أمام الخسارة والموتعينة
قبول حقيقة الموت
الموت. هل هو موضوعُك المُفَضَّل؟ ليس موضوعيَ المُفَضَّلَ أنا أيضًا. أنا لا أُحاولُ أن أُعَكِّرَ صَفْوَ يَومِكَ، بل أريدُ أن أُشِيرَ فَحَسْبُ إلى أنَّ الموتَ في نظرِ أُناسٍ كثيرين هو أعظمُ خوفٍ وأكبرُ تشويش. فعندما يموتُ شخصٌ، أَسْمَعُ أُناسًا كثيرين يقولون: "إنَّه في مكانٍ أفضل" معَ أنَّهم كانوا قبلَ مَوتِه يُصَلُّون لأجلِه نهارًا وليلًا ويُحاولون إبعادَه عن ذلك المكان.
لقد قال وودي آلن: "أنا لستُ خائفًا مِنَ الموت، ولكنِّي لا أريدُ أن أكونَ هناك عندما يَحدُث ذلك." ومِنَ الواضِحِ أنَّه فَكَّرَ في الأمرِ لأنَّهُ قال أيضًا: "أنا لا أريدُ أن أنالَ الخُلودَ بواسطة عملي، بل أريدُ أن أنالَ الخُلودَ بواسطةِ عدمِ الموت. فأنا لا أريدُ أن أعيشَ في قلوبِ سُكَّانِ مَدينتي، بل أُفَضِّلُ العيشَ في بيتي."
نحن نَنظُرُ إلى الموتِ كما لو أنَّه أسوأُ كلمةٍ بذيئةٍ لا يَليقُ النُّطْقُ بها. وعوضًا عن أن نقولَ ببساطةٍ: "لقد مات فُلان" فإنَّنا نَلجأُ إلى ألفاظٍ لطيفةٍ مِثْل: "ذَهَبَ إلى مكانٍ أفضل" أو "انتَقَلَ إلى مَثواه الأخير" أو "لقد رَقَد" أو "لقد فَارَقَ الحَياة". وإنْ كُنْتَ مُغرَمًا بشكسبير، رُبَّما تقولُ إنَّه قد "لاقَى وَجْهَ رَبِّه".
لقد كَتَبَ المُؤرِّخ فيليب آريس في كتابه "ساعة موتنا" أنَّ النَّاسَ في الماضي كانوا يَنظرون إلى الموتِ نَظرةً عاديَّةً بِوَصفِه جُزءًا مِنَ الحياة. ولم يَكُنِ الأشخاصُ الأصغرُ سِنًّا بِمَنْأًى عنه. لكن بسببِ شُعورِنا بعدمِ الارتياح، نحن نُحاولُ في أغلبِ الأحيانِ أن نَتنَاسَى الموت. ونَتظاهرُ بأنَّ النَّاسَ لن يموتوا. ونُغَيِّرُ الموضوعَ عندما يَرغبون في مُناقشتِه. ثُمَّ نَنْقُلُ الأمواتَ عَبْرَ دهاليزِ المُستشفياتِ البيضاءِ المُعَقَّمة، ونَعْزِلُهُمْ عن بُيوتِنا وكُلِّ ما هو مألوف. الأغلبيَّةُ مِنَّا يَفعلون كُلَّ ما يَلْزَمُ لإبعادِ أعيُنِهم عن واقعِ الموت.
يقول جوزيف بايلي إنَّ الموتَ هو المُسَوِّي الأكبرُ بين البَشَرِ جميعًا. فهو ليس عندَه مُحاباةٌ ولا يُبْرِمُ صَفْقاتٍ. نحن نَسبَحُ في الفضاءِ في مَكُّوكٍ يَدور. وكُلُّ شخصٍ مِنَّا مُعَرَّضٌ لموتٍ مُفاجِئٍ في أيَّةِ لحظة، ولا أحدَ سَيَنْجو. الفَرْقُ هو أنَّنا جميعًا نَعلَمُ أنَّنا سنَموت، لكنَّ الفُرصَةَ ما تزالُ مُتاحةً أمامَنا للاستعداد!
صلاة
شكرًا يا ربّ على الحكمة التي تُعلّمها لأولادك. مخاوفي كثيرة، لكن لديّ كلّ الإيمان بكلامك لأُواجه الحقائق وأقبلها وأسلّمها لك. الموت قريب من الكلّ، لذلك أنت تدعوني لأكون مستعدًا. من فضلك ادخل إلى زوايا قلبي واملأها بسلامك. وعلّمني أن أسهر فيكون مصباحي مشتعلًا حتّى ساعة لقائك. باسم يسوع، آمين.
عن هذه الخطة
إنَّ الخسارةَ أمرٌ مَحتومٌ في الحياة. فلا يوجدُ شيءٌ مَنظورٌ يَدوم. وواحدةٌ مِنَ الحقائق المؤلمةِ في الحياةِ هي تلك اللَّحظةُ الَّتي نَعرِفُ فيها هذه الحقيقة. فرُبَّما نَفْقِدُ صديقًا أو نَخْسَرُ عملًا أو نَخْسَر ثَروتَنا؛ ولكنَّ الحياةَ تَستَمِرّ. في هذه السلسلة من التأمّلات، سنتمعّن في ما تُعلّمنا كلمة الله عن الخسارة والموت.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://darmanhal.org