قُضَاة 32:11-40
قُضَاة 32:11-40 ت ع م
فَذَهَبَ يَفْتَاحُ إلَى العَمُّونِيِّينَ لِيُقَاتِلَهُمْ، فَأعَانَهُ اللهُ عَلَى هَزِيمَتِهِمْ. وَهَزَمَهُمْ مِنْ عَرُوعِيرَ حَتَّى جِوَارِ مِنِّيتَ، عِشْرِينَ مَدِينَةً، وَحَتَّى آبِلَ الكُرُومِ هَزِيمَةً مُنكَرَةً. فَأُخضِعَ العَمُّونِيُّونَ لِبَنِي إسْرَائِيلَ. وَلَمَّا عَادَ يَفْتَاحُ إلَى بَيْتِهِ فِي المِصْفَاةِ، إذَا بِابنَتِهِ خَارِجَةٌ تَضْرِبُ الدَّفَّ وَتَرْقُصُ. وَكَانَتْ وَحِيدَةَ أبِيهَا، إذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ابْنٌ أوْ بِنتٌ غَيرُهَا. فَلَمَّا رَآهَا، مَزَّقَ ثِيَابَهُ حُزْنًا، وَقَالَ: «آهٍ يَا ابْنَتِي! لَقَدْ أحزَنْتِنِي جِدًّا وَصِرْتِ سَبَبَ تَعَاسَتِي، فَقَدْ نَذَرْتُ نَذْرًا للهِ لَا أسْتَطِيعُ التَّرَاجُعَ عَنْهُ.» فَقَالَتْ لَهُ: «لَقَدْ نَذَرْتَ للهِ نَذْرًا يَا أبِي، فَافْعَلْ بِي كَمَا نَذَرْتَ، بِمَا أنَّ اللهَ قَدْ نَصَرَكَ عَلَى أعْدَائِكَ العَمُّونِيِّينَ.» وَقَالَتِ لِأبِيهَا: «لَكِنْ اصْنَعْ مَعِي هَذَا المَعْرُوفَ. أمْهِلْنِي شَهْرَينِ، فَأتَجَوَّلُ عَلَى التِّلَالِ، وَأبكِي مَعَ صَاحِبَاتِي لِأنَّنِي سَأبقَى عَذْرَاءَ.» فَقَالَ لَهَا: «اذْهَبِي.» وَصَرَفَهَا مُدَّةَ شَهْرَينِ. فَذَهَبَتْ هِيَ وَصَاحِبَاتُهَا وَبَكَينَ عَلَى التِّلَالِ لِأنَّهَا سَتَبْقَى عَذْرَاءَ. وَفِي نِهَايَةِ الشَّهْرَينِ عَادَتْ إلَى أبِيهَا، فَفَعَلَ بِهَا كَمَا سَبَقَ أنْ نَذَرَ. وَلِأنَّهَا لَمْ تُعَاشِرْ رَجُلًا قَطُّ، صَارَتْ عَادَةً عِنْدَ بَنِي إسْرَائِيلَ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، أنْ تَخْرُجَ بَنَاتُ بَنِي إسْرَائِيلَ لِيُحيِينَ ذِكرَى ابْنَةِ يَفْتَاحَ الجِلْعَادِيِّ، أرْبَعَةَ أيَّامٍ كُلَّ سَنَةٍ.