أمام الخسارة والموتعينة

أمام الخسارة والموت

يوم 2 من إجمالي 6

هناك لذّة أعظم

إنْ كُنَّا نَتَعَرَّضُ للخَسارةِ والاضطهادِ فإنَّ هذه الأمورَ لا تُحَدِّدُ هُويَّتَنا. ولأنَّنا نُلقي رَجاءَنا على الله فإنَّنا نَجِدُ فَرَحًا داخِلِيًّا فيه. وحَتَّى عندما لا تكونُ أحوالُنا مُبْهِجَةً، يُمكِنُنا أن نَتَلَذَّذَ بالرَّبِّ.

ما الأمر الَّذي يَجعلُكَ مُبتَهِجًا؟ إنَّ الكلمة "تَلَذَّذ" تُشيرُ إلى القناعةِ أو البهجةِ القُصوى. فأنا أستَمتِعُ جِدًّا حين يلتفُّ جميعُ أفرادِ عائلتي مِنْ حَوْلي وأستمعُ إلى كُلِّ ما هو جديدٌ في حياةِ أحفادي. وواحدٌ مِن أفضلِ الأوقاتِ لَدَيَّ هو أن أقضيَ وقتًا مُنفردًا معَ زوجتي وتَوأمِ روحي طَوالَ هذه السِّنين. فلا أحدَ يَعرفُني أكثرَ مِمَّا تَعرِفُني هي. ونحنُ نَخلُقُ عالمَنا الصَّغيرَ الخاصَّ بنا عندما نكونُ معًا. لكِنّي أَجِدُ أعمقَ لَذَّةٍ في الرَّبِّ. فيُمكنُني أن أَلتَجِئَ إليه بِغَضِّ النَّظرِ عمَّا يَحدُثُ في عالَمي. والحقيقةُ المُدهشةُ هي أنَّه يُتَلَذَّذُ بي. ولا يُمكنُني أن أعرِفَ السَّبب، ولكِنَّها الحقيقة.

كما أنَّ أولادي وأحفادي يُدركون أنَّه ليس من وقتٍ لا أَبْتَهِجُ فيه برؤيتِهم، فإنَّ الله يَبتَهِجُ بأولادِه. ويجبُ علينا أن نَتَلَذَّذَ به لا لأنَّنا "مُضْطَرُّون" بل لأنَّنا لن نَلقى لَذَّةً أعظمَّ مِن هذه في الحياة. وعندما نَبتَهِجُ ابتهاجًا حقيقيًّا وصَادقًا بالرَّبِّ، بِمَعزِلٍ عن أيِّ تفكيرٍ في أيِّ كَسْبٍ سوى الاقترابِ إلى الله، سَنَجِدُ أنَّ سُؤْلَ قُلوبِنا مُنسجِمٌ مع سُؤْلِ قَلبه. وحينئذٍ، يُمكنُنا أن نحيا وَفْقًا لمشيئتِه، وأن نُصَلِّي وَفْقًا لها أيضًا. لِذا فإنَّنا نختبر فَرَحَ الرَّبِّ باتِّباعِ إلَهِ الفَرَحِ في فَرَحِه. والوَعْدانِ المذكوران من نحميا والمزمور 16 يَتَحَدَّثانِ عن هذه الفكرة.

عندما لا تَسيرُ الأمورُ كما نَتَمَنَّى، وتَلْحَقُ بنا خَسارةٌ، غالبًا ما نَشعُرُ بالبؤس. وكُلَّما زادَتْ مُقاومتُنا للسُّقوطِ في بالُوعةِ اليأس، غُصْنا فيها أكثر. أمَّا إذا أَلْقَيْنا رَجاءَنا على الله بِغَضِّ النَّظر عن أحوالِنا، فإنَّ فَرَحَهُ سَيَصيرُ قُوَّتَنا. إذ حين نَتَلَذَّذُ به نحصُلُ على طاقةٍ جديدةٍ، وأفكارٍ جديدةٍ، ومَوارِدَ جديدةٍ تُعينُنا على المُضِيِّ قُدُمًا.

صلاة

فرحًا أفرح بك يا سيِّدي الرب. أسمع صوتك وأطلب وجهك مؤمنًا بالكلام الموحى به القائل "تلذَّذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك". لذلك أنا أفرح معترفًا بأنَّ يومًا واحدًا في ديارك خير من ألف بعيدًا عنك، وطوبى للإنسان المتوكِّل عليك، آمين.

يوم 1يوم 3

عن هذه الخطة

أمام الخسارة والموت

إنَّ الخسارةَ أمرٌ مَحتومٌ في الحياة. فلا يوجدُ شيءٌ مَنظورٌ يَدوم. وواحدةٌ مِنَ الحقائق المؤلمةِ في الحياةِ هي تلك اللَّحظةُ الَّتي نَعرِفُ فيها هذه الحقيقة. فرُبَّما نَفْقِدُ صديقًا أو نَخْسَرُ عملًا أو نَخْسَر ثَروتَنا؛ ولكنَّ الحياةَ تَستَمِرّ. في هذه السلسلة من التأمّلات، سنتمعّن في ما تُعلّمنا كلمة الله عن الخسارة والموت.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://darmanhal.org