علّمنا أن نصلّيعينة

غذاء الرُّوح: تناوُلُ وجبةٍ معًا

أحَدُ أكبر الإحباطات في حياتي هو تحويل غذاء الرُّوح إلى عملٍ تجاريّ. بعد أن عشتُ في أتلانتا نحو عقدٍ من الزمن، أستطيعُ أن أتحدَّث بهذا الأمر من واقع خبرتي. تمتلئ أتلانتا بالكثير من أماكن تقديم الوجبات السَّريعة للنَّاس الذين يطلبونها من دون إزعاجهم بطول الانتظار. من النَّاحية النَّظريَّة، تُقدِّم هذه الأماكن الطَّعام نفسه، لكنْ عندما لا تتأنَّى في طَهْوِ الطّعام وتحوِّله إلى وجبةٍ سريعةٍ جاهزة، فإنَّك تغيِّر ماهيَّة الطعام، وتُقلِّل من قيمته الغذائيَّة.

يُعدُّ وقتُ الانتظار جُزءًا أساسيًّا من غذاء الرُّوح لأنَّه يرتبط بالعائلة والأصدقاء، ويتعلَّق بالاجتماع معًا والاستمتاع بعضنا مع بعضٍ في أثناء الانتظار، وبالرَّاحة أيضًا معًا لاحقًا في حالةِ الخمول التي تحدُث بعد تناوُل الطَّعام. يجب أيضًا أن نُفكِّر في الصَّلاة بهذه الطَّريقة.

تبدأ الصَّلاة الربَّانيَّة بعبارة "أبانا الذي في السَّماوات" (متَّى 6: 9)، وتُركِّز على ما هو أكثر من الأمور المجازيَّة الوُدِّيَّة لترسيخ علاقاتنا بأبينا وبعضنا ببعض؛ فنبدأ بثقةٍ ثابتةٍ ونحن نسأل أبانا الذي على قمَّة الترتيب الهرميّ. يعلِّمنا الربُّ يسوع في هذه الصَّلاة أنَّنا في عوزٍ شديد، لكنَّ الله سخيٌّ جدًّا على نحوٍ لا يُمكن تخيُّله. حين نصلِّي لأجل تدبير احتياجاتنا والغفران والحماية لأنفسنا وبعضنا بعضًا، فإنَّنا جميعنا نتمتَّعُ بصلاح الله الغزير، وهو حريصٌ جدًّا على مشاركته معنا؛ فغذاؤه الرُّوحي هو غذاؤنا الذي يدعونا كي نتذوَّقه معًا، بوصفنا عائلةً، بالصَّلاة.

كما يقول مارك دَڤِر: "من المستحيل الإجابة عن سؤال ‘مَنِ المؤمن بالمسيح؟’ من دون أن ينتهيَ الحوار بالحديث عن الكنيسة، أو على الأقلّ هذه هي الحال في الكتاب المقدَّس." إذا كانت الصَّلاة تتشبَّث بالرَّجاء الذي نتشاركه في المسيح، فيجب أن تعكسَ وحدتَنا في المسيح. وإذا كان للصَّلاة شكلُ الإنجيل، فيجب أن يكونَ لها شكلُ الكنيسة بالتبعيَّة.

صلاة

أبانا الذي في السماوات، شكرًا لأنّك أبي ولأنّ لي إخوةً مؤمنين كثيرين في العالم أجمع. علّمني أن أصبر بينما ننتظر معًا كعائلة في المسيح لنشهد عملك في حياتنا. وأعطني بركة الشركة والصلاة مع مؤمنين آخرين، باسم يسوع، آمين.