أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ تفسير إنجيل يوحنا ١٥: ١-١٧Sample
ثمن عدم الثبات
يوحنا ١٥: ٦ – "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجًا كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ."
حذر يسوع تلاميذه وأخبرهم إن كان أحد لا يثبت فيه ستتوقف حياته عن النبض. فالغصن لن ينبض بالحياة إلا عندما يلتصق بجذع الكرمة؛ والمؤمن لا يستطيع أن يعيش حياة روحية إلا عندما يلتصق ويرتبط بالسيد.
تصف هذه الأفعال تدّرج حالة الشخص الذي لا يثبت: في البداية يَجِفُّ، يُجمع، يُطرح ثم يُحرق. ومثل باقي الأمثال، فالصورة التي استخدمها يسوع هنا لم يكن القصد منها وصف نظام لاهوتي كامل. ومع ذلك، هذا التدرج الموصوف ما هو إلا تحذير مهم لأخطار عدم الثبات.
التعابير التي استخدمها يسوع هنا مهمة للغاية. فهو لم يقل: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يأتي بثمر يطرح خارجًا، بل قال: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجًا. فهو يعلّم من الذي سيثبت فيه ومن الذي لن يثبت، ولكننا لا نستطيع نحن أن نميز هذا وفقًا لتقديرنا الشخصي للثمر الظاهري.
الغصن الجاف لا يحمل أي ثمر والمنفعة الوحيدة للأغصان الجافة هي أن تطرح في النار فتحترق. وهذه الإشارة إلى الحرق وٱلنَّارِ يشجع على الربط مع الجحيم الأبدي القادم ويحذر من العواقب الوخيمة لعدم الثبات.
فكر بوقع هذه الكلمات على مسامع التلاميذ. فقد أخبرهم يسوع للتو أنه سيغادرهم، ولكنهم لن ينفصلوا عنه، وأن عمل الروح القدس، الذي سيرسله الآب، سيثبتهم في يسوع، وأن انفصالهم عنه سيؤدي إلى دمارهم تمامًا - ربما كما حدث مع يهوذا.
يمكن تفسير هذه الفقرة بثلاث طرق مختلفة على الأقل خاصة فيما يتعلق بضمان مكانة التلاميذ في يسوع.
- يرى التفسير الأول أن تعبير يُطْرَحُ خَارِجًا يصف الذين كانوا يومًا مؤمنين، ولكن سينتهي بهم المطاف في الجحيم لأنهم لم يثبتوا ويثمروا. فقد كانوا في السابق تلاميذًا، لكنهم الآن سيُطْرَحون خَارِجًا.
- يرى التفسير الثاني أن تعبير يُطْرَحُ خَارِجًا يصف الذين يظهرون بمظهر التلاميذ، لكنهم لم يثبتوا حقًا في يسوع، ولهذا سيذهبون إلى الجحيم (مثل يهوذا).
- يرى التفسير الثالث أن تعبير يُطْرَحُ خَارِجًا يصف التلاميذ الذين لا يأتون بثمر وقد بددوا حياتهم هباءً واستهلكوها بالفعل (فيحترق)، ولكن هذا المقطع لا يصف مصيرهم الأبدي (مثل لوط، ابْنَ أَخِي إبراهيم).
يبدو التأكيد واضحًا: لا يوجد تلاميذ حقيقيون لا يثبتون. فعلى الغصن أن يبقى متصلًا بالكرمة وإلا سيفقد الحياة ولن يدوم طويلًا.
أخذ هذا التأمل من خدمة ’الكلمة الثابتة‘ لتفسير الكتاب المقدس بقلم القس ديفيد كوزيك.
Scripture
About this Plan
قال يسوع: «أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ». ادرس هذا النص الشهير من إنجيل يوحنا مستخدمًا تفسير الكلمة الثابتة للكتاب المقدس بقلم القس ديفيد كوزيك. تناقش هذه الخطة التي تبلغ مدتها ١٢يومًا كيفية الثبات في المسيح، وكيفية عدم الثبات فيه، وكيف يبدو الثمر بالنسبة لأتباع المسيح. تشجع بكلمة الله واُثْبُت بالمسيح، الكرمة الحقيقية!
More