتُ؟ وَمَا هِيَ الإسَاءَةُ الَّتِي أسَأتُ بِهَا إلَيكَ، حَتَّى جِئْتَ تُطَارِدُنِي؟ لَقَدْ فَتَّشْتَ كُلَّ أغرَاضِي. فَهَلْ وَجَدْتَ بَيْنَهَا شَيْئًا مِنْ مُقتَنَيَاتِ بَيْتِكَ؟ إنْ وَجَدْتَهُ، فَضَعْهُ هُنَا أمَامَ أقْرِبَائِي وَأقْرِبَائِكَ. وَلْيَحْكُمُوا بَيْنَنَا. كُنْتُ مَعَكَ عِشْرِينَ عَامًا وَلَمْ تُجهِضْ فِيهَا نِعَاجُكَ وَمِعَازُكَ. وَلَمْ آكُلْ يَوْمًا مِنْ كِبَاشِ قُطْعَانِكَ. وَلَمْ أُحضِرْ لَكَ يَوْمًا رَأسًا مِنْ مَاشِيَتِكَ افتَرَسَتْهُ الوُحُوشُ، بَلْ كُنْتُ أُعَوِّضُ لَكَ الخَسَارَةَ مِنِّي عِنْدَمَا كُنْتَ تَطْلُبُهَا. وَقَدْ تَعَرَّضْتُ لِلسَّلْبِ لَيلًا وَنَهَارًا. عِشْتُ هَكَذَا: كَانَتْ قُوَّتِي تُمْتَصُّ مِنَ الحَرِّ نَهَارًا، وَمِنَ البَرْدِ لَيلًا. وَلَمْ أذُقْ طَعْمَ النَّوْمِ حِرْصًا عَلَى مَوَاشِيكَ. كُنْتُ فِي بَيْتِكَ طَوَالَ هَذِهِ السَّنَوَاتِ العِشْرِينَ أعمَلُ كَعَبْدٍ، أرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً مُقَابِلَ ابْنَتَيكَ وَسِتَّ سَنَوَاتٍ مُقَابِلَ غَنَمِكَ. وَغَيَّرْتَ أجرِي عَشَرَ مَرَّاتٍ.
التكوين 1:31-41 كتاب الحياة (KEH)
وَسَمِعَ يَعْقُوبُ مَا يُرَدِّدُهُ أَبْنَاءُ لابَانَ قَائِلِينَ: «لَقَدِ اسْتَوْلَى يَعْقُوبُ عَلَى كُلِّ مَا لأَبِينَا، وَجَمَعَ ثَرْوَتَهُ مِمَّا يَمْلِكُهُ وَالِدُنَا». وَرَأَى يَعْقُوبُ أَنَّ مُعَامَلَةَ لابَانَ لَهُ قَدْ طَرَأَ عَلَيْهَا تَغْيِيرٌ فَاخْتَلَفَتْ عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ سَابِقاً. وَقَالَ الرَّبُّ لِيَعْقُوبَ: «عُدْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكَ وَإِلَى قَوْمِكَ وَأَنَا أَكُونُ مَعَكَ». فَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ وَاسْتَدْعَى رَاحِيلَ وَلَيْئَةَ إِلَى الْحَقْلِ حَيْثُ يَرْعَى الْمَاشِيَةَ. وَقَالَ لَهُمَا: «إِنِّي أَرَى أَنَّ أَبَاكُمَا لَمْ يَعُدْ يُعَامِلُنِي كَالْعَهْدِ بِهِ مِنْ قَبْلُ، وَلَكِنْ إِلَهُ أَبَائِي كَانَ وَمَازَالَ مَعِي. أَنْتُمَا تَعْلَمَانِ أَنَّنِي خَدَمْتُ أَبَاكُمَا بِكُلِّ قُوَايَ. أَمَّا أَبُوكُمَا فَقَدْ غَدَرَ بِي وَغَيَّرَ أُجْرَتِي عَشْرَ مَرَّاتٍ. لَكِنَّ اللهَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُ بِأَنْ يُسِيءَ إِلَيَّ. فَإِنْ قَالَ: لِتَكُنِ الْغَنَمُ الرُّقْطُ أُجْرَتَكَ، وَلَدَتْ كُلُّ الْغَنَمِ رُقْطاً. وَإِنْ قَالَ: لِتَكُنِ الْغَنَمُ الْمُخَطَّطَةُ أُجْرَتَكَ، وَلَدَتْ كُلُّ الْغَنَمِ مُخَطَّطَةً. لَقَدْ سَلَبَ اللهُ مَوَاشِي أَبِيكُمَا وَأَعْطَانِي إِيَّاهَا. وَرَأَيْتُ فِي مَوْسِمِ تَلاقُحِ الْغَنَمِ حُلْماً: أَنَّ جَمِيعَ الْفُحُولِ الصَّاعِدَةِ عَلَى الْغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ. وَقَالَ لِي مَلاكُ اللهِ فِي الْحُلْمِ: يَا يَعْقُوبُ، تَطَلَّعْ حَوْلَكَ وَانْظُرْ، فَتَرَى أَنَّ جَمِيعَ الْفُحُولِ الصَّاعِدَةِ عَلَى الْغَنَمِ هِيَ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ. فَإِنِّي رَأَيْتُ مَا يَصْنَعُهُ بِكَ لابَانُ. أَنَا إِلَهُ بَيْتِ إِيلَ، حَيْثُ مَسَحْتَ عَمُوداً، وَحَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْراً. الآنَ قُمْ وَامْضِ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ وَارْجِعْ إِلَى أَرْضِ مَوْلِدِكَ». فَقَالَتْ رَاحِيلُ وَلَيْئَةُ: «هَلْ بَقِيَ لَنَا نَصِيبٌ وَمِيرَاثٌ فِي بَيْتِ أَبِينَا؟ أَلَمْ يُعَامِلْنَا كَأَجْنَبِيَّتَيْنِ لأَنَّهُ بَاعَنَا وَأَكَلَ ثَمَنَنَا أَيْضاً؟ إِنَّ كُلَّ الثَّرْوَةِ الَّتِي سَلَبَهَا اللهُ مِنْ أَبِينَا هِيَ لَنَا وَلأَوْلادِنَا، وَالآنَ افْعَلْ كُلَّ مَا قَالَهُ اللهُ لَكَ». فَقَامَ يَعْقُوبُ وَحَمَلَ أَوْلادَهُ وَنِسَاءَهُ عَلَى الْجِمَالِ، وَسَاقَ كُلَّ مَاشِيَتِهِ أَمَامَهُ وَجَمِيعَ مُقْتَنَيَاتِهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا فِي سَهْلِ أَرَامَ وَاتَّجَهَ إِلَى إِسْحاقَ أَبِيهِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. وَكَانَ لابَانُ قَدْ مَضَى لِيَجُزَّ غَنَمَهُ، فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا. وَكَذَلِكَ خَدَعَ يَعْقُوبُ لابَانَ الأَرَامِيَّ فَلَمْ يُخْبِرْهُ بِقَرَارِهِ فَهَرَبَ هُوَ وَكُلُّ مَا مَعَهُ، وَانْطَلَقَ عَابِراً النَّهْرَ مُتَوَجِّهاً نَحْوَ جَبَلِ جِلْعَادَ. فَأُخْبِرَ لابَانُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَنَّ يَعْقُوبَ قَدْ هَرَبَ. فَصَحِبَ إِخْوَتَهُ مَعَهُ وَتَعَقَّبَهُ مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ حَتَّى أَدْرَكَهُ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. فَتَجَلَّى اللهُ لِلابَانَ الأَرَامِيِّ فِي حُلْمٍ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «إِيَّاكَ أَنْ تُخَاطِبَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ بِشَرٍّ». وَحِينَ أَدْرَكَ لابَانُ يَعْقُوبَ كَانَ يَعْقُوبُ قَدْ ضَرَبَ خَيْمَتَهُ فِي الْجَبَلِ، فَخَيَّمَ لابَانُ وَإخْوَتُهُ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. وَقَالَ لابَانُ لِيَعْقُوبَ: «مَاذَا دَهَاكَ حَتَّى إِنَّكَ خَدَعْتَنِي وَسُقْتَ ابْنَتَيَّ كَسَبَايَا السَّيْفِ؟ لِمَاذَا هَرَبْتَ خِفْيَةً وَخَدَعْتَنِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي فَكُنْتُ أُشَيِّعُكَ بِفَرَحٍ وَغِنَاءٍ وَدُفٍّ وَعُودٍ؟ وَلَمْ تَدَعْنِي أُقَبِّلُ أَحْفَادِي وَابْنَتَيَّ؟ إِنَّكَ بِغَبَاوَةٍ تَصَرَّفْتَ. إنَّ فِي مَقْدُورِي أَنْ أُؤْذِيَكَ، وَلِكِنَّ إِلَهَ أَبِيكَ أَمَرَنِي لَيْلَةَ أَمْسٍ قَائِلاً: إِيَّاكَ أَنْ تُخَاطِبَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ بِشَرٍّ. وَالآنَ أَنْتَ تَمْضِي لأَنَّكَ اشْتَقْتَ إِلَى بَيْتِ أَبِيكَ، وَلَكِنْ لِمَاذَا سَرَقْتَ آلِهَتِي؟». فَأَجَابَ يَعْقُوبُ: «لأَنَّنِي خِفْتُ أَنْ تَغْتَصِبَ ابْنَتَيْكَ مِنِّي. وَالآنَ، مَنْ تَجِدُ آلِهَتَكَ مَعَهُ فَالْمَوْتُ عِقَابُهُ. فَتِّشْ أَمَامَ إِخْوَتِنَا كُلَّ مَا مَعِي. إِنْ وَجَدْتَ لَكَ شَيْئاً فَخُذْهُ». وَلَمْ يَكُنْ يَعْقُوبُ يَعْلَمُ أَنَّ رَاحِيلَ قَدْ سَرَقَتِ الآلِهَةَ. فَدَخَلَ لابَانُ خَيْمَةَ كُلٍّ مِنْ يَعْقُوبَ وَلَيْئَةَ وَالْجَارِيَتَيْنِ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئاً. ثُمَّ خَرَجَ مِنْ خِبَاءِ لَيْئَةَ وَدَخَلَ إِلَى خَيْمَةِ رَاحِيلَ. وَكَانَتْ رَاحِيلُ قَدْ أَخَذَتِ الأَصْنَامَ وَأَخْفَتْهَا فِي رَحْلِ الْجَمَلِ وَجَلَسَتْ عَلَيْهَا، فَبَحَثَ فِي كُلِّ الْخَيْمَةِ دُونَ أَنْ يَعْثُرَ عَلَى شَيْءٍ. وَقَالَتْ لأَبِيهَا «لا يُسِئْكَ يَا سَيِّدِي عَدَمُ اسْتِطَاعَتِي الْوُقُوفَ أَمَامَكَ لأَنَّ عَادَةَ النِّسَاءِ قَدْ عَرَضَتْ لِي». وَعِنْدَمَا بَحَثَ لابَانُ وَلَمْ يَجِدْ شَيْئاً اغْتَاظَ يَعْقُوبُ وَخَاصَمَ لابَانَ قَائِلاً: «مَا هُوَ ذَنْبِي وَمَا هِيَ خَطِيئَتِي حَتَّى تَعَقَّبْتَنِي بِغَيْظٍ؟ وَهَا أَنْتَ قَدْ فَتَّشْتَ جَمِيعَ أَثَاثِ بَيْتِي، فَمَاذَا وَجَدْتَ مِنْ جَمِيعِ أَثَاثِ بَيْتِكَ؟ اعْرِضْهُ هُنَا أَمَامَ أَقْرِبَائِنَا فَيَحْكُمُوا بَيْنَنَا كِلَيْنَا. لَقَدْ مَكَثْتُ مَعَكَ عِشْرِينَ سَنَةً، فَمَا أَسْقَطَتْ نِعَاجُكَ وَعِنَازُكَ، وَلَمْ آكُلْ مِنْ كِبَاشِ غَنَمِكَ. أَشْلاءَ فَرِيسَةٍ لَمْ أُحْضِرْ لَكَ بَلْ كُنْتُ أَتَحَمَّلُ خَسَارَتَهَا، وَمِنْ يَدِي كُنْتَ تَطْلُبُهَا، سَوَاءٌ كَانَتْ مَخْطُوفَةً فِي النَّهَارِ أَمْ فِي اللَّيْلِ. كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَأْكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ، وَفَارَقَ نَوْمِي عَيْنَيَّ. لَقَدْ صَارَ لِي عِشْرُونَ سَنَةً فِي بَيْتِكَ. أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْهَا خَدَمْتُكَ لِقَاءَ زَوَاجِي بِابْنَتَيْكَ، وَسِتَّ سَنَوَاتٍ مُقَابِلَ غَنَمِكَ، وَقَدْ غَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشْرَ مَرَّاتٍ.
التكوين 1:31-41 الكتاب الشريف (SAB)
وَسَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّ بَنِي لَابَانَ يَقُولُونَ: ”أَخَذَ يَعْقُوبُ كُلَّ مَا لِأَبِينَا، وَجَمَعَ كُلَّ هَذِهِ الثَّرْوَةِ مِنْ أَمْلَاكِ أَبِينَا.“ وَلَاحَظَ يَعْقُوبُ أَنَّ مُعَامَلَةَ لَابَانَ لَهُ تَغَيَّرَتْ وَلَيْسَتْ كَمَا كَانَتْ مِنْ قَبْلُ. فَقَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: ”اِرْجِعْ إِلَى بَلَدِ آبَائِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ وَأَنَا أَكُونُ مَعَكَ.“ فَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ وَاسْتَدْعَى رَاحِيلَ وَلِيئَةَ إِلَى الْحَقْلِ حَيْثُ يَرْعَى الْمَاشِيَةَ. وَقَالَ لَهُمَا: ”لَاحَظْتُ أَنَّ مُعَامَلَةَ أَبِيكُمَا لِي تَغَيَّرَتْ، وَلَيْسَتْ كَمَا كَانَتْ مِنْ قَبْلُ. وَلَكِنَّ إِلَهَ أَبِي مَعِي. أَنْتُمَا تَعْلَمَانِ أَنِّي خَدَمْتُ أَبَاكُمَا بِكُلِّ قُوَّتِي. أَمَّا هُوَ فَخَدَعَنِي وَغَيَّرَ أُجْرَتِي 10 مَرَّاتٍ. لَكِنَّ اللهَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُ بِأَنْ يُسِيءَ إِلَيَّ. فَإِنْ قَالَ: ’أُجْرَتُكَ هِيَ الْغَنَمُ الَّتِي فِيهَا نُقَطٌ‘ وَلَدَتْ كُلُّهَا غَنَمًا فِيهَا نُقَطٌ. وَإِنْ قَالَ: ’أُجْرَتُكَ هِيَ الْغَنَمُ الَّتِي فِيهَا خُطُوطٌ‘ وَلَدَتْ كُلُّهَا غَنَمًا فِيهَا خُطُوطٌ. أَخَذَ اللهُ مَوَاشِيَ أَبِيكُمَا وَأَعْطَاهَا لِي. وَفِي وَقْتِ تَزَاوُجِ الْغَنَمِ، رَأَيْتُ فِي حُلْمٍ أَنَّ كُلَّ الذُّكُورِ الَّتِي تَتَزَاوَجُ مَعَ الْغَنَمِ فِيهَا خُطُوطٌ وَنُقَطٌ وَبُقَعٌ. وَقَالَ لِي مَلَاكُ اللهِ فِي الْحُلْمِ: ’يَا يَعْقُوبُ!‘ فَقُلْتُ: ’لَبَّيْكَ!‘ فَقَالَ: ’اُنْظُرْ فَتَرَى أَنَّ كُلَّ الذُّكُورِ الَّتِي تَتَزَاوَجُ مَعَ الْغَنَمِ فِيهَا خُطُوطٌ وَنُقَطٌ وَبُقَعٌ، لِأَنِّي رَأَيْتُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ لَابَانُ مَعَكَ. أَنَا اللهُ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ فِي بَيْتَ إِيلَ، حَيْثُ مَسَحْتَ الْعَمُودَ وَنَذَرْتَ لِي نَذْرًا. الْآنَ قُمْ وَاذْهَبْ مِنْ هَذِهِ الْبَلَدِ وَارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ.