يُوحَنَّا 10:18-27

يُوحَنَّا 10:18-27 ت ع م

وكَانَ معَ سِمعَانَ بُطْرُسَ سَيفٌ، فَاسْتَلَّهُ وضَرَبَ بهِ خَادِمَ رَئِيسِ الكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذُنَهُ اليُمنى. وكَانَ اسْمُ الخَادِمِ مَلْخُسَ. فَقَالَ يَسوعُ لِبُطْرُسَ: «أرْجِعْ سَيفَكَ إلَى غِمْدِهِ. أَتُريدُنِي أنْ لَا أشرَبَ كَأسَ الآلَامِ الَّتِي أعْطَاهَا الآبُ لِي؟» ثُمَّ قَبَضَ الجُنُودُ وَقَائِدُهُمْ وَحُرَّاسُ الهَيْكَلِ عَلَى يَسُوعَ وَقَيَّدُوهُ، وَأخَذُوهُ إلَى حَنَّانَ أوَّلًا. لِأنَّ حَنَّانَ هُوَ حَمُو قَيَافَا رَئِيسِ الكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. وَقَيَافَا هُوَ الَّذِي كَانَ قَدْ نَصَحَ قَادَةَ اليَهُودِ بأنَّهُ مِنَ الأفضَلِ أنْ يَمُوتَ رَجُلٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ. وَكَانَ سِمْعَانُ بُطرُسُ وَتِلْمِيذٌ آخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ. وَكَانَ هَذَا التِّلمِيذُ الآخَرُ مَعْرُوفًا لَدَىْ رَئِيسِ الكَهَنَةِ فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إلَى فِنَاءِ دَارِ رَئِيسِ الكَهَنَةِ. أمَّا بُطرُسُ فَبَقِيَ خَارِجًا قُرْبَ البَوَّابَةِ. فَخَرَجَ التِّلمِيذُ الآخَرُ المَعرُوفُ لَدَى رَئِيسِ الكَهَنَةِ وَكَلَّمَ الفَتَاةَ المَسؤُولَةَ عَنِ البَوَّابَةِ، وَأدخَلَ بُطْرُسَ مَعَهُ. فَقَالَتِ الفَتَاةُ لِبُطرُسَ: «ألَسْتَ أنْتَ أيْضًا مِنْ أتبَاعِ هَذَا الرَّجُلِ؟» فَقَالَ بُطرُسُ: «لَا، لَسْتُ كَذَلِكَ!» وَكَانَ الخُدَّامُ وَالحُرَّاسُ قَدْ أشعَلُوا نَارًا وَوَقَفُوا حَوْلَهَا يَتَدَفَّأُونَ، لِأنَّ الطَّقسَ كَانَ بَارِدًا. وَكَانَ بُطرُسُ وَاقِفَاَ يَتَدَفَّأُ مَعَهُمْ. فَسَألَ رَئِيسُ الكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تَلَامِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. فَأجَابَهُ يَسُوعُ: «كُنْتُ أُكَلِّمُ الجَمِيعَ عَلَنًا، وَعَلَّمتُ دَائِمًا فِي المَجَامِعِ وَفِي سَاحَةِ الهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ كُلُّ اليَهُودِ. وَلَمْ أقُلْ شَيْئًا فِي الخَفَاءِ. فَلِمَاذَا تَسألُنِي؟ اسألِ الَّذِينَ سَمِعُوا مَا قُلْتُهُ لَهُمْ، فَهُمْ يَعْرِفُونَ بِالتَّأكِيدِ مَا كُنْتُ أقُولُهُ!» فَلَمَّا قَالَ هَذَا، صَفَعَهُ وَاحِدٌ مِنَ الحُرَّاسِ الوَاقِفِينَ هُنَاكَ وَقَالَ لَهُ: «كَيْفَ تَجْرُؤُ عَلَى مُخَاطَبَةِ رَئِيسِ الكَهَنَةِ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ؟» فَأجَابَهُ يَسُوعُ: «إنْ كُنْتُ قَدْ أخْطَأتُ فِي شَيءٍ قُلْتُهُ، فَبَيِّنِ الخَطَأ أمَامَ الجَمِيعِ. أمَّا إنْ أصَبْتُ، فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟» بَعْدَ ذَلِكَ، أرسَلَهُ حَنَّانُ مُقَيَّدًا إلَى قَيَافَا رَئِيسِ الكَهَنَةِ الحَالِيِّ. وَكَانَ سِمْعَانُ بُطرُسُ مَا يَزَالُ وَاقِفًا يَتَدَفَّأُ، فَسَألَهُ الوَاقِفُونَ مَعَهُ: «ألَسْتَ أنْتَ أيْضًا مِنْ أتبَاعِهِ؟» لَكِنَّهُ أنكَرَ وَقَالَ: «لَا، لَسْتُ كَذَلِكَ!» وَكَانَتْ هُنَاكَ إحْدَى خَادِمَاتِ رَئِيسِ الكَهَنَةِ، وَهِيَ مِنْ أقَارِبِ الرَّجُلِ الَّذِي قَطَعَ بُطرُسُ أُذُنَهُ، فَقَالَتْ لِبُطرُسَ: «ألَمْ أرَكَ مَعَهُ فِي الحَقْلِ؟» فَأنكَرَ بُطرُسُ مَرَّةً أُخْرَى، وَصَاحَ الدِّيكُ بَعْدَ ذَلِكَ فَوْرًا.