كورنتوس الثانية 5

بسم الله تبارك وتعالى

بيتنا في السماء

1وَما أَجْسَامُنا فِي هَذِهِ الدُّنْيا إلاّ خِيَامُ الرَّاحِلِينَ، لا نُقِيمُ فِيهَا إلاّ قَلِيلاً، أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ؟! وَمَا مَصِيرُ هَذِهِ الأَجْسَامِ إلاّ البِلَى، فَهَلْ أَنْتُمْ مُعْتَبِرُونَ؟! وَلَنَا فِي الآخِرَةِ دِيارُ المُقِيمِينَ، إِنَّها أَجْسامٌ خالِدةٌ يُكَوِّنُها اللهُ وَلا تُكَوِّنُها أَيدي البَشَرِ الفانِينَ. 2إِنَّ أَبْدانَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا، يا أَحْبابِي، بُيُوتُ الأَلَمِ وَالأَنِينِ، نَحْنُ فِيهَا فِي شَوْقٍ عَظِيمٍ إِلَى أَجْسَامٍ سَمَاوِيَّةٍ خَالِدَةٍ، فِيهَا نَسْتَرِيحُ، 3وَما نُرِيدُ لِأَرْوَاحِنَا أَنْ تَحْيَا بِغَيْرِ أَبْدَانٍ حَتَّى لا نَكُونَ عُرَاةً، 4وَلَكِنَّنَا فِي الجِسْمِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا فِي أَلَمٍ لا يَلِينُ، لا لِأَنّنا لِتَرْكِ أَجسَامِنَا بَعْدَ المَوْتِ راغِبُونَ، بَل بِسَبَبِ رَغبَتِنا في أَنْ نُكَرَّمَ بِأَجْسامٍ جَديدةٍ مِنَ السَّماءِ، لِكَي يَبتَلِعَ الخُلدُ ما هُوَ فانٍ فِينا لا يَدومُ. 5اللهُ هُوَ الَّذِي وَعَدَنَا بِتِلْكَ الأَجْسَامِ الجَدِيدَةِ، وَهُوَ الَّذِي أَحَلَّ فِي قُلُوبِنَا رُوحَهُ تَقَدَّسَ وَتَعَالى ضَمَانًا أَنَّنا ناجُونَ، وَفِي النَّعِيمِ مُقِيمُونَ.

6فَإنَّنا بِوَعْدِ اللهِ هَذَا واثِقُونَ، رُغْمَ وُجُودِنا فِي هَذَا الجِسْمِ المُوَقَّتِ مُغْتَرِبِينَ عَنْ حَضْرَةِ مَوْلانَا عِيسَى فِي النَّعِيمِ، 7وَإِنَّنا نَحيَا لا بِما نَراهُ بَل بِإيمانِنا بِهذا الوَعْدِ الكَرِيمِ. 8نَعم، إِنَّنا عَلَى ثِقةٍ بِوَعْدِ اللهِ، نَرغَبُ في تَركِ هذا الجِسمِ الدُّنيَويِّ لِكَي نَلقى مَولانا عِيسَى وَنَكون مَعَهُ عِندَ اللهِ مُقيمينَ. 9إِنَّا إِلَى رِضَاهُ تائِقُونَ، سَوَاءٌ أَكُنَّا هَا هُنَا فِي دُنيَا العَبِيدِ، أَم كُنّا في جِوارِهِ المَجيدِ، 10وَإِنَّهُ عَلَينَا لِزَامًا أَنْ نَقِفَ يَوْمَ الحِسَابِ أَمامَ كُرسيِّ قَضاءِ سَيِّدِنا المَسِيحِ، حَتَّى يَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ جَزَاءَ ما عَمِلَ في حَيَاتِهِ، خَيْرًا

Currently Selected:

كورنتوس الثانية 5: TMA-C

Highlight

Copy