أمام الخسارة والموتعينة

أمام الخسارة والموت

يوم 4 من إجمالي 6

الحياة أقوى من الموت

إنَّ العَدَّ التَّنازُلِيَّ للموتِ يَبتدئُ في لحظةِ الولادة. فأنا وأنتُم نُحْتَضَرُ في هذه اللَّحظة. لكن توجد مُفارَقَة: فَمَعَ أنَّ الموتَ يَبتدئُ عندما نُولَد، فإنَّ الحياةَ تَبتدئُ أيضًا عندما نُولَدُ ثانيةً مِنْ رُوحِ اللهِ بواسطةِ الإيمانِ بالمسيح. وبحسب تعريف يَسُوع للحياة الأَبَدِيَّةِ في يوحنَّا 17: 3، نعلم أنَّنا إذا عَرَفْنا اللهَ بواسطةِ يسوعَ المسيح، فإنَّنا نحْيا الحياةَ الأبديَّةَ الآنَ، على الرَّغمِ مِنْ أنّنا لم نمُتْ جسديًّا. وإنْ كُنْتَ تَحْيا الحياةَ الأبديَّةَ الآن، فإنَّ الموتَ هو مُجَرَّدُ فَاصِلٍ قصيرٍ جِدًّا لهذه الحياة الَّتي تَحْياها؛ التي لا نهايةَ لها.

الكتابُ المُقدَّسُ يُقَدِّمُ لنا الحقيقةَ كاملةً بخصوصِ الموت. فهو ليس أمْرًا نَخافُ منه، بل هو رِحْلَةٌ ابتدأتْ في لحظةِ وِلادتِنا، وَسَتُتَوَّجُ عند وصولِنا إلى وُجْهَتِنا النِّهائيَّة؛ أيْ عندما نصيرُ مُشَابِهِينَ صُورَةَ المَسيحِ إلى أبدِ الآبِدين (رُوْمِيَة 8: 29).

إنَّ مَعنى كلمةِ "مَوْت" هو: "الاِنفصال". والكتابُ يَتحدَّثُ عن ثلاثة أنواعٍ مِنَ الموت. فهُناكَ الموتُ الجسديُّ الَّذي هو انفصالُ الرُّوحِ والنَّفسِ عن الجسد. وهُناك الموتُ الرُّوحِيُّ الَّذي هو انفصالُ الرُّوحِ البشريَّةِ عن اللهِ في هذه الحياة. وهناك الموتُ الثَّاني الَّذي هو الاِنفصالُ عن الله إلى الأبد. لأُزيلَ أيَّ سُوءِ فَهْمٍ لهذا الموضوعِ سأستخدم مُعادلة رياضيَّة سهلة: إنْ وُلِدْتَ مَرَّةً فإنَّكَ ستَموتُ مَرَّتَيْن، ولكِنْ إنْ وُلِدْتَ مَرَّتَيْنِ فإنَّكَ ستَموتُ مَرَّةً فقط (وحَتَّى قد تَنْجو مِنْ ذلك الموتِ إنْ عَادَ يَسوعُ إلى الأرضِ في فترةِ حياتِك).

جميعًا وُلِدْنا مَرَّةً في الجسد. ولكِنْ إنْ لم نُوْلَدْ وِلادةً ثانيةً بواسطةِ رُوحِ الله وكلمتِه (يوحنَّا 3: 3- 8؛ 1بُطْرُس 1: 23)، فإنَّنا سنَموتُ مَرَّتَيْن: الأولى جَسَدِيًّا عندما تَفْنَى أجسادُنا، والثَّانية عندما يَحينُ مَوعدُ دينونةِ الله الأخيرة. أمَّا إنْ وُلِدْنا ثانيةً بواسطةِ الإيمانِ بيسوعَ المسيح بِصِفتِه مُخَلِّصًا لنا، فإنَّنا سنَموتُ جَسديًّا، ولكنَّنا لن نَموتَ ثانيةً. وهذا هو ما قَصَدَهُ الرَّب حين قال: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ" (يوحنَّا 11: 25- 26).

صلاة

يا سيِّدي الربّ، أنتَ إله الأحياء لأنَّ مَن يؤمن بك يحيا إلى الأبد. ما أجمل وعدك هذا لنا. لك كلّ السلطان والقوَّة وأنت تعلم كلّ ما نجهله. شكرًا لأنّك تلدنا ثانية لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات. أنت حيّ إلى الأبد وسنحيا معك. لك كلّ المجد والعظمة، آمين.

يوم 3يوم 5

عن هذه الخطة

أمام الخسارة والموت

إنَّ الخسارةَ أمرٌ مَحتومٌ في الحياة. فلا يوجدُ شيءٌ مَنظورٌ يَدوم. وواحدةٌ مِنَ الحقائق المؤلمةِ في الحياةِ هي تلك اللَّحظةُ الَّتي نَعرِفُ فيها هذه الحقيقة. فرُبَّما نَفْقِدُ صديقًا أو نَخْسَرُ عملًا أو نَخْسَر ثَروتَنا؛ ولكنَّ الحياةَ تَستَمِرّ. في هذه السلسلة من التأمّلات، سنتمعّن في ما تُعلّمنا كلمة الله عن الخسارة والموت.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://darmanhal.org