ٱلْحَدِيدُ بِٱلْحَدِيدِ يُحَدَّدعينة

كلمة عظيمة

أحب اللغات بشكل عام وعملت في مجال اللغويات لفترة من حياتي المهنية. أحب الكلمات والمفردات والمصطلحات الجميلة في اللغة، وخصوصًا لغتنا العربية الجميلة "لغة الضاد". الكلمات واللغة بشكل عام هي سبيل لتوصيل الأفكار وأساس التواصل مع الآخرين ولكن لو سألنا أنفسنا "ما هي أعظم كلمة في الوجود؟" من الممكن أن تكون بعض الكلمات مرشحة للانضمام للقائمة مثل "المحبة" أو "صديق" أو "رجاء" أو "أمل". هذه الكلمات بارزة واضحة جدًا ولكني أقترح اليوم كلمة أخرى نحتاجها أكثر في حياتنا اليومية وهي كلمة "شكرًا".

نحن بطبيعتنا البشرية لا نعبر عن شكرنا بكثرة وخصوصًا عندما نفكر بأن شكرنا أحيانًا يشجع الآخرين؛ تجد أن ردة فعلنا الداخلية: "لتؤجل قول شكرًا لمرة قادمة" أو "من الممكن أن هناك وقت مناسب أكثر من الآن" أو "سوف أشكر على أمر أكبر وأعظم". لكن سأكون صريح معك اليوم وأبلغك أن التعبير عن الشكر يوطد علاقاتك كما أن التعبير عن الشكر يقلل من الأنانية ويجعلنا نخرج من نطاق عالمنا الخاص. فالشكر يحتضن الآخرين وتأثيرهم الإيجابي علينا ويفتح أمامنا أقسى القلوب حتى القلوب الحجرية. إن التعبير عن الشكر يولّد شعور بداخلنا كي نكون حسّاسين لمن حولنا ويجعلنا نفكر بدقة عالية طول الوقت لأنه بطبيعة الحال تقديم الشكر للآخرين يلزمنا نفكر في كل شيء قبلما نشكرهم ونسمّعهم كلمات رقيقة وعبارات حنونة. وعن اختبار شخصي، أود أن أبلغك اليوم أن عندما نفكر ونتأمل بالبركات العظيمة وغير المحدودة التي في حياتناسيصبح تجاوبنا العفوي والتلقائي هو تقديم الشكر بطريقة مستمرة وبشكل دائم. إن الشكر هي كلمة مهمة جدًا في قاموس الله. وفي النهاية، أحب أترككم مع هذه الكلمات الرائعة من الكتاب المقدس: ’’شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ‘‘ (أف ٥: ٢٠) آمين.