هل يتشاجر المؤمنون؟عينة

القسمة والاستمرار

تنتهي القصة بطريقة رائعة للغاية: أبحر برنابا ومرقس باتجاه الجنوب الغربي، وسافر بولس وسيلا نحو الشمال سيرًا على الأقدام. فريقان متسلحان بالإنجيل مضيا إلى الأمام. وقد استودع شعب الله الفريق الأخير لنعمة الله. إنني أجد ذلك مُشجعًا إلى أقصى حد. فالله وحده يقدر أن يأخذ شيئًا بدا نهائيًا، أشبه بطريق مسدود، ليُحوّله إلى قوة فعالة في سبيل الخير. ذلك درس نحتاج كلُّنا أن نتعلمه.

فإن كان اليوم يحصل في حياتك أشياء ترى أنها سيئة وجميع الابواب مغلقة في وجهك، لا تيأس، بل آمن أنَّ الرب يعمل بطرق عجيبة وضع ثقتك بالخطة الرائعة التي أعدَّها لك الرب. فيقول الرب : لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً. (إرميا ٢٩: ١١)

حين يستعصي الحلُّ، اتَّفِق على عدم الاتِّفاق بغير أن تصير بغيضًا. وأعتقد أنَّ بولس وبرنابا فعلا ذلك. فإنَّ بولس لم يُعارض قطُّ برنابا لـمَّا كتب في ما بعد إلى الكنائس التي سبق أن أنشأاها. وفي جميع رسائله لن تجد صفعةً واحدة مُسدَّدة إلى رفيقه السابق. وليس من دليل على أنَّ برنابا لعق جروحَه أيضًا.

هل لي أن أُضيف كلِمة نُصحٍ؟ تخطَّ الأمر! يُذهِلُني كيف يُطيل كثيرون جدًّا التفكير في مَظالِم الماضي. وقد ينزفون من جُرح أصابهم في الماضي البعيد. الحقيقة هي أنَّ مهما كان ما يُبقيهم في قبضته، فإنَّهم لم يتخطَّوه قطُّ. وكما تعلَّمنا، لم يخدم بولس وبرنابا معًا مرَّةً ثانية. ولكنَّ الأُمور جرَت حسنًا في النِّهاية. لقد تخطَّيا الأمر. أقول صادقًا إنَّ الانفصالات لا تؤدِّي إلى نهايات سيِّئة. فإنَّ بعضًا من معاهد اللاهوت وُلِدَت من كُورِ نزاع. وبعض الكنائس البارزة بدأت نتيجةً لانشقاقٍ بَشِع. حان الوقت لنُباشِرَ بالتقدُّم إلى الأمام.

أحسن مارتن لوثر التعبير تمامًا بهذه الكلمات القليلة: "في الجوهريَّات: وحدةٌ. وفي غير الجوهريَّات: حرِّيَّة. وفي كلِّ شيء: محبَّة."

صلاة:

أبانا السّماوي، شكرًا لأنَّ لديك خطة عظيمة لحياتي وحياة كلّ من أولادك. ساعدني لأصنع السلام بالتسوية في وقت النزاع، وإن لم ينفع الأمر، ساعدني لأقبل الانفصال بمحبَّة وسلام منتظرًا البدايات الجديدة من يدك. أعطني القوة والايمان لأحيا بحرَّية بحسب ما تدعوني إليه، عالمًا أنَّه يوجد رجاء للأفضل مهما اشتدّ النزاع، باسم يسوع، آمين.