ٱلْحَدِيدُ بِٱلْحَدِيدِ يُحَدَّدعينة

كيف تنال الاحترام

أعظم هدية تهديها لأي شخص هي الاحترام. وبالنسبة لنا كأتباع للمسيح أهم شيء نقدمه للآخرين هو الاحترام والتقدير. ومن المثير للاهتمام أن الرب يسوع المسيح شخصيًا تكلم عن هذا المفهوم وحكى عنه مرارًا وتكرارًا وعن كيفية تطوير مواقف قلبية سليمة وطريقة تفكير صحيحة للتعامل مع الآخرين. أشهر ما تعلمنا من الرب يسوع في موعظته الشهيرة على الجبل هو المبدأ الذي يشار إليه في معظم الأحيان بـ "القاعدة الذهبية" عندما قال: "فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ" (مت 7: 12). بالطبع علينا واجب أخلاقي وروحي لنعامل الجميع باحترام، لكن لا يعني أبدًا بالمقابل أن الناس سيعاملونا باحترام متبادل. فتوقعك أن كل الناس تحترمك وتقدرك طوال الوقت توقع غير منطقي وغير واقعي. وإذا كان هذا توقعك، فأنا أؤكد لك أنك في الطريق نحو الغضب والإحباط وخيبة الأمل. ولكن أفضل شيء هو أن تقدم الاحترام للجميع دون رفع سقف توقعاتك من الجميع وبهذا ستعيش بسلامة وطمأنينة. ونحن كأتباع للمسيح مطلوب منا بصورة دائمة ومستمرة أن نبذل كل جهدنا وطاقتنا في إزالة "الشوائب" التي في شخصيتنا ومعدننا من الداخل، لأن هذه الشوائب سوف تعوق إكرامنا للآخرين وتقديم الاحترام لكل الناس. ولو طلبت منك اليوم بإلقاء نظرة داخلية؛ ما هي الصفات التي تمتلكها وتجعلك شخص جدير بالاحترام؟ هل أنت إنسان لطيف؟ هل أنت صاحب مبدأ؟ هل تعيش بقيم راقية وصادقة؟ هل تقدر أن تعبر عن هذه القيم بلطف وتروي وحنان؟ هل تفي بوعودك للناس والتزاماتك معهم؟ هل لديك التزام بالوقت والاعتراف بالأخطاء؟ هل تخدم الآخرين دون مقابل؟ أؤكد لك اليوم وبناءً على كلمة الله القائلة: "أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي"لو كانت هذه تصرفاتك وسلوكك ومعاملاتك مع الآخرين ومواقفك بشكل مستمر حتمًا سوف تكسب احترام الناس ويعلي الله مقامك ويصنع منك إنسان مميز ومؤثر. من الممكن أن تتساءل: إلى هذا القدر تقديم الاحترام مهم في حياتنا؟ سأكتفي بالقول وباختصار شديد أن الاحترام الذي انت بتقدمه (لمن يستحقه أو لا يستحقه) سوف يلهم كل من حولك وستوسع دائرة تأثيرك وتصبح شخص إيجابي ومؤثر لكل الأشخاص الذي تتعامل معهم. إن كل الناس المحترمة الله يستخدمها بطرق فعالة ويصنع منها قادة فعالين في المستقبل. وأؤكد لك أن صيتك الحسن وسمعتك المشرفة سوف تفتح أمامك أبواب واسعة على مصراعيها عندما تقدم الاحترام والإكرام لكل الناس.