آيات مشهورة من الكتاب المقدس منيوحنّا الأولى 3

شارك

يَا أَوْلادِي الأَعِزَّاءَ، اِحْذَرُوا أَنْ تَقِفَ مَحَبَّتُنَا عِنْدَ اللَّفْظِ الَّذِي بِهِ تَنْطِقُونَ، بَل أَظهِروا المَحَبّةَ الحَقيقيّةَ لِبَعضِكُم بَعضًا مِن خِلالِ مَا تَفْعَلُونَ.

إِنَّ سَيِّدَنا عِيسَـى الْمَسِيحَ ضَحَّى بِنَفْسِهِ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ المُصْطَفِيْنَ، وَبِهَذَا نَحْنُ نَعْرِفُ كَيفَ نُحِبُّ الآخَرِينَ، فَنَحْنُ مِثْلَهُ يَجِبُ أَنْ نُضَحِّيَ بِأَنْفُسِنَا مِنْ أَجْلِ إِخوانِنا المُؤْمِنِينَ.

يا لَعَظَمَةِ المَحَبَّةِ الَّتِي أحاطَنا بِها اللهُ أبونا الرَّحيمُ، إِذ جَعَلَنا عِيالَهُ، وَإنَّا لا رَيْبَ عِيالُهُ المُصْطَفَونَ! أَمّا أَهْلُ الدُّنْيَا فَيَجْهَلُونَ، أَنَّا مِنْ آلِ بَيْتِ رَبِّ العالَمِينَ، لِأَنَّهُمْ بِاللهِ لا يَعتَرِفونَ.

وَمَن يَستَمِرُّ في اِرتِكابِ الذُّنوبِ، فَهُوَ وَلِيُّ إبْلِيسَ كَبِيرِ الشَّيَاطِينِ، الَّذِي كَانَ أَوَّلَ المُذْنِبِينَ. وَإِنَّما تَجَلَّى المَسيحُ الاِبنُ الرُّوحيُّ للهِ بَينَنا لِلقَضاءِ عَلَى أَعمالِ الشَّيطانِ الأَثيمِ.

كُلُّ الّذينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اللهِ، فِي اِرْتِكابِ الخَطَايا عَمْدًا لا يَسْتَمِرُّونَ، لِأنَّ اللهَ غَرَسَ فيهِم مِن ذاتِهِ، بَلْ إِنَّهُمْ عَلَى العَيْشِ فِي الآثَامِ غَيْرُ قادِرِينَ، لِأَنَّ اللهَ جَعَلَهُمْ مِنْ عِيَالِهِ المُقَرَّبينَ.

فَمَن كانَتْ لَهُ خَيْرَاتُ هَذِهِ الدُّنْيا، وَرَأى إِخْوَتَهُ فِي الإِيمَانِ مُحْتاجِينَ، ثُمَّ خَتَمَ عَلَى قَلْبِهِ عَنْهُم أَجْمَعِينَ، فَكَيْفَ تَرسَخُ في قَلْبِهِ مَحَبَّةُ اللهِ لِلعَالَمِينَ؟

فَالَّذِينَ بِوَصَايَاهُ عامِلُونَ، اللهُ يَرسَخُ في قُلوبِهِم وَهُمْ فِي اللهِ يَرسَخونَ. وَبِرُسوخِ اللهِ فِينَا نَحنُ عارِفُونَ، أَنَّهُ تَعالَى في قُلُوبِنا مُقِيمٌ، بِفَيضِ رُوحِهِ الّذِي وَهَبَهُ لنا نَحنُ المُؤمِنينَ.

بِهَذَا نُدْرِكُ الفَرْقَ بَيْنَ عِيالِ اللهِ وَأَوْلِياءِ الشَّيْطَانِ اللَّعِينِ: كُلُّ مَن لا يَسعَى إِلى مَرضاةِ اللهِ لَيسَ مِن اللهِ، وَكَذَلِكَ مَنْ لا يُحِبُّ إِخْوَتَهُ المُؤْمِنِينَ.

وَهَذِهِ هِيَ الرِّسَالَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مُنذُ البِدايةِ: أََنْ كُونُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ مُحِبِّينَ.

يَا إِخْوَتِي، لا تَتَعَجَّبوا إِنْ كانَ أَهْلُ الدُّنْيَا لَكُمْ كارِهِينَ.