هل يتشاجر المؤمنون؟عينة

جدال يجلب لنا الفرج

كان بولس و برنابا متفقان على القيام بالرحلة لكن كان هناك لكل منهما رأي مختلف في مسألة اصطحاب يوحنا الذي يدعى مرقس. فكان برنابا مصرًّا على اصطحابه بينما كان بولس رافضًا للفكرة تمامًا. استمر الجدال وبامكاننا التخيُّل أنَّه كلّما زاد الشجار، ازدادت حدة الحرارة في نقاشهما الكلامي. إلا أنَّ أيَّا من الفريقين لم يُذعن للآخر. وأخيرًا كان القرار أن تُفضَّ الرفقة. لقد كان بينهما اختلافات لا تسوّى. (كم أتمنى لو أعطيت عشرة دولارات في كل مرة أسمع فيها ذلك العذر، لكنت اغتنيت).

نتيجة المشاجرة كان الشرخ. وفي المشاجرة التي نشبت كشف المبشران القويا القلب أنفُسَهُما بما فيهما من عيب. وبطرق ما يؤتيني شجارهما شيئًا من الفرج. كتب جي كامبيل مورغن عن هذه المصادمة: "أنا أتعزَّى كثيرا كلَّما قرأت هذا المقطع. أنا شكور على إعلان بشرية هذين الرجلين. فلو لم أقرأ قط أن بولس وبرنابا تنازعا، لوجب عليَّ أن أخاف. إنَّ هذين الرجلين لم يكونا من الملائكة، بل كانا من البشر."

لقد كان هذان رجلين صالحين وتقيين. ولكن من الجوهري أن نتذكر أنهما لم يكونا رجلين كاملين. فلا بُدَّ أن تفكير برنابا باصطحاب رجلٍ فارٍّ وقع في التجربة كان بمثابة لكمة لبولس. ولا بد أنَّ برنابا خاب أمله بشدة لكون بولس لم يعطِ نعمةً كافية لمسامحة يوحنا مرقس والسماح له بأن يُسافر معهما. وما أنسب كلمات الدكتور بوب كوكس هنا: " إِنَّ الله يحتفظ لنفسه بحق استخدام الأشخاص الذين يخالفونني في الرأي"!

من المهم أن ندرك أننا لن نحرز تقدمًا عظيمًا في الحياة ما لم نقبل أنَّ هنالك آخرين يختار الله أن يستخدمهم مع أنهم لا يعتنقون قناعاتنا.

صلاة:

يا رب، شكرًا لأنَّ كلمتك تنير الذهن وتعطي الأمل إذ تظهر حقيقة حاجتنا المستمرة إليك. سامحني على كلّ مرَّة لم أقبل فيها رأي الآخرين أو أردت التسلط عليهم بقراراتي. علّمني أن أسمع صوتك لأحيا بمنظورك الذي يعطي فرصة لكل خاطئ ويفرح باستخدام كلّ إنسان مهما كانت ضعفاته. آمين.