هل يتشاجر المؤمنون؟عينة

دعوة للتحرر

إنَّ المسألة جوهريًا هي مسألة غفران. "يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ..." إذ عُلق المسيح على ذلك الصليب الروماني القاسي، التمس الرحمة لأعدائه واستطاع أن يتفوه بهذه الكلمات العظيمة من شفتين مشققتين، نازفتين ومتورمتين من حرّ شمس الضحى. يا له من مثال جليل في الغفران! لقد أدى المسيح العقوبة كاملة من أجل خطية العالم، مات البار من أجل الأثمة. ونتيجة لموته الكفاري، تمَّت المصالحة بين الله والإنسان.

إنَّ المسيح هو مثالنا في حل النزاعات بالطريقة الصحيحة. وبعد قراءة هذا الكلام، أنا أدعوك إلى الرجوع إلى ماضيك الشخصي الجريح غير المعافى. قد يعود بك الأمر إلى سنين كثيرة، وقد يُعيد إلى ذاكرتك وجه أب أو أم أو ولد أو صديق، أو زوجة أو زوج سابقين، أو زميل في العمل أو مدير أو مدرب، أو راع، أو شقيق أو شقيقة. لقد جرحوك، وبقي الألم على مرّ السنين، حتى إنك لا تستطيع أن تسمع اسم أحدهم أو ترى صورته دون أن يطمو الغضب والارتياب في داخلك.

لقد حان الوقت للتقدم إلى الأمام. التمس حلاً. اطلب معونة من شخص آخر، إذا وجب عليك ذلك. ولكن امض قدمًا وأَنهِ الأمر. مهما اقتضى الأمر لكي تتحرر، فافعله. أدعوك أولًا إلى الوقوف وحدك عند قاعدة الصليب، رافعًا نظرك إلى المصلوب. هناك، صرِّف بكامل تصميم كلَّ ما تُضمِرُه من لوم. انظُرِ المسيح مُعلَّقًا هناك، نازفًا ومائتًا، وتقبَّل غُفرانه لك ولعدوِّك. وإذ تغفر، فأنتَ لا تتغاضى عن خطيَّة الآخرين إليك. ولكنَّك حقًّا تترك ذلك لله. ذلك هو ميدانُه، لا ميدانك. وتلك هي النِّعمة. وفي وسعك أن تمنحها للآخرين لأنَّك أنت أيضًا لا تستحقُّها. "يا أبتاه، اغفر لهم..." يا له من سبيلٍ للحياة!

وإذا واجهت مشاكلاً في تخطي الماضي الأثيم الذي غفره الرّب لك، تذكّر أنَّنا إذا كنا عدنا إليه بتوبة حقيقية من القلب، سنجد نعمة، مع أننا لا نستحقها. الرب يغفر جميع ذنوبنا. اعلم أنَّ الرب بانتظارك وهو يريد أن يستخدمك، "فَإِنْ طَهَّرَ أَحَدٌ نَفْسَهُ مِنْ هذِهِ، يَكُونُ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ، مُقَدَّسًا، نَافِعًا لِلسَّيِّدِ، مُسْتَعَدًّا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ." (٢ تيموثاوس ٢: ٢١)

صلاة:

يا رب، شكرًا لأنَّك حملت ذنوبي على الصليب وذنوب المخطئين إليَّ. ما أعظم الغفران الذي أظهرته لنا هناك إذ وأنتَ البار صرت لعنةً لأجلنا لتحمل عارنا. اغفر لي تكبّري وعدم غفراني للآخرين، وعلّمني أن اغفر لغيري كما غفرت لي أنت ذنوبي. عرّفني سبيل الحياة والحريَّة في كل نزاع يعترض طريقي، باسم يسوع، آمين.

حقوق الطبع ©️ محفوظة لدار منهل الحياة. لمزيد من الموارد، أو لشراء كتاب "رجل نعمة وهمَّة، بولس" للكاتب تشارلز سويندول، الذي اقتبسنا منه هذه التأملات، بإمكانك أن تزور موقعنا على https://darmanhal.org / أو Amazon:Dar Manhal al Hayat