رَبَّاه رَبَّاه عَلامَ تَرَكْتَني ونأيْتَ عن إغاثَتي فَصارَتْ أقوالي جَئيرًا!…
ربَّاه أدْعوكَ نهارًا فَلا تَسْتَجيبُ وفي الليل لا أسْتريح!…
وأنت القدُّوس موضع تهاليل إسرائيل!…
لاذَ بِكَ آباؤنا لاذوا فَنَجَّيتَهُ،
واستَصْرَخوك فَأفْلَتوا وَبِكَ لاذوا فَما كانوا خائبين.
إنّي دودَةٌ وَلَسْتُ بِإنْسانٍ وعارُ البشَرِ وَحُثالَة الناس
الذين يُبْصِروني يَسْخَرون بي وَيَمِيلون بالرّؤوس:
لَقَدْ فَوَّضَ أمْرَهُ إلى المولى فَلْيُنْقذْهُ وَيُنَجِّهِ لِأنَّهُ رَضِيَ عنه!…
إنَّكَ أنْت أخْرَجْتَني مِن الْحَشا وَأرْكَنْتَني إلى ثَدْيِ أمّي.
إلَيْكَ أُلْقيتُ مِن الرَّحِم وَمِن بَطْنِ أمِّي أنْت الإله.
لا تَنْأ عَنّي فَالضُّرّ محيق وما مِنْ مُعين.
طَوَّقَتْني ثيران كَثيرةٌ واحْتَشَدَ عليَّ صَناديدُ باشان
لَقَدْ فَغَروا عليَّ أفْواهَهُم أُسُدًا مفترسةً مُزَمْجِرَةً،
فَصِرْتُ ماءً مُنْسَكِبًا وتَفَكَّكَتْ عظامي كُلُّها وأصْبحَ فُؤادي وَسَطَ أحْشائي شَمْعًا يَذوب
جَفَّ كَالخَزَفِ حَنَكي ولَصِقَ لساني بِفَكيّ وأسْلَمتْنَي إلى تُراب المنون
طَوَّقَتْني الكِلابُ وأحْدَقَتْ بي زُمْرَةُ الأشْرار، ثَقَبوا يَدَيَّ ورِجْلَيَّ
وبَدَتْ عِظامي كُلُّها وهم يَتَفرَّسون وَشَزْرًا إليَّ يَنْظُرون
إقْتَسَموا ثِيابي فيما بَيْنَهم وعَلى لِباسي يَقْتَرِعون.
أمَّا أنْتَ اللهُمَّ فلا تَنْأَ عنّي بَل أسْرِعْ إلى إغاثَتي أيُّها القَدير
أَنقِذْ مِنَ السَّيْفِ نفسي ووَحيدَتي مِنْ يَدِ الكِلاب
وَخلِّصْني مِن شَدْقِ الأسَدِ وأغِثْني من صولة المتكبّرين،
فأذيعَ اسمَكَ في إخْوَتي وأهَلِّلَ لَكَ بين الناس.
هَلِّلوا لله يا أتْقِياء الله وَمجِّدوه يا ذُرِّيّةَ يَعْقوبَ واخْشَوْهُ يا ذُرِّيَّةَ إسْرائيلَ أجْمَعين
لأنَّه ما أزْدَرى بُؤْسَ البائسِ وبهِ ما اسْتَهان ولا حَجَبَ عَنْهُ وَجْهَهُ وَإذا جَأر إلَيْهِ كان سميعًا.
ألْهَمْتَني التَهْليلَ في الجَمْعِ الغَفير: لأفِيَنَّ بِنُذوري أمام المُتَّقين
يَأكُلُ البائسون ويَشْبَعون ويُهَلِّلُ للمولى مَنْ فيه يَرْغَبون وتَحيا قلوبُكم أبَدًا.
أفَلا يَذْكُرُ المولى سكَّانُ أقاصي الأرض وإلَيْه يَؤوبون وتَسْجُد بَيْن يَدَيْك عَشائرُ العالَمين!…
إذِ المُلْكُ للهِ وَهُوَ على الأمَم سُلْطان.
يَأكُلُ سِمانُ الأرْض كُلُّهم ويَسْجُدون وَيَجْثون أمامَك الذين يَهْبِطون إلى التراب فإذا هم هامدون.
حَسْبُ اللهِ ذُرِّيَّة تَعْبُدُهُ على الدوام،
اصْطَفاها لِتُذيعَ بِرَّهُ لِلْجيل الجديد.

వినండి مزامير داود النبيّ المزمور الثاني والعشرون