‘“ فَقَالَتْ رَاحِيلُ وَلِيئَةُ: ”نَحْنُ لَيْسَ لَنَا مِيرَاثٌ فِي أَمْلَاكِ أَبِينَا. وَهُوَ يُعَامِلُنَا كَغَرِيبَتَيْنِ، بَاعَنَا وَأَكَلَ ثَمَنَنَا. كُلُّ الثَّرْوَةِ الَّتِي أَخَذَهَا اللهُ مِنْ أَبِينَا هِيَ لَنَا وَلِأَوْلَادِنَا. إِذَنِ اعْمَلْ كُلَّ مَا قَالَهُ اللهُ لَكَ.“ فَوَضَعَ يَعْقُوبُ أَوْلَادَهُ وَزَوْجَاتِهِ عَلَى الْجِمَالِ، وَسَاقَ كُلَّ مَوَاشِيهِ أَمَامَهُ، وَكُلَّ الْأَشْيَاءِ الَّتِي اقْتَنَاهَا فِي سَهْلِ آرَامَ، وَاتَّجَهَ إِلَى أَبِيهِ إِسْحَاقَ فِي بِلَادِ كَنْعَانَ. وَكَانَ لَابَانُ قَدْ ذَهَبَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ، فَسَرَقَتْ رَاحِيلُ أَصْنَامَ أَبِيهَا. وَأَيْضًا خَدَعَ يَعْقُوبُ لَابَانَ الْأَرَامِيَّ فَلَمْ يُخْبِرْهُ بِأَنَّهُ رَاحِلٌ. فَهَرَبَ بِكُلِّ مَا لَهُ، وَعَبَرَ نَهْرَ الْفُرَاتِ وَاتَّجَهَ نَحْوَ جَبَلِ جِلْعَادَ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، أُخْبِرَ لَابَانُ بِأَنَّ يَعْقُوبَ هَرَبَ. فَأَخَذَ أَقَارِبَهُ مَعَهُ، وَتَابَعَ يَعْقُوبَ مُدَّةَ 7 أَيَّامٍ حَتَّى لَحِقَ بِهِ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. فَجَاءَ اللهُ إِلَى لَابَانَ الْأَرَامِيِّ فِي حُلْمٍ فِي اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: ”إِيَّاكَ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ.“ وَلَحِقَ لَابَانُ بِيَعْقُوبَ، وَكَانَ يَعْقُوبُ قَدْ نَصَبَ خَيْمَتَهُ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ، فَنَصَبَ لَابَانُ وَأَقَارِبُهُ خَيْمَتَهُمْ هُنَاكَ أَيْضًا. وَقَالَ لَابَانُ لِيَعْقُوبَ: ”مَاذَا فَعَلْتَ؟ أَنْتَ خَدَعْتَنِي وَسُقْتَ بِنْتَيَّ مِثْلَ أَسْرَى الْحَرْبِ. لِمَاذَا هَرَبْتَ سِرًّا وَخَدَعْتَنِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي، فَكُنْتُ أُوَدِّعُكَ فِي احْتِفَالٍ بِأَغَانٍ وَمُوسِيقَى بِالدُّفِّ وَالْعُودِ؟ ثُمَّ إِنَّكَ مَا خَلَّيْتَنِي أُقَبِّلُ أَحْفَادِي وَبِنْتَيَّ. أَنْتَ تَصَرَّفْتَ بِغَبَاءٍ. فِي إِمْكَانِي أَنْ أُسِيءَ إِلَيْكَ، وَلَكِنَّ إِلَهَ أَبِيكَ قَالَ لِي لَيْلَةَ أَمْسِ: ’إِيَّاكَ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ.