أعْمَال 1:17-21
أعْمَال 1:17-21 ت ع م
وَبَعْدَ أنْ سَافَرَا عَبْرَ مَدِينَتَي أمْفِيبُولِيسَ وَأبُولُونِيَّةَ، وَصَلَا إلَى مَدِينَةِ تَسَالُونِيكِي، حَيْثُ يُوجَدُ مَجمَعٌ لِليَهُودِ. فَدَخَلَ بُولُسُ إلَى المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ. وَنَاقَشَهُمْ فِي الكِتَابِ ثَلَاثَةَ سُبُوتٍ. وَشَرَحَ لَهُمْ مُثبِتًا أنَّهُ كَانَ مِنَ اللَّازِمِ أنْ يَتَألَّمَ المَسِيحُ وَأنْ يَقُومَ مِنَ المَوْتِ. وَقَالَ بُولُسُ: «إنَّ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي أُنَادِي بِهِ لَكُمْ هُوَ المَسِيحُ.» فَاقْتَنَعَ بَعْضُهُمْ، وَانضَمُّوا إلَى بُولُسَ وَسِيلَا. كَمَا انضَمَّ إلَيْهِمْ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ اليُونَانِيِّينَ الأتقِيَاءِ، بِالإضَافَةِ إلَى عَدَدٍ لَيْسَ بِقَلِيلٍ مِنَ النِّسَاءِ البَارِزَاتِ فِي المُجْتَمَعِ. أمَّا اليَهُودُ فَأكَلَهُمُ الحَسَدُ. فَجَمَعُوا بَعْضَ الرِّجَالِ الأشْرَارِ مِنَ السُّوقِ، وَشَكَّلُوا عِصَابَةً، وَأثَارُوا شَغَبًا فِي المَدِينَةِ وَهَاجَمُوا بَيْتَ يَاسُونَ. وَحَاوَلُوا أنْ يَجِدُوا بُولُسَ وَسِيلَا لِكَي يُخرِجُوهُمَا إلَى الشَّعْبِ. فَلَمَّا لَمْ يَجِدُوهُمَا، جَرُّوا يَاسُونَ وَبَعْضَ الإخوَةِ أمَامَ سُلطَاتِ المَدِينَةِ، وَصَرَخُوا وَقَالُوا: «هَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ أثَارُوا الفِتَنَ فِي جَمِيعِ أنْحَاءِ العَالَمِ. وَقَدْ وَصَلُوا إلَى هُنَا، فَاسْتَضَافَهُمْ يَاسُونُ فِي بَيْتِهِ. وَهُمْ يَفْعَلُونَ أُمُورًا تُخَالِفُ أحكَامَ القَيصَرِ، وَيَدَّعُونَ أنَّ هُنَاكَ مَلِكًا آخَرَ هُوَ رَجُلٌ اسْمُهُ يَسُوعُ.» فَتَضَايَقَ النَّاسُ وَسُلُطَاتُ المَدِينَةِ لِسَمَاعِ هَذَا، ثُمَّ أخَذُوا كَفَالَةً مِنْ يَاسُونَ وَالبَقِيَّةِ وَأخلَوْا سَبِيلَهُمْ. فَقَامَ الإخْوَةُ عَلَى الفَوْرِ بِتَرْحِيلِ بُولُسَ وَسِيلَا لَيْلًا إلَى مَدِينَةِ بِيرِيَّةَ. وَعِنْدَمَا وَصَلَا إلَى هُنَاكَ، دَخَلَا إلَى المَجْمَعِ اليَهُودِيِّ. وَكَانَ المَوجُودُونَ هُنَاكَ أنبَلَ مِنَ الَّذِينَ فِي مَدِينَةِ تَسَالُونِيكِي، فَتَجَاوَبُوا مَعَ الرِّسَالَةِ بَاهتِمَامٍ بَالِغٍ. وَكَانُوا يَدْرُسُونَ الكِتَابَ كُلَّ يَوْمٍ لِيَرَوْا إنْ كَانَتِ الأُمُورُ الَّتِي قَالَهَا بُولُسُ صَحِيحَةً. وَنَتِيجَةً لِذَلِكَ آمَنَ يَهُودٌ كَثِيرُونَ. كَمَا آمَنَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ النِّسَاءِ اليُونَانِيَّاتِ البَارِزَاتِ، وَمِنَ الرِّجَالِ اليُونَانِيِّينَ. فَلَمَّا عَلِمَ اليَهُودُ فِي مَدِينَةِ تَسَالُونِيكِي أنَّ بُولُسَ يُنَادِي بِرِسَالَةِ اللهِ أيْضًا فِي مَدِينَةِ بِيرِيَّةَ، ذَهَبُوا إلَى هُنَاكَ أيْضًا، وَبَدَأُوا يُهَيِّجُونَ النَّاسَ وَيُحَرِّضُونَهُمْ. فَأرْسَلَ الإخْوَةُ بُولُسَ إلَى سَاحِلِ البَحْرِ. لَكِنَّ سِيلَا وَتِيمُوثَاوُسَ بَقِيَا هُنَاكَ. أمَّا الَّذِينَ رَافَقُوا بُولُسَ فَأخَذُوهُ إلَى مَدِينَةِ أثِينَا. وَقَدْ تَلَقَّوْا تَعْلِيمَاتٍ مِنْ بُولُسَ إلَى سِيلَا وَتِيمُوثَاوُسَ لِكَي يَلْحَقُا بِهِ فِي أسرَعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ، ثُمَّ مَضَوْا. وَبَيْنَمَا كَانَ بُولُسُ يَنْتَظِرُهُمَا، انزَعَجَ فِي أعْمَاقِ نَفْسِهِ عِنْدَمَا لَاحَظَ إلَى أيِّ حَدٍّ تَمْتَلِئُ المَدِينَةُ بِالأصْنَامِ. فَرَاحَ يُكَلِّمُ اليَهُودَ وَاليُونَانِيِّينَ الأتقِيَاءَ فِي المَجْمَعِ، وَالنَّاسَ الَّذِينَ يَجِدُهُمْ فِي السُّوقِ كُلَّ يَوْمٍ. فَبَدَأ بَعْضُ الفَلَاسِفَةِ الأبِيقُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ يُجَادِلُونَهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: «مَا الَّذِي يُرِيدُ أنْ يَقُولَهُ هَذَا الثَّرْثَارُ؟» وَقَالَ آخَرُونَ: «يَبْدُو أنَّهُ يَتَكَلَّمُ عَنْ آلِهَةٍ غَرِيبَةٍ.» قَالُوا هَذَا لِأنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُ بِيَسُوعَ وَبِالقِيَامَةِ. فَأخَذُوهُ وَأحضَرُوهُ إلَى مَجلِسِ أرِيُوسَ بَاغُوسَ وَقَالُوا: «هَلْ تَسْمَحُ بِأنْ تُخبِرَنَا مَا هُوَ هَذَا التَّعلِيمُ الجَدِيدُ الَّذِي تَعْرِضُهُ عَلَى النَّاسِ؟ فَأنْتَ تَتَحَدَّثُ عَنْ أُمُورٍ غَرِيبَةٍ عَنَّا، وَنُرِيدُ أنْ نَفهَمَ مَا تَعْنِيهِ هَذِهِ الأُمُورُ.» وَكَانَ الأثِينِيُّونَ وَالأجَانِبُ السَّاكِنُونَ هُنَاكَ يَقْضُونَ كُلَّ وَقْتِهِمْ لَا يَفْعَلُونَ شَيْئًا غَيْرَ الحَدِيثِ عَنْ شَيءٍ جَدِيدٍ، أوْ الاسْتِمَاعِ إلَى شَيءٍ جَدِيدٍ.