يوحنّا الثانية 1

1
بسم الله تبارك وتعالى
تحيّة
1مِن يُوحنّا الشَّيخِ،#1‏.1 أُطلِقت كلمةُ "المُشرِف" في الثقافة اليونانية على كلّ مسؤول رسميّ عن التنظيمات المدنيّة أو الدّينيّة. وتحمل كلمة "الشّيوخ" في الثقافة اليهودية المعنى نفسه. ويبدو أنّ الحواري يوحنّا كان شيخا في أواخر أيّام حياته للجماعات المؤمنة في أفاسوس والمنطقة المحيطة بها، شأن الحواري بطرس في روما. إلى السَّيّدةِ الّتي اختارَها اللهُ مِن بَينِ العالَمِينَ، جَماعةِ اللهِ وأبنائِها، الّذينَ أُكِنُّ لهمُ الحُبَّ لأنّنا نَنتَمي مَعًا إلى الحقِّ، ولَستُ أنا وَحدي مَن يُحِبُّهُم، بل يُحِبُّهُم كُلُّ مَن عَرَفَ الحقَّ في رِسالةِ اللهِ.
2نعم، نَحنُ لكُم مُحِبّونَ، لأنّ الحقَّ راسِخٌ في قُلوبِكُم كَما في قُلوبِنا، ولا بُدَّ أن يُرافِقَنا إلى الأبَدِ، 3وسيَكونُ مَعَنا جَميعًا الفَضلُ والرَّحمةُ والسَّلامُ مِن عِندِ اللهِ الأبِ الصَّمَدِ، وَمِن سَيِّدِنا المَسيحِ الابنِ الرُّوحيِّ للهِ الأبِ الرَّحيمِ.#1‏.3 عبارة "الابن الروحي لله" الواردةُ هنا هي ترجمة للعبارة اليونانية التي عُرّبت غالبا بصيغة "ابن الله". وهي موجودة في كتب الأنبياء الأوّلين، وكانت لقبا لملك بني يعقوب الذي اختاره الله. وهذا لا يشير إلى تَناسلٍ بشريّ، ولكنّه يشير إلى العلاقة الوثيقة بين سيّدنا عيسى والله. وإنّ مقامه أمام ربّه يضاهي مقام البِكْر في الأسرة. ويرى البعض في هذا تلميحا إلى أنّه كلمة الله الأزليّة التي أرسلها إلى الأرض لتصبح بَشَرا يولد من مريم العذراء. نعم، سيَكونُ مَعَنا نَحنُ الّذينَ نَثبُتُ على الحقِّ والمَحَبّةِ.
طريق الحق
4لقد عَمَّني الفَرَحُ عِندَما رأيتُ بَعضَ أهلِ جَماعتِكُم يَسلُكونَ طَريقَ الحقِّ وَفقًا لِما أوصانا بِهِ اللهُ الأبُ الرَّحيمُ. 5والآنَ، أيّتُها السَّيِّدةُ المُختارةُ، أُريدُ أن أطلُبَ مِنكِ أمرًا، وهو لَيسَ بِالأمرِ الجَديدِ عليكِ وعلى أبنائِكِ. وإنّما هو وَصيّةٌ أدرَكتُموها مُنذُ البِدايةِ، وهي مَحَبّتُنا لِبَعضِنا بَعضًا.
6هي ذي المَحَبّةُ: أن نُطيعَ ما أوصى اللهُ بِهِ. وهذِهِ وَصيّتُهُ كَما سَمِعتُم مُنذُ البِدايةِ: أن تَهتَدوا بِالمَحَبّةِ. 7أقولُ لكُم هذا لأنّ عَدَدًا كَبيرًا مِن المُضلِّلينَ ظَهَرَ في الدُّنيا، وهم لا يَعتَرِفونَ أنّ سَيِّدَنا عيسى المَسيحَ (سلامُهُ علينا) هو كَلِمةُ اللهِ وقد جاءَ إلى العالَمِ بِجِسمٍ بَشَريّ، وكُلُّ مَن يُنكِرُ هذا فهو دَجّالٌ يَجحَدُ المَسيحَ العَظيمَ.
8فانتَبِهوا كَي لا تَنخَدِعوا ولا تَترُكوا إيمانَكُم. واحذَروا أن يَضيعَ أجرُكُم عِندَ اللهِ أو أن يَضيعَ كُلُّ ما بَذلناهُ مِن جَهدٍ في سَبيلِكُم. 9لأنّ مَن تَعَدّى المَسيحَ (سلامُهُ علينا) ولم يَرسُخْ في تَعاليمِهِ، فلا صِلةَ بَينَهُ وبَينَ اللهِ. أمّا مَن ثَبَتَ على هذا الطَّريقِ القَويمِ، فإنّهُ يَكونُ قَريبًا مِن اللهِ الأبِ الرَّحيمِ ومِن المَسيحِ الابنِ الرُّوحيِّ لهُ تَعالى.
10إن جاءَكُم أحَدٌ بِغَيرِ ما أبلَغَكُم سَيِّدُنا عيسى مِن تَعاليمٍ، فلا تَستَقبِلوهُ في بُيوتِكُم، ولا تُرَحِّبوا بِهِ.#1‏.10 دأب اليهود وأتباع السيد المسيح على الترحيب بالمؤمنين وحُسنِ ضيافتهم خاصّة إذا كانوا من الدّعاة المتجوِّلين. وحذّر يوحنّا من استقبال الدجّالين منهم وتوفير الطعام والمأوى لهم، فهذا يُعتبر دَعماً "للعمل الملعون" وخضوعا لِدَجَلهم كما جاء في الآية 11. وتعني عبارة "السلام عليك" نوعا من أنواع البركات أو الدعاء، فإنّ يوحنّا يحذّر قرّاءه من توجيه هذه العبارة إلى الدّعاة الدجّالين. 11لأنّ مَن يُرَحِّبُ بِهِ يُشارِكُهُ في عَملِهِ المَلعونِ.#1‏.11 يعالج هذا المقطعُ التعاليمَ المزيَّفةَ للعرفانيين التي هاجمها يوحنّا في رسالة يوحنّا الأولى. وأصرّ الدجّالون على أنّ كلمة الله لم تتحوّل إلى بشر، بل حلّتْ على سيدنا عيسى الإنسان على امتداد الزمن من حين تَطهُّره بالماء إلى حين صَلبه.
الختام
12كُنتُ أُريدُ الإطنابَ في هذِهِ الرِّسالةِ، ولكِنّي فَضَّلتُ عَدمَ تَدوينِها على وَرَقٍ، لأنّي أرغَبُ في زيارتِكُم شَخصيًّا لأُخاطبَكُم وَجهًا لِوجهٍ، لتَكتَمِلَ فَرحَتُنا. 13تُسَلِّمُ عليكِ شَقيقتُكِ المُختارةِ وأحّباؤها.

المحددات الحالية:

يوحنّا الثانية 1: TMA

تمييز النص

شارك

نسخ

None

هل تريد حفظ أبرز أعمالك على جميع أجهزتك؟ قم بالتسجيل أو تسجيل الدخول

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية