البشارة كما دوّنها مرقس 30:6-52
البشارة كما دوّنها مرقس 30:6-52 المشتركة
واَجتَمَعَ الرّسُلُ عِندَ يَسوعَ، وأخبروهُ بِكُلّ ما عَمِلوا وعَلّموا. وكانَ كثيرٌ مِنَ النّاسِ يَروحونَ ويَجيئونَ، فلا يَتركونَ لهُم فُرصةً ليأكُلوا طعامَهُم، فقالَ لهُم يَسوعُ: «تعالَوا أنتُم وحدَكُم إلى مكانٍ مُقفِرٍ واَستَريحوا قليلاً». فذَهبوا في القارِبِ وحدَهُم إلى مكانٍ مُقفِرٍ. فرآهُمُ النّاسُ ذاهبينَ، وعرَفَ كثيرٌ مِنهُم إلى أينَ، فأسرَعوا مِنْ جميعِ المُدُنِ مَشيًا على الأقدامِ وسَبقوهُم إلى ذلِكَ المكانِ. فلمّا نزَلَ يَسوعُ مِنَ القارِبِ رأى جَمْعًا كبيرًا، فأشفَقَ علَيهِم، لأنّهُم كانوا مِثلَ غنَمٍ لا راعيَ لها، وأخَذَ يُعلّمُهُم أشياء كثيرةً. وفاتَ الوقتُ، فدَنا مِنهُ تلاميذُهُ وقالوا لَهُ: «فاتَ الوقتُ، وهذا مكانٌ مُقفِرٌ، فقُلْ لِلنّاسِ أنْ يَنصرِفوا إلى المَزارِعِ والقُرى المُجاوِرَةِ ليَشتَروا لهُم ما يأكُلونَ». فأجابَهُم يَسوعُ: «أعطوهُم أنتُم ما يأكُلونَ». فقالوا: «أتُريدُنا أنْ نَذهَبَ ونَشترِيَ خُبزًا بمئَتَي دينارٍ ونُعطيَهُم لِيأكُلوا؟» فقالَ يَسوعُ: «كَم رغيفًا عِندَكُم؟ اَذهَبوا واَنظُروا». فلمّا عَرَفوا ما عِندَهُم، قالوا لَهُ: «خَمسةُ أرغِفَةٍ وسَمكَتانِ». فأمرَهُم أنْ يُقعِدوا النّاسَ جماعةً جماعةً على العُشْبِ الأخضَرِ. فقَعَدوا صُفوفًا صُفوفًا، في بعضِها مِئةٌ وفي بَعضِها خَمسونَ. وأخَذَ يَسوعُ الأرغِفَةَ الخَمسةَ والسّمكتَينِ ورفَعَ عَينَيهِ نَحوَ السّماءِ وبارَكَ وكَسَرَ الأرغِفَةَ وناوَلَ تلاميذَهُ ليُوزّعوها على النّاسِ، وقَسّمَ السّمكتَينِ علَيهِم جميعًا. فأكلوا كُلّهُم حتى شَبِعوا. ثُمّ رَفَعوا اَثنتَي عَشْرَةَ قُفّةً مَملوءَةً مِنَ الكِسَرِ وفَضَلاتِ السّمكَتَينِ. وكانَ الذينَ أكَلوا مِنَ الأرغِفَةِ نَحوَ خَمسَةِ آلافِ رَجُلٍ. وأمَرَ يَسوعُ تلاميذَهُ أنْ يَركَبوا القارِبَ ويَسبِقوهُ إلى بَيتَ صيدا، عِندَ الشّاطئِ المقابلِ، حتى يَصرِفَ الجُموعَ. فلمّا صرَفَهُم ذهَبَ إلى الجبَلِ ليُصلّي. وعِندَ المَساءِ، كانَ القارِبُ في وَسْطِ البحرِ، ويَسوعُ وحدَهُ على البَرّ. ورأى يَسوعُ أنّ تلاميذَهُ يُلاقونَ مَشقّةً في التّجذيفِ، لأنّ الرّيحَ كانَت ضِدّهُم. فَجاءَ إليهِم قَبلَ الفَجرِ ماشِيًا على البحرِ، وكادَ يمُرّ بِهِم. فلمّا رأوهُ ماشِيًا على البحرِ ظنّوهُ شَبَحًا فصَرَخوا، لأنّهُم رأوهُ كُلّهُم فاَرتَعَبوا. فكلّمَهُم في الحالِ، قالَ: «اَطمئِنّوا. أنا هوَ، لا تَخافُوا». وصَعِدَ القارِبَ إليهِم، فهدَأتِ الرّيحُ. فتَحيّروا كثيرًا، لأنّ مُعجِزَةَ الأرغِفَةِ فاتَهُم مَغزاها، لِبَلادَةِ قُلوبِهِم.