‘ وَالْآنَ، أَنْتَ ذَهَبْتَ لِأَنَّكَ اشْتَقْتَ إِلَى بَيْتِ أَبِيكَ، لَكِنْ لِمَاذَا سَرَقْتَ آلِهَتِي؟“ فَقَالَ يَعْقُوبُ لِلَابَانَ: ”إِنِّي خِفْتُ أَنْ تَأْخُذَ بِنْتَيْكَ مِنِّي غَصْبًا. أَمَّا آلِهَتُكَ فَإِنْ وَجَدْتَهَا مَعَ أَيِّ وَاحِدٍ، يَكُونُ عِقَابُهُ الْمَوْتَ. فَتِّشْ أَمَامَ أَقَارِبِنَا، فَإِنْ وَجَدْتَ عِنْدِي شَيْئًا لَكَ خُذْهُ.“ وَلَمْ يَكُنْ يَعْقُوبُ يَعْلَمُ أَنَّ رَاحِيلَ سَرَقَتِ الْآلِهَةَ. فَدَخَلَ لَابَانُ خَيْمَةَ يَعْقُوبَ وَخَيْمَةَ لِيئَةَ وَخَيْمَةَ الْجَارِيَتَيْنِ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا. وَخَرَجَ مِنْ خَيْمَةِ لِيئَةَ وَدَخَلَ خَيْمَةَ رَاحِيلَ. وَكَانَتْ رَاحِيلُ قَدْ أَخَذَتِ الْأَصْنَامَ وَأَخْفَتْهَا فِي بَرْدَعَةِ الْجَمَلِ وَجَلَسَتْ عَلَيْهَا. وَفَتَّشَ لَابَانُ كُلَّ الْخَيْمَةِ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا. فَقَالَتْ لِأَبِيهَا: ”لَا تَغْضَبْ مِنِّي يَا أَبِي فَإِنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ أَمَامَكَ، لِأَنَّ الْعَادَةَ الشَّهْرِيَّةَ جَاءَتْنِي.“ وَبَعْدَمَا فَتَّشَ لَابَانُ كُلَّ شَيْءٍ، لَمْ يَجِدِ الْأَصْنَامَ. فَاغْتَاظَ يَعْقُوبُ وَوَبَّخَ لَابَانَ وَقَالَ: ”مَا ذَنْبِي، وَمَا خَطِيئَتِي حَتَّى تَابَعْتَنِي؟ أَنْتَ فَتَّشْتَ كُلَّ مَا عِنْدِي، فَمَاذَا وَجَدْتَ مِمَّا هُوَ لَكَ؟ ضَعْهُ هُنَا أَمَامَ أَقَارِبِي وَأَقَارِبِكَ فَيَحْكُمُوا بَيْنَنَا. طُولَ الْـ20 سَنَةً الَّتِي أَقَمْتُهَا عِنْدَكَ، لَمْ تُسْقِطْ نِعَاجُكَ وَعِنَازُكَ وَلَا مَرَّةً، وَلَمْ آكُلْ مِنْ كِبَاشِ غَنَمِكَ أَبَدًا، وَلَا أَحْضَرْتُ لَكَ فَرِيسَةً مَزَّقَتْهَا الْوُحُوشُ. أَنَا كُنْتُ أَتَحَمَّلُ الْخَسَارَةَ. وَكُنْتَ دَائِمًا تَطْلُبُ مِنِّي تَعْوِيضًا عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يُسْرَقُ بِالنَّهَارِ أَوْ يُسْرَقُ بِاللَّيْلِ. كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَأْكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ، وَهَرَبَ النَّوْمُ عَنْ عَيْنَيَّ. أَقَمْتُ عِنْدَكَ 20 سَنَةً. خَدَمْتُكَ 14 سَنَةً مُقَابِلَ بِنْتَيْكَ، وَ6 سِنِينَ مُقَابِلَ غَنَمِكَ. وَأَنْتَ غَيَّرْتَ أُجْرَتِي 10 مَرَّاتٍ.
التكوين 1:31-41 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)
