أمام الخسارة والموتعينة

أمام الخسارة والموت

يوم 5 من إجمالي 6

الحلّ للخوف من الموت

مِنْ لَحْظَةِ السُّقوطِ في جَنَّةِ عَدْنٍ إلى لَحْظَةِ موتِ يسوعَ الكَفَّارِيِّ، استَخدَمَ إبليسُ الموتَ لكي يُحْكِمَ سَيطرتَهُ على البَشَرِ ويكونَ هو آخِرَ مَنْ يَضحَك. فالشَّيطانُ يُثيرُ في النَّاسِ الرَّغبةَ في التَّعَدِّي على شرائعِ الله، ثُمَّ يُراقبُهم يَحْصُدون الموتَ لأنَّه أُجرةُ خطاياهم. فقد كَتَبَ بولُس: "أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ، وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ" (1كورنثوس 15: 56). يا لَهُ مِنْ نِظامٍ مُحْكَم! لقد أخفَقْنا في أن نكونَ مُطيعينَ فَمُتْنا بسببِ ذلك– كُلَّ مَرَّة.

لكن بِمَوتِ ابنِ اللهِ وقيامتِه، كما أنَّ دَاوُد أَخَذَ سَيْفَ جُلْيات وقَطَعَ رأسَهُ بِه، فإنَّ يَسوعَ أَخَذَ سِلاحَ الشَّيطانِ وهَزَمَهُ به. بدا الصَّليبُ نَصْرًا سَاحِقًا للشَّيطان، ولكنَّه كان على النَّقيض تمامًا مِنْ ذلك. فعندما دَفَعَ المسيحُ بِمَوتِه أُجرةَ الخطيَّة، نَزَعَ الشوكة مِنْ دينونةِ إبليس. فالَّذي لَهُ سُلْطان الموت قد هُزِم. يُعْلِنُ كاتِبُ الرِّسالة إلى العِبرانِيِّين أنَّ يَسوعَ قد غَلَبَ الموتَ بالموت، وأنَّه بقيامته حَرَّرَنا مِنَ الخوف مِنَ الموت. لقد دمَّر سِلاحَ الموتِ الَّذي كان يَستخدِمُهُ إبليس. ومع أنَّ الشيطان لا يزال حَيًّا وعامِلًا، فإنَّ إخفاقَهُ نَتيجةٌ مَحتومَة. لِذا فإنَّه يُحاولُ الانتصار في المعاركِ الصُّغرى لأنَّهُ خَسِرَ الحرب إلى الأبدِ.

أَمَلُ الشَّيطانِ الأخيرُ هو أن يُقنعَكَ بأن تَعيشَ كما لو أنَّ الاِنتصارَ الَّذي أَحْرَزَهُ المَسيحُ لم يَحدُث. وهو يَتَمَنَّى أن يَراك مُسْتَعْبَدًا للخوفِ مِنَ الموت. كَتَبَ فيلو، وهو فيلسوفٌ يَهوديٌّ عاشَ في القرنِ الأوَّلِ م.: "لا يوجد شَيءٌ مَحْسوبٌ بِدِقَّةٍ مُتناهيةٍ لاستعبادِ العَقْلِ أكثر مِنَ الخوفِ مِنَ الموت." ولا شَكَّ في أنَّ كاتِبَ الرِّسالةِ إلى العِبرانِيِّينَ كان مَسيحيًّا مُثَقَّفًا مِنْ أصْلٍ يَهودِيٍّ، ورُبَّما كان مُطَّلِعًا على كلماتِ فيلو لأنَّهُ عَبَّرَ عن الفكرةِ نفسِها حينَ قال إنَّ أولئك الَّذين يَعيشونَ في خَوْفٍ مِنَ الموت "كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ". لِذا، إذا كُنْتَ تَخافُ الموتَ، فإنَّ خوفَكَ هذا قائمٌ على كِذْبَة. والحَقُّ الإلهِيُّ هُوَ الَّذي سيُحَرِّرُك (يوحنَّا 8: 32).

المؤمنون يَحْيَوْنَ برجاءٍ له تأثيرٌ في هذه الحياةِ وفي الآخِرَة. هذا ما يقوله الرّسول بولس في 1 كورنثوس 15، ويُضيف "إِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لاَ يَقُومُونَ، ‘فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ لأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ!’" (الآية 32ب)... فهو لا يَتَّكِلُ على المسيحِ ليعيشَ على الأرضِ حياةً فَيَّاضةً فَحَسْبُ، بل إنَّه يَتَّكِل عليه في هذه الحياةِ وما بَعْدَها... رجاءُ المُؤمِنِ المَسيحيِّ هو رجاءٌ يَتحكَّمُ لا بِحياتِنا الحاليَّةِ فَحَسْبُ، بل أيضًا بما نَتَرَقَّبُ حُدوثَهُ بعدها. هناك طريقتان فقط لمواجهةِ المستقبل: إمَّا بخوف، وإمَّا بإيمان. والأشخاصُ الَّذين يعيشون بإيمانٍ في ابنِ الله (غَلاطِيَّة 2: 20) سيَجِدون أنَّ مخاوفَهم، ولا سِيَّما الخوفَ مِنَ الموت، تَتلاشَى عِنْدَ التَّأمُّل في الضَمانِ الَّذي يُوَفِّرُهُ هو شخصيًّا وفي صِدْقِ وُعودِه.

صلاة

يا سيِّدي الربّ، أنت تقول إنَّ لا خوف في المحبَّة فالمحبَّة الإلهيَّة الكاملة تطرح الخوف خارجًا. لذلك أرجوك أن تزيد حبّي لك فلا يُرعبني الموت، ولا يُخيفني أيّ أذى لأنَّك أنت معي. الربُّ لي فلا أخاف، هو معيني، به أحتمي، آمين.

يوم 4يوم 6

عن هذه الخطة

أمام الخسارة والموت

إنَّ الخسارةَ أمرٌ مَحتومٌ في الحياة. فلا يوجدُ شيءٌ مَنظورٌ يَدوم. وواحدةٌ مِنَ الحقائق المؤلمةِ في الحياةِ هي تلك اللَّحظةُ الَّتي نَعرِفُ فيها هذه الحقيقة. فرُبَّما نَفْقِدُ صديقًا أو نَخْسَرُ عملًا أو نَخْسَر ثَروتَنا؛ ولكنَّ الحياةَ تَستَمِرّ. في هذه السلسلة من التأمّلات، سنتمعّن في ما تُعلّمنا كلمة الله عن الخسارة والموت.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://darmanhal.org