هل يتشاجر المؤمنون؟عينة
نظرة حيادية
سأطلب إليك اليوم أن تؤدي دور القاضي لكن ينبغي الالتزام بالحياد. سأقدِّم القضيَّة بشكل سؤال: أينبغي أن نعطي فرصة ثانية لشخص فرَّ في المرَّة الأولى من مسؤولية جدّية؟ بحسب برنابا: "نعم، مهما كلَّف الأمر." وبحسب بولس: "لا، على الإطلاق." موقف برنابا هو: إنَّني مدرك بأنَّ يوحنا مرقس تركنا وكان الأمر صعبًا، ولكننا اجتزنا ذلك. وهو الآن يحتاج إلى تشجيعنا، بل إلى تأييدنا. أما بولس فموقفه مختلف تمامًا: لقد أثبت لنا أنه مُتخاذل. فالأمانة هي أوَّل صفة مطلوبة في نظر الله وفي نظري أيضًا.
برنابا كان يهمه أمرُ الرَّجُل أَمَّا شاول فكان يحمي الرسالة. وبرنابا تطلَّع إلى المستقبل، أما بولس فلم يتخط الماضي. بالنسبة إلى بولس، اختُصرت القضية بالافتقار إلى الموثوقية. قد تقول الآن: ألم يكن بولس واعِظَ النعمة؟ وهو بنفسه كان مضطهدًا للكنيسة في ما مضى. ويعلم يقينا أنه قد نال فرصة ثانية. فيم كان يُفكّر؟ ليعطِ فرصة للفتى!
لكن قبل أن تقول ذلك، اسمح لي بأن أسألك بضعة أسئلة: هل تقرض مالاً لشخص لم يُوفِ أوَّل مبلغ استعاره منك؟ أو هل تسمح لابن أختك بأن يستخدم الشاليه الذي تملكه في الجبل إذا كان قد أفسد المكان في عطلة الربيع السنة الماضية؟ هذا يجعلك تشعر بالتوتر! لهذا السبب نشبت "مشاجرة" بين الرجلين.
لا شك في أنَّ الله يُقدِّم فُرَصًا ثانية. ولكنه أيضًا يعتبرنا مسؤولين أمامه. إنَّه إله نعمة، ولكنه أيضًا مثال العدل. كتب عالم العهد الجديد المشهور أ. ت روبرتسن: "لا يمكن أن يلوم أحد برنابا على إعطاء نسيبه يوحنا مرقس فرصة ثانية، ولا بولس على خشيته من المجازفة ثانية. قد يُجاري حكم المرء بولس، ولكن قلب المرء يجاري برنابا."
لا بد أنَّ هذا الاختلاف في الرأي كان حقاً مشاجرة فإنَّنا لا نقرأ ثانية عن مرافقة بولس لبرنابا. وتوجَّب على بولس تخطي الكثير قبل أن يتمكن من كتابة: "الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ ... المحبَّة لَا تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا." لكنَّه ألقى مرساته في بحر المحبَّة وهذا الأهم. أعرف مؤمنين بالمسيح يأبون أن يُكلِّموا بعضهم بعضًا بسبب اختلافاتهم، مؤمنين يُخيَّل إليهم أنه يجب الانتظار حتَّى تُحرِّرهم السماء من تلك المشاعر السلبية الأثيمة. مهلاً، مهلاً: أتلك طريقة صالحة للعيش؟ وهل يمكن تصوّر الضغينة والمرارة اللتين تمتدان إلى الأجيال اللاحقة؟ علينا جميعاً أن ننمو في النعمة ونصل إلى المحبَّة.
صلاة:
شكرًا يا رب على النعمة التي وهبتني إياها. سامحني على عدم إعطاء فرصة ثانية لبعض الأشخاص في حياتي، وعلى عدم مواجهة البعض الآخر حين كان ينبغي عليَّ ذلك. ساعدني لأسوي أيّ خلاف قائم بيني وبين أخ أو أخت لي في المسيح، وأن أتقبّل الآخر وأحبّه حتّى إذا كان لا بدَّ من الانفصال، باسم يسوع، آمين.
الكلمة
عن هذه الخطة
من الغريب أن نسمع عبارة "مؤمنان يتشاجران" أو "مبشران يتشاجران"، ولكن هذا أمر قد حدث بالفعل مع بولس و برنابا. إذاً، نعم، قد يتشاجر مؤمن مع أخيه المؤمن. في هذه السلسلة، وعلى مدى ثمانية أيام، سنتطلع إلى أسباب هذا النزاع بين بولس وبرنابا وسنتعلَّم كيف نتعامل مع أوجه النظر المختلفة وكيف يستخدمها الله للخير. سنختتم بالكلام عن التحرّر من جروح النزاعات التي قد تؤثّر في حياتنا.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: darmanhal.org