أنا أختار السلامعينة

لديك سلام

في يوم من الأيام، بينما كان يسوع وتلاميذه يعبرون بحر الجليل في قارب صيد صغير، هبت عليهم عاصفة شديدة. ارتطمت الأمواج بالقارب. ارتعب التلاميذ جدًا. وما كان منهم إلا أن أيقظوا يسوع، الذي كان نائمًا في مؤخرة القارب، وسألوه "أما يهمك أننا نغرق؟" (مرقس 4: 38). استيقظ يسوع وأمر العاصفة فهدأت. ثم سألهم عن سبب خوفهم. في ظروف قد تجعل معظم الناس في حالة من الهلع، كان يسوع يتمتع بسلام عجيب وخارق للطبيعة.

وأنت أيضًا لديك نفس السلام. لقد ترك يسوع سلامه لأتباعه في الليلة التي سبقت صلبه. السلام جزء من الحزمة التي تحصل عليها عندما تدخل في علاقة مع الله في المسيح.

"سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ." (يوحنا 14: 27).

من السهل إخماد سلام الله، بالقلق والتركيز على المستقبل، والدخول في صراعات مع الآخرين.

يميل الناس إلى البحث عن السلام في أحد ثلاثة مصادر. بالنظر إلى الداخل، في محاولة للوصول إلى السلام من مصدر يكون الاعتماد فيه على النفس وهذا لا يمكننا الوثوق به.

أو بالنظر إلى الخارج، نعتقد أننا إذا أنجزنا أمورًا، وتغلبنا على مواقف وقمنا بمهام، ستتوافق رغباتنا مع ظروفنا عندها سنجد السلام الذي نبحث عنه.

إن النهج الذي يمكننا الاعتماد عليه، والذي يؤسسنا في الحق الكتابي هو النظر إلى أعلى. السلام هو شخص، وليس حالة (أفسس 2: 14). عندما نثق في يسوع، ونتكل عليه، ونثبت فيه، فإننا ننمي الإيمان والمحبة والطاعة لطرقه وهذا يجلب لنا سلامه الذي هو تعبير غني وكامل عن مشيئة الله لنا في كل موقف نواجه.

لكن عليك أن تختاره. عليك أن تدرب قلبك وذهنك أن يستقبلاه بالإيمان. هذا لا يعني أن كل شيء سيسير دائمًا بالطريقة التي نبتغيها. لكنه يعني أنه يمكننا أن نعيش حياتنا كأتباع للمسيح نختبر السلام الخارق للطبيعة، سواء كانت أيامنا هادئة أو مليئة بالعواصف.