أمام الخسارة والموتعينة

أمام الخسارة والموت

يوم 1 من إجمالي 6

يوجد عالمان

يعيش أُناسٌ كثيرون فقط لأجل هذا العالَمِ وهذه اللَّحظة، كما هو مَذكورٌ في القِصَّةِ الَّتي سَرَدَها يَسُوعُ عن صاحبِ البيتِ الغَنِيِّ الجاهل. فقد اتَّكلَ هذا الرَّجُل على مُمتلكاتِه. وذاتَ ليلةٍ، سَمِعَ اللهَ يَقولُ له: "يَا غَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟" (لوقا 12: 20).

وثمّة فريق آخر يرون أنفسهم نُزَلاءَ وغُرَباءَ يتَّجهون إلى عالَمٍ أبديٍّ. ولكِنْ لا بُدَّ أنْ نَمُرَّ جميعًا في هذا العالَمِ المادِّيّ. فهذا العالَمُ ليس منزلَنا. وعندما نَترُكُهُ فإنَّ أيَّة مُمتلكاتٍ تَرَكْناها وراءَنا سيأخذُها آخَرون. فهذا يَعني أنَّنا ذاهبون إلى مكانٍ أفضل.

إنَّ الخطأَ يَكْمُنُ في اعتقادِنا بأنَّ البيتَ أو المُمتلكاتِ أو المُقْتَنَياتِ هي كُلُّ شيءٍ لدينا. والأشياءُ المادِّيَّةُ تُبْهِرُنا لسببٍ واحدٍ: أنَّها مَلموسَة. أمَّا الإيمانُ والرَّجاءُ وثَمَرُ الرُّوحِ فهي أمورٌ لا يُمكِنُنا أن نُمسِكَها بأيدينا، أو أن نَتَفَحَّصَها، أو أن نَشتريَها أو نَبيعَها. وعندما نَسْمَحُ للأشياءِ المَلموسَةِ الزَّائلةِ أن تُعَطِّلَ إدراكَنا للأمورِ غيرِ المنظورةِ الَّتي لا تَزولُ، نكونُ قد فَقَدنا قُدرتَنا على إدراكِ قيمةِ الأشياءِ الحقيقيَّة. أنا لا أُنكرُ قيمةَ الأشياءِ المادِّيَّة. فَكُلُّ شيءٍ خَلَقَهُ اللهُ هو حَسَنٌ، بما في ذلك العالَمُ المادِّيّ (التَّكوين 1: 31). ومِنَ المؤكَّدِ أنَّني سأتضايقُ جِدًّا إن خَسِرْتُ منزلي. ولكنِّي أعلَم أنَّ أمورًا كهذه يُمكن أن تَحدُث، وهي تَحدُث بالفعل.

لِذا فإنَّ السُّؤالَ المَطروح هو: إنْ خَسِرْنا منازلَنا ومُمتلكاتِنا وحساباتِنا المَصْرِفِيَّةَ واستثماراتِنا، وفَقَدْنا أيَّةَ ضَماناتٍ ماليَّةٍ، فإلى أين نَلْتَجِئ؟ وهل يَقولُ اللهُ أيَّةَ كلماتٍ مُطَمْئِنَة؟

صلاة

في يوم ضيقي دعوتك يا رب فاستجبت لي. أنت ترسٌ لي، تخبّئني في مظلتك، في يوم الشر تسترني. علّمني أن أفهم طبيعة الحياة العابرة وأن أُثبِّت نظري عليك وعلى الحقائق الأبديَّة لأكون غنيًّا للَّه. باسم يسوع، آمين.

يوم 2

عن هذه الخطة

أمام الخسارة والموت

إنَّ الخسارةَ أمرٌ مَحتومٌ في الحياة. فلا يوجدُ شيءٌ مَنظورٌ يَدوم. وواحدةٌ مِنَ الحقائق المؤلمةِ في الحياةِ هي تلك اللَّحظةُ الَّتي نَعرِفُ فيها هذه الحقيقة. فرُبَّما نَفْقِدُ صديقًا أو نَخْسَرُ عملًا أو نَخْسَر ثَروتَنا؛ ولكنَّ الحياةَ تَستَمِرّ. في هذه السلسلة من التأمّلات، سنتمعّن في ما تُعلّمنا كلمة الله عن الخسارة والموت.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://darmanhal.org