هل يتشاجر المؤمنون؟عينة

موقف يكاد أن لا يصدَّق

بعض الأمور تبدو غير لائقة إلى درجة تكاد أن لا تُصدق. فقبل عدة سنوات سمعت عن مراسل شاب تمّ تكليفه بقضاء وقت مع الأم تيريزا. وكانت مهمته أن يُقدّم لقطة فوتوغرافية عن عمل حياتها. وخلال مقابلته، سأل المراسل إن كان هناك شيء آخر حلِمَت مرَّة بالقيام به فكان جوابها: "حسناً، أردت دائماً أن أكون مضيفة طيران." ولما سمعتُ بذلك، بدا لي الأمر غير لائق. تصوّر الأم تيريزا في البدلة الرسمية، تقدّم المرطبات والوجبات المصغرة على متن الطائرة. فالأمر يبدو في غير محله.

غالباً ما تتضارب تصنيفاتنا مع الواقع، ونصادف وضعاً غير لائق البتة بحيث نضطر إلى إعادة التفكير في كلّ ما اعتقدنا يوماً بأنه صحيح. قد يكون ذلك متعلقاً بأحلام راهبة لها قلب خادم، أو قد يكون الأمر متعلقاً برؤية مبشرين مُمرَّسين يخوضان مشاجرة شديدة، والتساؤل كيف يُعقل أن يحدث ذلك؟! لا يمكن أن تكون جاداً فالمبشرون لا يتشاجرون بل إنَّ كل ما يفعلونه هو الصلاة وعيش حياة تفان وشهادة عن الرب. أليس كذلك؟

الحقيقة هي أنَّهم يعيشون بالميول البشرية نفسها نحو العناد والأنانية ونفاد الصبر وسرعة الانفعال، شأنهم شأننا كلنا. هذا هو الحقّ صريح بشأن واقع الحياة ولم يكن بولس وبرنابا استثناءين. فلو لم يضبطا أنفسهما لدخلا فعلاً الحلبة وتلاكما. إلا أنهما لم يكونا رجلين جسديين ابتغيا أن ينال أحدهما من الآخر. لقد كانا ذينكَ الرَّجُلَين اللذين أذهلانا باستجابتهما الرائعة حيال الظروف القصوى. إنَّ عمل روح الله فينا هو العنصر الوحيد الذي من شأنه أن يساعدنا.

صلاة:

شكراً يا رب على رحمتك وغفرانك. إنَّ طبيعتنا البشرية ضعيفة لكن طوبى لمن يحيا بقوّة روحك. علّمني أن أكون صانع سلام لا صانع نزاعات وأرشدني بروحك القدوس لاتخاذ قرارات حكيمة تكون بحسب قلبك، آمين.