علّمنا أن نصلّيعينة
الأولويَّات
نرى في مسير يسوع مع تلاميذه أنَّه عندما تعلَّق الأمر بالصَّلاة، قال التَّلاميذ ليسوع: "عَلِّمْنَا" (لوقا 11: 1). أي أنَّهم أعلنوا له عمليًّا: "نحن بحاجة إلى التعلُّم. إنّنا نعلم كيف نتحدَّث إلى أصدقائنا، ونعرف كيف نتحدَّث إليك وأنت بيننا، لكنَّ الصَّلاة تبدو كأنَّها أمرٌ مختلفٌ لا نعرفُ كيف نفعله."
فأجاب يسوع بتعليمات تجمعُ مختلف الطُّرق التي يتحدَّث بها الكتاب المقدَّس عن الصَّلاة (راجعْ متَّى 6: 9-13؛ لوقا 11: 2-4). الدرس الأوّل هو أنَّ هناك أولويَّات.
لم يكُن جاكسون، ابن أخي، البالغ من العمر عامَين يعرف بوجود الكعك حتَّى جاء عيد الشُّكر الأوَّل له، إذ أحضر الجيران لنا كعكةً إسفنجيَّة، وهكذا تغيَّرتْ حياتُه كلُّها. وبعد أن كان معتادًا أن يتغذَّى بالسيريلاك والفواكه والخُضَر المهروسة وأقلام التَّلوين ومزيج من كلِّ ما سبق، بدأ الآن بتذوُّق مزيجٍ من الأطعمة التي تركَتْ أثرًا مختلفًا في نفسه. بعد استنتاجه أنَّ تلك المتعة الجديدة تُسمَّى "كعكة"، أدرك أنَّ بوُسعه الحصول عليها بلهجةٍ آمرة: "كعكة! كعكة!". كانت هذه أوَّل كلمةٍ يتفوَّه بها في كلِّ مرَّةٍ يأتي إلى بيتنا: "كعكة!" وكنتُ دائمًا أُسارع بإحضارها إليه، حتَّى تدخَّلتْ زوجتي قائلة: "جاكسون، إنْ كنتَ تريد كعكة فلا تطلبْها بهذه الطَّريقة، بل قُل: أريد كعكةً من فضلك." وبدأنا بتعليم الصَّغير جاكسون طريقةَ السُّؤال والجواب. فكلَّما طلب "كعكة!"، أجبْناه قائلَين: "جاكسون، كيف تطلب كعكة؟" فيُجيب سريعًا: "أُريد كعكةً من فضلك!" وعلَّمْناه العمليَّة الصَّحيحة للحصول على ما يحتاج إليه من دون التَّشكيك في رغبته.
أمَّا يسوع فيتعامَل مع الصَّلاة على نحو مختلف؛ فهو لا يُصحِّح مشكلتنا في طريقة سير العمليَّة كما فعلتُ أنا وزوجتي، بل يُخاطب مشكلتَنا في تحديد الأولويَّات. يقول جون تشارلز رايل: "أخبرْني بصلوات الشَّخص، فأخبِرك سريعًا بحالته الروحيَّة." بينما يُعلِّمنا يسوع الصَّلاة، لم يبدأ بالكيفيَّة التي نطلب بها، بل علَّمنا ما علينا طلبُه؛ فقد حدَّد الأولويَّة قبل أن يُعلِّمنا سَيْرَ العمليَّة، ومن هنا يُمكننا أن نبدأ.
الصَّلاة أكثر من مجرَّد سدّ الاحتياجات. إنَّها تبدأ بالاشتياق إلى الحضور الإلهيِّ قبل تدبيره، لكنْ يجب ألَّا تنتهي عند هذه النُّقطة لأنَّنا ما زلنا ننتظر من الله أن يسدّ احتياجاتنا. وحين يُطالبنا الله بعدم إعطاء الأولويَّة للطَّعام والملبس، فلا يعني هذا أننا لا نحتاجُ إليهما. بل يدعونا الربُّ يسوعُ إلى أنْ نطلبَ ثلاثةَ أمورٍ بالتحديد: التدبير والغفران والحماية. وهذه الأمور ليست الوحيدة التي يُمكننا أن نطلبها من الله، لكنَّها تمدُّنا بنموذجٍ لِما يجب أن نعطيَه الأولويَّة.
صلاة
يا رب، عبدك سامع، أريد أن أسمع وأن أتعلَّم. من فضلك خذني في رحلة معك وعلّمني ما عليّ طلبه، آمين.
عن هذه الخطة
ما هو دور الصلاة في حياة المؤمن؟ ولماذا ينبغي أن نتعلَّم كيف نصلّي فرديًّا وجماعيًّا؟ هذا ما سنتأمّل به في هذه السلسلة.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/