هل يتشاجر المؤمنون؟عينة

مواجهة الاختلافات الصعبة

لقد كان لي نصيبي من الخلافات، وكان لك نصيبك. لنكن صادقين وإن آلمنا الأمر. كان لي بعض منها لم تُسَوَّ قط. ولكن الأغلبية منها، والشكر للرب، انتهت بصداقات مجددة. في حال حدث أن خضت نزاعًا مؤججًا، سيُعوزك أن تتذكر هذه الدروس الثلاثة التي أثبتت فعاليتها في مواجهة الاختلافات الصعبة.

أولًا، عند خوض خلاف، اعمل جاهدًا لرؤية وجهة النظر الأخرى. وذلك يبدأ بالإصغاء. تحلّى بثلاث صفات لا تأتي بسهولة: الصدق، الموضوعية، والتواضع. هذه هي الرزمة الكاملة لتولي أمر النزاع على طريقة الله. ولا شيء من ذلك يأتي بصورة طبيعية. فهذه الصفات تبلغ إزهارها التام كنتائج للحياة الممتلئة بالروح القدس. إنَّ كلمات بولس في فيلبي 2 توضّح الأسلوب. إنَّه لعمل صعب أن تضع نفسك محل الشخص الآخر ولكنه سبيل أساسي ورئيسي إلى المصالحة.

ثانيًا، حين يكون لكلا الطرفين شرعية ما، التمس تسوية معقولة. بما أنَّ الاثنان كان لديهما أوجه نظر منطقية ومدعمة ولم تكن أيَّةُ مسألة عقائديَّة مُلزِمة على الـمِحَك، كان بوسع بولس وبرنابا تقديم تسوية معقولة أو اقتراح خطَّة طوارئ لو توفرت الإمكانيّات. إنَّ التسويات المناسبة تُخفف كثيرًا من الألم الذي لا داعي له. كما قال ديڤيد آوغسبُرغر: "النِّزاع طبيعيٌّ، وعلى كلِّ امرئٍ أن يقطع مسافةً من الطريق في محاولة لحلِّ الأُمور. ولا بُدَّ أن يُفضيَ الاستعداد لإعطاء القليل إلى حلٍّ عمليٍّ يكون مُرضيًا للجميع."

ثالثًا، إنَّ التسوية بركة للعلاقات البشريّة لكن إذا استمرَّ النِّزاع، فاعتنِ جيِّدًا بالانتهاء إلى حلٍّ بدلاً من الفرار. إنَّ خبْط سمَّاعة التَّلفون بقوَّة في مُنتصَف مُكالَمة أو الخروج باندفاع عبْرَ الباب لا يحلُّ أيَّ شيء. كما أنَّ المعاملة بالصَّمت على سبيل الـمُناورَة لا تفيد أحدًا، ولا الفِرارُ من علاقةِ زواج، ولا التخلِّي عن وظيفتك بسخط وغضب. لا يتمُّ التَّصدِّي للخلافات بهذه الطرق، إنَّما ينبغي بذلُ الجهد للتوصُّل إلى حلٍّ ما. فاعكف على ذلك. إنَّه من أصعب الأعمال التي ستقوم بها، ولكنَّه أيضًا الأكثر مكافأةً. وكما قرأنا، قد يكون الحل هو الانفصال السلميّ والقسمة كما حدث مع بولس وبرنابا.

الأهم هو حل النزاع و التخطي. فإن الحقد يؤلم صاحبه طوال وجوده، بينما الغفران يساعد الشخص على العيش بسلام.

صلاة:

شكرًا يا رب على السلام الذي ضمنته لنا في المسيح يسوع. سامحني على العيش في الماضي وفي النزاعات القديمة غير المحلولة. علّمني أن أتعامل مع الأزمات بحكمة. اجعلني أسعى لفهم الآخر وايجاد تسوية فاهمًا أهميَّة الوصول إلى حلّ بدلًا من الفرار. أعطني القوَّة لأحيا بطريقة ترضيك، باسم يسوع، آمين.