فِيلِبِّي 14:1-30
فِيلِبِّي 14:1-30 ت ع م
وَفَضلًا عَنْ ذَلِكَ، فَقَدْ تَشَجَّعَ مُعظَمُ الإخوَةِ فِي الرَّبِّ بِسَبَبِ كَونِي فِي السِّجْنِ. وَهَا هُمْ أكْثَرُ جَسَارَةً فِي المُجَاهَرَةِ بِالكَلِمَةِ. صَحِيحٌ أنَّ بَعْضَهُمْ يُبَشِّرُ بِالمَسِيحِ بِدَافِعِ لَفْتِ الانتِبَاهِ وَالمُنَافَسَةِ. غَيْرَ أنَّ آخَرِينَ يُبَشِّرُونَ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ. يُبَشِّرُ هَؤُلَاءِ بِدَافِعِ المَحَبَّةِ، لِأنَّهُمْ يَعْرِفُونَ أنَّ اللهَ أقَامَنِي لِلدِّفَاعِ عَنِ البِشَارَةِ. أمَّا الآخَرُونَ فَيُبَشِّرُونَ بِالمَسِيحِ بِدَافِعٍ أنَانِيٍّ، لَا بِإخْلَاصٍ. فَهُمْ إنَّمَا يَظُنُّونَ أنَّهُمْ بِهَذَا يَزِيدُونَ مَتَاعِبِي وَأنَا فِي السِّجْنِ. فَمَاذَا يَهُمُّ؟ مَا يَهُمُّ هُوَ أنَّ التَّبشِيرَ بِالمَسِيحِ يَتِمُّ بِطَرِيقَةٍ أوْ بِأُخرَى، بِدَافِعٍ سَيِّئٍ أوْ مُخْلِصٍ. وَبِهَذَا أنَا أفرَحُ، وَسَأفرَحُ أيْضًا. فَأنَا عَالِمٌ أنَّ هَذَا سَيُؤَدِّي إلَى انتِصَارِي مِنْ خِلَالِ صَلَوَاتِكُمْ، وَمُسَانَدَةِ رُوحِ يَسُوعَ المَسِيحِ. وَسَيَكُونُ هَذَا مُتَوَافِقًا مَعَ تَوَقُّعِي وَرَجَائِي بِأنَّنِي لَنْ أفْشَلَ فِي شَيءٍ. لَكِنِ الآنَ، وَكَمَا هُوَ الأمْرُ دَائِمًا، سَيَتَعَظَّمُ المَسِيحُ فِي جَسَدِي سَوَاءٌ أعِشتُ أمْ مِتُّ. وَذَلِكَ بِسَبَبِ مُجَاهَرَتِي بِالبِشَارَةِ. لِأنَّ المَسِيحَ هُوَ حَيَاتِي، وَالمَوْتُ رِبحٌ! فَإذَا وَاصَلتُ حَيَاتِي فِي الجَسَدِ، سَأرَى ثِمَارَ تَعَبِي. فَلَا أدرِي أيُّهُمَا أختَارُ. فَأنَا مُحتَارٌ بَيْنَ البَدِيلَينِ: لِيَ اشتِهَاءٌ أنْ أترُكَ هَذِهِ الحَيَاةَ وَأكُونَ مَعَ المَسِيحِ، فَذَلِكَ أفْضَلُ جِدًّا لِي. لَكِنَّ بَقَائِي هُنَا فِي الجَسَدِ هُوَ أكْثَرُ نَفْعًا لَكُمْ. وَبِمَا أنِّي مُتَأكِّدٌ مِنْ هَذَا، فَإنِّي عَلَى يَقِينٍ أنِّي سَأبقَى هُنَا مَعَكُمْ وَأُواصِلُ العَمَلَ مَعَكُمْ جَمِيعًا مِنْ أجْلِ تَقَدُّمِكُمْ وَفَرَحِكُمُ النَّابِعِ مِنَ الإيمَانِ. وَبِهَذَا يَزدَادُ افتِخَارُكُمْ بِي فِي المَسِيحِ يَسُوعَ عِنْدَمَا أكُونُ بَيْنَكُمْ مِنْ جَدِيدٍ. فَعِيشُوا بِطَرِيقَةٍ تَلِيقُ بِبِشَارَةِ المَسِيحِ. حَتَّى إذَا جِئتُ وَرَأيْتُكُمْ، وَجَدْتُكُم ثَابِتِينَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، وَمُنَاضِلِينَ مَعًا مِنْ أجْلِ الإيمَانِ الَّذِي تُنَادِي بِهِ البِشَارَةُ. وَفِي غِيَابِي عَنْكُمْ، أُرِيدُ أنْ أسمَعَ هَذَا عَنْكُمْ أيْضًا. لَا أُرِيدُ أنْ أسمَعَ أنَّ خُصُومَكُمْ نَجَحُوا فِي تَخويفِكُمْ، بَلْ لِتَكُنْ شَجَاعَتُكُمْ بُرهَانًا عَلَى هَلَاكِهِمْ وَعَلَى خَلَاصِكُمْ. وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ اللهِ. لِأنَّهُ مِنْ أجْلِ المَسِيحِ، أعطَاكُمُ اللهُ، لَا امتِيَازَ الإيمَانِ بِالمَسِيحِ فَحَسْبُ، بَلِ امتِيَازَ التَّألُّمِ مِنْ أجْلِهِ أيْضًا. فَالمَعرَكَةُ الَّتِي تَخُوضُونَهَا هِيَ الَّتِي رَأيْتُمُونِي أخُوضُهَا فِيمَا مَضَى، وَتَسْمَعُونَ أنَّنِي أخُوضُهَا الآنَ أيْضًا.