وسَمِعَ يَعْقوبُ بَني لابانَ يقولون: «قد أَخَذَ يَعْقوبُ كُلَّ ما لأَبينا، ومِمَّا لأَبينا جَمَعَ هٰذه الثَّروَةَ كُلَّها». ورأَى يَعْقوبُ وَجهَ لابان، فإذا بِه لَيسَ معَه كما كانَ أَمْسِ فما قَبْلُ. فقالَ الرَّبُّ لِيَعْقوب: «اِرْجِعْ إِلى أَرضِ آبائِكَ ومَسقَطِ رأسِكَ، وأَنا أَكونُ معَكَ». فأَرسَلَ يَعْقوبُ ودَعا راحيلَ ولَيئَةَ إِلى الحَقْل، حَيثُ كانَت ماشِيَتُه. وقالَ لَهُما: «إِنِّي أَرى وَجهَ أَبيكُما، لا كما كانَ أَمْسِ فما قَبْلُ، ولٰكِنَّ إِلٰهَ أَبي كانَ معي. وأَنتُما تَعلَمانِ أَنِّي خَدَمتُ أَباكُما بِكُلِّ طاقَتي. وأَبوكُما خَدَعَني وغَيَّرَ أُجْرَتي عَشْرَ مَرَّات، ولم يَدَعْه اللهُ يُسيءُ إِلَيَّ. إِن قالَ: الرُّقْطُ تَكونُ أُجرَتَكَ، وَلَدَت جَمِيعُ الغَنَمِ رُقْطًا. وإِن قالَ: المُخطَّطَةُ تَكونُ أُجرَتَكَ، وَلَدَت جَميعُ الغَنَمِ مُخَطَّطَةً. فأَخَذَ اللهُ ماشِيَةَ أَبيكُما وأَعْطاني إِيَّاها. ولَمَّا كانَ وَقتُ وحامِ الغَنَمِ، رَفَعتُ عَينَيَّ ورأَيتُ في المَنامِ أَنَّ التُّيوسَ النَّازِيَةَ على الغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ ورَقْطاءُ ونَمْراء. فقالَ لي ملاكُ اللهِ في الحُلْم: يا يَعْقوب. قُلتُ: هاءَنَذا. قال: اِرفَعْ عَينَيكَ وٱنظُرْ: جَميعُ التُّيوسِ النَّازِيَةِ على الغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ ورَقْطاءُ ونَمْراء، فإِنِّي قد رَأَيتُ كُلَّ ما يَصنَعُه لابانُ بِكَ. أَنا الإِلٰهُ الَّذي تَراءى لَك في بَيتَ إِيل حَيثُ مَسَحتَ النُّصُبَ بِالزَّيت ونَذَرتَ لي نَذْرًا. والآن قُمْ فٱخرُجْ مِن هٰذه الأَرض وٱرجِعْ إِلى مَسقَطِ رَأسِكَ». فأَجابَت راحيلُ ولَيئَةُ وقالَتا له: «هل بَقِيَ لَنا نَصيبٌ ومِيراثٌ في بَيتِ أَبينا؟ أَلَسْنا عِندَه بِمَنزِلَةِ غُرَباء وقد باعَنا وأَكَلَ ثَمَنَنا؟ فكُلُّ الغِنى الَّذي أَخَذَه اللهُ مِن أَبينا هو لَنا ولِبَنينا. والآن فكُلُّ ما قالَه اللهُ لَكَ فٱفعَلْه». فقامَ يَعْقوبُ وحَمَلَ بَنيه ونِساءَه على الجِمال. وساقَ جَميعَ ماشِيَتِه (وجَميعَ الأَمْوالِ الَّتي ٱقتَناها، الماشِيَةَ الَّتي ٱمتَلَكَها في فدَّانَ أَرام)، لِيَذهَبَ إِلى إِسحٰق أَبيه إِلى أَرضِ كَنْعان. وكانَ لابانُ قد مضى لِيَجُزَّ غَنَمَه، فسَرَقَت راحيلُ أَصْنامَ مَنزِلِ أَبيها. وخَدَعَ يَعْقوبُ لابانَ الأَرامِيّ، ولم يُخْبرْه بِفِرارِه. وهَرَبَ بِكُلِّ ما لَه وقامَ فَعَبَرَ النَّهْرَ وٱتَّجَهَ نَحوَ جَبَلِ جِلْعاد. فأُخبِرَ لابانُ في اليَوْمِ الثَّالِثِ أَنَّ يَعْقوبَ قد فَرَّ. فأَخَذَ إِخوَتَه معَه وجَدَّ في إِثْرِه مَسيرةَ سَبعَةِ أَيَّام، فأَدرَكَه في جَبَلِ جِلْعاد. فأَتى اللهُ لابانَ الأَرامِيَّ في الحُلْمِ لَيلًا وقالَ له: «إِيَّاكَ أَن تُكَلِّمَ يَعْقوبَ بِخَيرٍ أو شَرّ». وأَدرَكَ لابانُ يَعْقوب، وكانَ يَعْقوبُ قد نَصَبَ خَيمَتَه في الجَبَل، فَنَصَبَ لابانُ خَيمَتَه في جَبَلِ جِلْعاد. فقالَ لابانُ لِيَعْقوب: «ماذا صَنَعتَ؟ قد خَدَعتَني وسُقْتَ بِنتَيَّ كأَسْرى حَرْب. لِمَ هَرَبتَ خُفيَةً وخَدَعتَني ولَم تُخْبِرْني فأُشيِّعَكَ بٱبتِهاجٍ وأَغانِيَّ ودُفٍّ وكِنَّارة؟ ولَم تَدَعْني أُقَبِّلُ بَنِيَّ وبناتي، وفي هٰذا تَصَرَّفتَ بِغَباوة. إنَّ في يَدي أَن أَصنَعَ بِكُم سُوءًا، لَولا أَنَّ إِلٰهَ أَبيكم قد كلَّمَني البارِحَةَ قائلًا: إِيَّاكَ أَن تُكَلِّمَ يَعْقوبَ بِخَيرٍ أَو شَرّ. والآن إِنَّما ٱنصَرَفتَ لِأنَّكَ ٱشتَقتَ كَثيرًا إِلى بَيتِ أَبيكَ، فلِمَ سَرَقتَ آلِهَتي؟». فأَجابَ يَعْقوبُ وقالَ لِلابان: «لأَنِّي تَخَوَّفتُ وقُلتُ: «لَعَلَّكَ تَغتَصِبُ بِنتَيكَ مِنّي. وأَمَّا آلِهَتُكَ، فمَن وُجِدَت معَه فلا يَحْيا. أَثبِتْ ما هو لَكَ في ما هو معي أَمامَ إِخوَتِنا وخُذْه». ولَم يَكُنْ يَعْقوبُ يَعلَمُ أَنَّ راحيلَ قد سَرَقَتها. فدَخَلَ لابانُ خَيمَةَ يَعْقوب وخَيمَةَ لَيئَة وخَيمَةَ الخادِمَتَين، فلَم يَجِدْ شَيئًا. وخَرَجَ مِن خَيمَةِ لَيئَة ودَخَلَ خَيمَةَ راحيل. وكانَت راحيلُ قد أَخَذَت أَصْنامَ المَنزِل وجَعَلَتها في رَحْلِ الجَمَل وجَلَسَت فَوقَها. فجَسَّ لابانُ الخَيمَةَ كُلَّها فلَم يَجِدْ شَيئًا. فقالَت راحيلُ لأَبيها: «لا يَغْضَبْ سَيِّدي إِن كُنتُ لا أَستَطيعُ أَن أَقومَ أَمامَكَ، فقَد حَدَثَ لي ما يَجْري لِلنِّساء». ففَتَّشَ فلَم يَجِدْ أَصْنامَ المَنزِل. فغَضِبَ يَعْقوبُ وخاصَمَ لابانَ وخاطَبَه قال: «ما ذَنْبي وما خطيئَتي حتَّى جَدَدتَ في إِثْري؟ وقد جَسَسْتَ جَميعَ أَثاثي، فماذا وَجَدتَ مِن جَميعِ أَثاثِ بَيتِكَ؟ ضَعْه هٰهُنا أَمامَ إِخْوَتي وإِخْوَتِكَ، ولْيَحكُموا بَينَنا كِلَينا. لي عِشْرونَ سَنَةً معكَ، ونِعاجُكَ وعِنازُكَ لم تُسقِطْ، ومِن كِباشِ غَنَمِكَ لم آكُل. فَريسةً مُمَزَّقَةً لم أُحضِرْ إِلَيكَ، بل كُنتُ أَنا أُعَوَّضُ مِنها، ومِن يَدي كُنتَ تَطلُبُها، سَواءٌ أَخُطِفَت في النَّهار أَم في اللَّيل. وكانَ الحَرُّ يأكُلُني في النَّهار والبَردُ في اللَّيل، وهَجَرَ النَّومُ عَينَيَّ. وهاءَنَذا لي عِشْرونَ سَنَةً في بَيتِكَ: خَدَمتُكَ أَربَعَ عَشْرَةَ سَنَةً بِبِنتَيكَ وسِتَّ سِنينَ بِغَنَمِكَ، وغَيَّرتَ أُجْرَتي عَشْرَ مرَّات.