يوحنّا الأولى 1

1
بسم الله تبارك وتعالى
الفصل الأوّل
المسيح كلمة الحياة
1يا لَرَوعةِ مَن كانَ مُنذُ البَدءِ مَوجودًا، هو الّذي سَمِعناهُ وعاينّاهُ شُهُودًا. نعم، رَأيناهُ بِأبصارِنا ولَمَسناهُ بِأيدينا، إنّهُ كَلِمةُ الحَياةِ، سَيِّدُنا عيسى المَسيحُ مُنَجِّينا.#1‏.1 يعتقد الكثير من الباحثين أنّ هذا المقطع يلمّح إلى افتتاحية سيرة السيد المسيح التي سجّلها الحواري يوحنّا. ويظهر سيدنا عيسى في هذا المقطع على أنّه كلمة الله الأزلية التي صارت بشرا. وقد عارض هذه الحقيقةَ المعلّمون المضلّلون الذين تركوا جماعات المؤمنين بالسيد المسيح، والذين قالوا أنّ سيدنا عيسى ظهر في هيئة بشر ولكنّه في الحقيقة لم يكن بشرا أبدا. وتُشبه معتقداتهم هذه معتقدات الوثنيين تجاه آلهتهم، وخاصّة اعتقادهم أنّ آلهتهم تتجلّى لهم في هيئة بشر رغم أنّ طبيعتها ليست بشرية. ولكن الحواري يوحنّا أكّد أنّ شهود سيدنا عيسى قد قاموا بلمسه والشعور به، وهذا يؤكّد أنّ طبيعة سيدنا عيسى بشريّة دون شك.
2لقد تَجَلَّى، مَن يَقودُنا إلى حَياةِ لا تَفنى، رَأيناهُ وشَهِدنا لهُ، وها نَحنُ نُخبِرُكُم عَنهُ (سلامُهُ علينا)، بأنّهُ السَّبيلُ القَويمُ إلى دارِ الخُلدِ، هُو الّذي كانَ مَكنونًا عِندَ اللهِ الأبِ الصَّمَدِ ثُمّ ظَهَرَ لنا وتَبَدَّى. 3نَحنُ نُخبِركُم بِما رَأينا وسَمِعنا، حَتّى تَستَمِرّوا مَعَنا في العُروةِ الوُثقى. ولا تَكونُ عُروتُنا الوُثقى إلاّ مَعَ اللهِ الأبِ الرَّحيمِ ومَعَ سَيِّدِنا المَسيحِ الابنِ الرُّوحيِّ لهُ تَعالى.#1‏.3 عبارة "الابن الروحي لله" الواردة هنا هي ترجمة للعبارة اليونانية التي عُرّبت غالبا بصيغة "ابن الله". وهي موجودة في كتب الأنبياء الأوّلين وكانت لقبا لملك بني يعقوب الذي اختاره الله. وهذا لا يشير إلى تناسل بشري، ولكنه يشير إلى العلاقة الوثيقة التي تربط سيدنا عيسى بالله. وإنّ مقامه أمام ربّه مثل مقام البكر في العائلة. ويرى البعض في هذا تلميحا إلى أنّ السيد المسيح هو كلمة الله الأزلية، وقد تَمَّ إرسالُه إلى الأرض ليصبح بشرا يولد من مريم العذراء. 4ونَحنُ نَكتُبُ إِليكُم هذِهِ الرِّسّالةَ حَتّى نَفرَحَ حقَّ الفَرَحِ بإيمانِكُم الرّاسِخِ القَويمِ.
الرّسوخ في نور الله
5وهذِهِ هي الرِّسالةُ الّتي سَمِعناها مِن سَيِّدِنا المَسيحِ، ونُعلِنُها إليكُم الآنَ: إنّ اللهَ نورٌ أبهى، ولَيسَ في ذاتِهِ ظَلامٌ أبَدًا. 6فإنِ ادّعينا أنّنا مُستَوثِقونَ بِعُروتِهِ ونَحنُ نَسيرُ في سَوادِ الشَّرِّ والظَّلامِ، كُنّا كاذِبينَ، ولِغَيرِ الحقِّ فاعِلينَ.#1‏.6 ادّعى المعلّمون المضلّلون الذين انتقدهم الحواري يوحنّا أنّ أتباع سيدنا عيسى (سلامه علينا) يمكنهم العيش كما يشاؤون دون قيود أو ضوابط أخلاقية. غير أنّ أتباع السيد المسيح كانوا في بعض الأحيان يرتكبون الخطايا وكان عليهم الاستمرارُ في الاعتراف بخطاياهم وآثامهم، مع العلم أنّ سيدنا عيسى قد خفَّف من وطأة الإثم على أتباعه من خلال تضحيته بنفسه. 7أمّا إن كُنّا حقًّا في النّورِ نَحيا، كَما هُو في النّورِ الأسمى، حَظِينا مَعَ بَعضِنا بَعضٍ بالعُروة الوُثقى، وكانَ دَمُ سَيّدِنا عيسى الابنِ الرُّوحيِّ للهِ لنا مِن كُلِّ خَطيئةٍ طُهرًا.#1‏.7 لئن استعمل الناس الماء لتنظيف أجسادهم فإن دم الأضحية حسب التوراة هو الذي يمحو عواقب آثام الناس (انظر سفر اللاويين 16: 30). ويجب أن تُقدَّم هذه الأضاحي مرارا وتكرارا، ولكنّها لم تكن ناجعة في تطهير الخطايا، بل كانت فقط دليلا على أنّ تضحية سيدنا عيسى ذات أهميّة كبرى. وهي في الحقيقة الطريقة الوحيدة التي بها نحصل على غفران آثامنا. (انظر رسالة العبرانيين 10: 1 – 18). 8فإنِ ادّعينا أنّهُ لا خَطيئةَ فينا، خَدَعنا أنفُسَنا، وتَوَلّى عَنّا الحقُّ. 9أمّا إن اعتَرَفنا بِخَطايانا، غَفَرَها اللهُ لنا وطَهَّرَنا مِن كُلِّ إثمٍ، لأنّهُ بِالثِّقةِ جَديرٌ، وعلى الوَفاءِ بِوَعدِهِ قَديرٌ. 10فإنِ ادّعينا أنّنا لم نَرتَكِب ذَنبًا، نَكونُ قد كَذَّبنا اللهَ وقُلوبُنا لا تَتَّسِعُ لكَلمَتِهِ تَعالى.

المحددات الحالية:

يوحنّا الأولى 1: TMA

تمييز النص

شارك

نسخ

None

هل تريد حفظ أبرز أعمالك على جميع أجهزتك؟ قم بالتسجيل أو تسجيل الدخول