ليأتِ ملكوتكعينة

ليأتِ ملكوتك

يوم 8 من إجمالي 14

اليوم 08 – القيامة الجسدية (دانيال 12: 2)

حين خلقَ اللهُ البشرَ، أعطاهم أجسادًا وأرواحًا. في أثناءِ الحالةِ الوسطيةِ، تنفصِلُ أجسادُنا مؤقتًا عن أرواحِنا. لكن حين تبدأُ الحالةُ الأخيرةُ، تقومُ أجسادُ جميعِ الأمواتِ، ليواجهوا جميعًا الدينونةَ الأخيرةَ كأشخاصٍ كاملين. يُطلقُ على هذا الحدثِ عادةً اسمَ القيامةِ العامةِ لأنه يشملُ جميعَ الأمواتِ، سواءٌ كانوا مولودين من جديدٍ أو غيرَ مولودين من جديدٍ.

نجدُ تعليمًا واضحًا عن القيامةِ العامةِ في كلٍّ من العهدِ القديمِ والعهدِ الجديدِ. وتؤكِّدُ رسالةُ العبرانيين 6: 1-2 على أنها واحدةٌ من أهمِ العقائدِ التي لا بدَّ أن يُصدِّقَ عليها كلُّ مؤمنٍ.

في العهدِ القديمِ، علَّمَ الأنبياءُ بأن الأجسادَ الماديةَ التي ماتت وعادت إلى الترابِ ستقومُ ثانيةً من الترابِ، كي تواجِهَ الدينونةَ الإلهيةَ. يقولُ سفرُ دانيالَ 12: 2:

وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، وَهؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلازْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ (دانيال 12: 2).

وتنبأَ سفرُ إشعياءَ 26: 19-21 قائلًا:

أمواتُكُمْ سَيَحْيَوْنَ، جُثَثُكُمْ سَتُقُومُ مِنَ المَوتِ. اسْتَيقِظُوا وَغَنُّوا بِفَرَحٍ يا ساكِنِي التَّرابِ، ... تُصعِدُ الأرْضُ أرْواحَ الأمْواتِ الَّتِي فِيها... لأنَّ اللهَ سَيَخرُجُ مِنْ مَكانِهِ لِيُعاقِبَ سُكّانَ الأرْضِ عَلَى إثمِهِمْ. (الترجمة العربية المبسطة)

تشيرُ نصوصٌ أخرى من العهدِ القديمِ مثلُ المزمورِ 49: 7-15، والمزمورِ 73: 24-28، وسفرِ أيوبَ 19: 25-27 أيضًا إلى حدوثِ قيامةٍ للدينونةِ.

في العهدِ الجديدِ، أكَّدَ يسوعُ على القيامةِ العامةِ عدةَ مراتٍ. على سبيلِ المثالِ، في إنجيلِ متى 22: 31-32، وإنجيلِ لوقا 20: 35-38، دعا يسوعُ اللهَ باسمِ "إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ"، قائلًا إنه "لَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ". واستمعْ إلى ما قالَه يسوعُ في إنجيلِ يوحنا 5: 28-29:

تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ [أي صوت ابن الإنسان]، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ (يوحنا 5: 28-29).

نظيرُ العهدِ القديمِ، قالَ يسوعُ أيضًا إنَّ جميعَ الأمواتِ سيقومون في القيامةِ العامةِ كي يواجهَوا دينونةَ اللهِ. كما آمَنتْ شخصياتٌ أخرى جديرةٌ بالثقةِ في العهدِ الجديدِ بالشيءِ نفسِهِ، ومنهم مرثا في إنجيلِ يوحنا 11: 24، والرسلُ في سفرِ أعمالِ الرسلِ 4: 2. أيضًا أيَّدَ الرسولُ بولسُ القيامةَ العامةَ في سفرِ أعمالِ الرسلِ 17: 32، و23: 6، و24: 21، بالإضافةِ إلى كتاباتِه في رسالةِ 1 كورنثوسَ 15: 12-42.

يعلِّمُ العهدُ الجديدُ بأن القيامةَ العامةَ ستحدثُ عندَ عرشِ دينونةِ اللهِ، أو على الأقلِ إلى هناك سيُؤتى بكلِ البشريةِ بعد أن تُقامَ من الأمواتِ. استمعْ إلى رؤيا الرسولِ يوحنا في سفرِ الرؤيا 20: 11-13:

ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشًا عَظِيمًا أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ ... وَسَلَّمَ الْبَحْرُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِمَا. وَدِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ (الرؤيا 20: 11-13).

التفصيلةُ الأخيرةُ التي لا بدَّ أن نذكرَها عن القيامةِ العامةِ هي ما سيحدثُ لمن يظلون على قيدِ الحياةِ حين يأتي يومُ الدينونةِ. نظيرُ من أُقيموا من الأمواتِ، من لا يزالون على قيدِ الحياةِ أيضًا سيُدانون. تَذْكُرُ رسالةُ 1 كورنثوسَ 15: 51-52 هذه الحقيقةَ بإشارةٍ خاصةٍ إلى المولودين من جديدٍ. لكن ينطبقُ هذا أيضًا على جميعِ البشرِ في كلِّ مكانٍ. كما كتبَ بولسُ في رسالةِ 2 كورنثوسَ 5: 9-10:

لِذلِكَ نَحْتَرِصُ أَيْضًا ­ مُسْتَوْطِنِينَ كُنَّا أَوْ مُتَغَرِّبِينَ ­ أَنْ نَكُونَ مَرْضِيِّينَ عِنْدَهُ [أي عند الرب]. لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا (2 كورنثوس 5: 9-10).

عند الاكتمالِ، سيقومُ الأمواتُ، وينضمون إلى من لا زالوا أحياءً، ليقفَوا أمامَ عرشِ دينونةِ اللهِ. وهو سيدينُنا جميعًا بحسبِ ما صنعْنا. سيُدان من لم يكونُوا أمناءً من نحوِه على خطاياهم وينالون العقوبةَ الأبديةَ. أما من كانوا أمناءً – أي من وَلَدَهم الروحُ القدسُ من جديدٍ وتبرَّروا في المسيحِ – فسينالون مكافأةً أبديةً.

يوم 7يوم 9

عن هذه الخطة

ليأتِ ملكوتك

لقد فتن الناس لقرون بموضوع دراسة الأمور الأخيرة، أو نهاية الأيام. ولكن ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذا الموضوع الرائع؟ أيُّ مستقبلٍ قد خططه الله لخليقته وشعبه؟ في هذه السلسلة، ندرس ما تعلّمه الأسفار المقدسة عن الأيام الأخيرة، بالإضافة للعديد من الموضوعات الصعبة، مثل الحياة بعد الموت، والقيامة العامة، واكتمال ملكوت المسيح المِسيانيّ في السماوات الجديدة والأرض الجديدة.

More

ود أن نشكر Third Millennium Ministries على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/

خطط القراءة ذات صلة