علّمنا أن نصلّيعينة

التنفُّس مجددًا

الحياة التي يعيشها أغلب المسيحيّين اليوم تكشف عن تعاملهم مع الصَّلاة على أنَّها أمرٌ خاصٌّ يُستخدم للتعامل مع الأشياء التي لا يمكنهم حلَّها بمفردهم. نحن لا نتعامَل مع الصَّلاة على أنَّها عمليَّة تنفُّس، بل كوصفة طبِّيَّة الهدف منها أن تُخلِّصنا من العدوى. وبمجرَّد أن تنتهيَ العدوى، تتوقَّف صلواتنا وتقلّ حماستُنا. لكنَّ الصَّلاة عمليَّة تنفُّس.

ربَّما أنت تعشقُ العملَ الجادَّ والشَّاقَّ في الخدمة، أو حشو الوقت بحيث لا يتبقى لك أي وقت لتقضي وقتًا ممتعًا بالشركة مع الإخوةفي محضر الرب. يوجد اقتباس خطير يُبرِزُ قُصورنا في الصَّلاة: "مؤمنٌ بلا صلاة، مثل إنسان بلا تنفُّس!" أعترفُ بكلّ جِدِّيةٍ أنَّه لم يسبقْ لي أن قرأتُ اقتباسًا أقوى وأصعب من هذا الاقتباس عن الصَّلاة. لأنّ عمليَّة التنفُّس- بوصفها استعارةً تُجسِّد الصَّلاة المسيحيَّة- تعبّر عن الكثير من كينونةِ الصَّلاة، وتُذكِّرنا بأنَّ الصَّلاة أساسيَّة لوجودنا وحياتنا.

التنفُّس ضروريٌّ ومهمٌّ لحياتنا وأفعالنا ونشاطاتنا. وبالمثل، الصَّلاة أساسيَّة وحيويَّة ومرتبطةٌ بوجودنا الحاليِّ واستمرار حياتنا؛ فالصَّلاة عمليَّة تنفُّس، وهنا يكمن ما أعتقد أنَّه أكبر مشكلة: قلَّة الصَّلاة وليس عدم الصَّلاة. لأنَّ قلَّة الصَّلاة نوعٌ من التَّظاهُر والزّيف وتحفُّظ الضَّمير والوهم والضَّلال. ويظهر تقديرُنا القليل للصَّلاة في قلَّة الوقت الذي نُخصِّصه لها. حين تكون الصَّلاة متفرِّقةً وغير منتظمةٍ، كافيةً فقط لتهدئة الضَّمير، نقع عندئذٍ في مشكلة.

هل ترى خطورةً في قلَّة الصَّلاة؟ حين ترفع الصَّلاة، ذلك يعلِّم الكنيسة أنَّها تحتاجُ حقًّا إلى الرَّبِّ وحدَه، لكنْ حين تغيبُ الصَّلاة، فإنَّ ذلك يؤكِّد افتراضَ أنَّنا على ما يُرام من دون الله.

صلاة

يا ربّ سيّدي، إنَّني أرى نفسي في الكلمة المكتوبة "وُزنتَ بالموازين فوُجدتَ ناقصًا"، فسامحني على ضعفي وعدم تقدير الجلوس في محضرك. أنا أُدرك أنَّ الحياة دون تنفّس بالصلاة تُدمّر النفس. إنّي بحاجة إليك لتُنهضني وتعلّمني أن أصلّي وأتنفّس بانتظام. أشكرك لأنّك تسمع وتستجيب، باسم يسوع، آمين.