أمام الخسارة والموتعينة

قوّة القيامة

كان ستيڤ وآن يَجلسان في غُرفةِ الطَّعام في صباحِ أحدِ الأيَّامِ لتناوُلِ الفطور والقراءةِ والاسترخاء. وكانت كلبَتُهُما الصَّغيرةُ جيجي نائمةً على أريكةٍ في شُرْفَةٍ ذاتِ نَوافِذ زُجاجيَّة. وفجأةً، سَمِعَا صوتَ ارتِطامٍ عنيفٍ، وشَعَرَا بأنَّ الغُرفة اهتزَّت. وبسببِ ذلك الصَّوتِ العَالي، قَفَزَت جيجي مِنْ مكانِها على الأريكة. لم تَنْجُمْ عن ذلك الارتطامِ أيَّةُ أضرارٍ سِوى أنَّ كبرياءَ الكلبةِ الصَّغيرةِ جُرِحَتْ. راح الزَّوجان يَبحثانِ عن سببِ تلك الجَلَبَةِ الكبيرة، ولكنَّهما لم يَعْثُرا على السَّببِ إلى أنْ شَاهَدا صَقْرًا كبيرًا مَطروحًا على الأرض خلفَ النَّافذة. كان الصَّقْرُ قد نَزَلَ بسُرعةٍ مِنَ السَّماء وَأشْهَرَ مَخَالِبَهُ للانقضاضِ على الكلبة دون أن يُلاحِظ وُجودَ تلك النَّوافذِ الزُّجاجيَّةِ الحامية. بعد دقائق، أَفاقَ الصَّقْرُ مِنْ غَيبوبَتِهِ وطَارَ واختَفى في السَّماءِ تارِكًا وراءَهُ وَجْبَتَهُ المَنشودة.

كذلك فإنَّ إبليسَ يُريد أن يُنَشِّبَ مَخالِبَهُ فينا. ولكِنَّ قُوَّةَ القيامةِ تُوفِّرُ لنا جِدارًا حَامِيًا لا يُمكِنُ اختراقُه. وقد يَستَمِرُّ الشَّيطانُ في المُحاولةِ إلى أنْ يُغْمَى عليه، ولكنَّه لا يَستطيعُ أن يَفْتَرِسَنا. فلأنَّ المسيحَ مَاتَ، صَارَتْ لنا حياةٌ. ولأنَّ المَسيحَ قَامَ، صَارتْ حَياتُنا أبديَّة.

كانَ جيسي إيرڤن أوڤرهولتزر، مُؤسِّسُ خِدْمَةِ الكِرازةِ للأطفال، يَتَقَدَّمُ في السِّنِّ. وقد عَلِمَ أنَّه بَقِيَتْ أمامَه سنواتٌ قليلةٌ في هذه الحياة. لِذا قام هو وزوجتُه رُوْث بدعوة مُمَرِّضَةٍ شَابَّةٍ مِنَ الهندِ للإقامةِ معَهُما في الوقتِ الَّذي كانت تَدرس فيه في مَعْهَدٍ مُجاورٍ تابِعٍ لخدمةِ الكرازةِ للأطفال. وعندما كان أوڤرهولتزر يُصاب بنوبةٍ مَرَضِيَّة، كانت تلك المُمَرِّضَةُ تَسْهَرُ معَه طَوالَ اللَّيل. وفي الصَّباح، كانت تَذهبُ لحضورِ الصُّفوفِ كما لو أنَّها نامَتْ طَوالَ اللَّيل. قالت رُوْث لزوجها: "أليسَ مِنَ الجميل أن يكون المَرْءُ شَابًّا ومُفْعَمًا بالحياة؟" أجاب أوڤرهولتزر: "أجل، ولكِنَّ الأجمَل مِنْ ذلك هو أن يكون مُسِنًّا ومُسْتَعِدًّا للذَّهاب إلى السَّماء."

أَلاَ نُريدُ أن نُرَتِّبَ أحوالَ حياتِنا ومنازلِنا ونُفوسِنا الأبديَّة استعدادًا لتلك اللَّحظة؟ نحن نقولُ إنَّنا نريدُ أن نكون مُستَعِدِّين، ولكنَّ المشكلةَ هي أنَّ الموتَ هو في قِمَّةِ لائحةِ مَخاوِفِنا. فإنْ كُنْتَ مُؤمِنًا مَسيحيًّا تَعيشُ في قَلَقٍ دائمٍ مِنَ الموت، حَتَّى إنْ كان ذلك القَلَقُ قليلًا، أتمنى لك الاستعاضةَ عن خوفِك بالرَّجاءِ والطُّمأنينةِ الكِتابِيَّيْن. إنَّ أصحابَ الإيمانِ القويِّ يموتون بسلام. أمَّا غيرُ المؤمنين فيموتون في رُعْبٍ وعذاب. وصلاتي هي أن تُساعِدَكَ الحقائقُ الكِتابِيَّةُ على النُّمُوِّ في إيمانِك بالمسيحِ لكي تكونَ حياتُه هو، لا موتُك، سَبَبًا في تَرَقُّبِ المستقبلِ بفرح.

صلاة

أبي السماوي، شكراً من أجل موت المسيح وقيامته الظافرة التي صار لي بها حياة أبديَّة مضمونة. شكراً على الغلبة التي لي في المسيح فأنا غالب ولا شيء يقدر أن يفصلني عنك لأنَّك أنت معي. اجعلني أصرخ مع عبدك بسلام وسرور: لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح. لك كلّ المجد، آمين.

حقوق الطبع © محفوظة لدار منهل الحياة. لمزيد من الموارد، أو لشراء كتاب "لنا رجاء" لديفيد جيريمايا الذي اقتبسنا منه هذه التأملات، بامكانك أن تزور موقعنا: https://darmanhal.org/

Amazon.com: dar manhal al hayat