أنا أختار السلامعينة

اختيار السلام في الظروف الصعبة

عندما انتشر فيروس كوفيد 19 لأول مرة في أنحاء العالم في ربيع 2020، دول بأكملها أجبرت مواطنيها على المكوث بالمنازل، اكتشف الكثيرون وقتها أن الدعائم التي استندوا عليها لمنحهم السلام – أي آلهتهم – قد فشلت في دورها. وكان علينا أن نواجه افتقارنا إلى القناعة.

في طبيعتنا الساقطة، نحن لا نشعر بالاكتفاء. جزء من هذا يرجع إلى التصميم الإلهي، فقد جبلنا الله وبداخلنا شوق إلى النمو الروحي. ولكن التركيز على الذات يشوه هذا الطموح الذي وهبه الله لنا – أصبحنا نسعى للحصول على المزيد من المال، المزيد من السلطة، المزيد من الأشياء. وكل تلك الأشياء التي نعتقد أنها ستشبعنا نكتشف في نهاية المطاف أن إشباعها وقتي. ومن ثم نشعر بالسخط مرة أخرى.

والنقيض الآخر هو الانفصال، إذا كنت لا تهتم بأي شيء، فيمكنك أن تكون قانعًا بما لديك. لكن هذا يؤدي إلى إخماد المشاعر والإصرار على إنكار الذات.

وكلاهما ليسا حلاً. كيف لنا إذًا أن نختبر السلام الذي نتوق إليه في الظروف الصعبة؟ يعطينا بولس الرسول الإجابة في فيلبي 4.

"فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ." (فيلبي 4: 11- 12).

وكما هي الحال تقريبًا في كل شيء في الحياة المسيحية، إنها رحلة، وليست حلاً فوريًا. يقول بولس الرسول مرتين في هذا المقطع القصير، "لقد تعلمت". لقد تعلم أنه من الممكن أن يتمتع حقًا بالسلام في كل موقف في الحياة لأن السلام لا يعتمد على الظروف. لكنه يعتمد على الثبات في علاقة عميقة مع يسوع.

ويتابع بولس الرسول في نفس المقطع "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي." (فيلبي 4: 13).

إليك خلاصة القول: الحصول على السلام ليس قبولاً سلبيًا للوضع الراهن. إنه التأكيد الإيجابي بأن الله قد وفر كل احتياجاتك. أنت مدعو إلى السلام في كل الظروف، ولديك بالفعل كل ما تحتاجه للدخول فيه.