علّمنا أن نصلّيعينة

الحاجة المستمرّة الى الصلاة

ليس ممكنًا أن تكون مؤمنًا بالمسيح من دون صلاة، كما لا تستطيع أن تحيا من دون تنفُّس. لقد أدركَ التَّلاميذ في مرقس 14 عند سجودهم أنَّ النَّومَ أسهلُ بكثيرٍ من التضرُّع إلى الله، وكلُّ مَن يحتاج إلى الصَّلاة أكثر يكتشفُ أنَّها أمرٌ لا يحدُثُ على نحوٍ طبيعيّ.

أقول هذا لأنِّي رأيتُ أشخاصًا كانوا جبابرةَ بَأسٍ في الصَّلاة، وأعرف أنِّي لستُ واحدًا منهم، لكنَّ والدتي كانت بين أولئك الجبابرة. أتذكَّر أنِّي كنتُ أُشاهدها تعودُ إلى المنزل من العمل كلّ يومٍ وتُلقي التحيَّة علينا بإيجازٍ وتدخُل غرفتها. في هذه الأيَّام، كان بابُ غرفتها متصدِّعًا، وكنتُ أُحاول النظر إليها من شقوق الباب، فوجدتُها جاثيةً على ركبتَيها بجوارِ سريرها لتُصلِّي وتَخرُج شخصًا مختلفًا. كانت تفعل ذلك كلَّ يوم إلى يومنا هذا، ولا تُنهي المكالمة الهاتفيَّة معي قبل أن تُصلِّي لأجلي. وإنْ نَسِيَتْ، تُعاود الاتِّصال بي وتترك رسالةً صوتيَّةً بالصَّلاة التي رفعَتْها لأجلي. وكان والدي أيضًا رجلَ صلاةٍ ويفعل الشَّيء نفسه. وحين زرعَ والداي كنيسةً عام 2001، ورثَتْ كنيستُهُما جيناتِ الصَّلاة منهما بالطريقة ذاتها التي ورثْنا نحن بها أنفَيْهما.

كان والداي والرُّعاة والوعَّاظ والمؤلِّفون الذين أثَّروا فيَّ جميعهم رجالًا ونساءً جبابرةَ بَأسٍ في الصَّلاة، وكنت أشعُر بالخزي حين أُقارن محاولاتي الفُضَل في الصَّلاة بهم. أعرفُ معنى أن تكون محاربًا في الصَّلاة لأنِّي شاهدتُ محاربين كثيرين في الصَّلاة، وليس لأنَّني جسَّدت هذه الصِّفة طَوال حياتي المسيحيَّة في الإيمان. في معظم رحلتي، وجدتُ نفسي أفتقرُ إلى الصِّفات التي أُحبُّها. إنَّ الصَّلاة حيويَّة وضروريَّة للحياة الرّوحيّة مثلها في ذلك مثل عمليَّة التنفُّس.

صلاة

أبي السماوي، أشعر بالخجل والعار من كثرة المعرفة والتعليم وقلّة التطبيق في حياتي. أصرخ إليك من كلِّ قلبي؛ أريد أن أكون جبار بأس يعيش باتِّكال عليك، محاربًا بالصلاة، متيقِّنًا أنَّ التغيير ينبغي أن يحصل فيً أولاً. نعم سأصبح شخصًا مختلفًا بالعيش في محضرك. لك كلُّ المجد، آمين.