ليأتِ ملكوتكعينة
اليوم 07 – محضر الرب (2 كورنثوس 5: 8)
في مواضعَ عديدةٍ، أعربَ كتّابُ وشخصياتُ الكتابِ المقدسِ عن إيمانِهم بأنه حين يموتُ المولودون من جديدٍ، تؤخَذُ نفوسُهم على الفورِ إلى محضرِ اللهِ في السماءِ. على سبيلِ المثالِ، في إنجيلِ لوقا 23: 43، قالَ يسوعُ للصِّ التائبِ على الصليبِ أنه في ذلك اليومِ نفسِه سيكونُ معه في الفردوسِ. ويتحدثُ سفرُ الرؤيا 6: 9 عن نفوسِ الشهداءِ تحتَ المذبحِ في خيمةِ اللهِ السماويةِ. كما اشتهى بولسُ الموتَ الجسديَّ حين تنطلقُ روحُه لتكونَ مع يسوعَ. استمعْ إلى ما كتبَه بولسُ في رسالةِ 2 كورنثوسَ 5: 8:
نُسَرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ (2 كورنثوس 5: 8).
وفي رسالةِ فيلبي 1: 23، قال:
لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا (فيلبي 1: 23).
حين يموتُ المولودون من جديدٍ، توضَعُ أجسادُهم في القبرِ، لكن تُؤخَذُ أرواحُهم على الفورِ إلى محضرِ الربِ في السماءِ، حيث تظلُ هناك حتى القيامةِ الأخيرةِ. يلزمُ أن نوضحَ هنا أن التعبيرَ العامَ "في القبرِ" يشملُ جميعَ من يموتون، سواءٌ وُضعِت أجسادُهم في قبورٍ فعليةٍ أم لا.
أيضًا، لا بدَّ أن نتوقفَ قليلًا كي نذكرَ أن بعضَ المؤمنين عبرَ التاريخِ قد علَّموا رأيًا يسمَّى "رقاد الروح". يقولُ هذا الرأي إن اللهَ لا يأخذُ أرواحَنا إلى السماءِ على الفورِ حين نموتُ. بل تظلُ أرواحُنا مع أجسادِنا، في حالةِ عدمِ وعيٍ، إلى أن يأتيَ يسوعُ ثانيةً. يلجأُ مؤيدو هذا الرأيِ إلى نصوصٍ من قبيلِ سفرِ دانيالَ 12: 2، ورسالةِ 1 كورنثوسَ 15: 51، اللذين يشيران إلى الأمواتِ وكأنهم نائمون.
لكن لا يتفقُ هذا الرأيُ مع الكتابِ المقدسِ. فكما رأينا، آمن يسوعُ، وبولسُ، وآخرون بأنهم سينعمون بالوجودِ بعضُهم مع بعضٍ في السماءِ بعدَ موتِهم مباشرةً. ويعلِّمُ الكتابُ المقدسُ بأن الشهداءَ موجودون هناك بالفعلِ، وفي كاملِ وعيِهم. ببساطةٍ، يُعَدُّ أفضلُ تفسيرٍ لما يقولُه الكتابُ المقدسُ عن نومِ أو رقادِ الأمواتِ أنه تعبيرٌ مخففٌ مجازيّ – أي وسيلةٌ بلاغيةٌ لطيفةٌ ومهذبةٌ لوصفِ الموتِ. قالَ يسوعُ نفسُه هذا عن موتِ لعازرَ في إنجيلِ يوحنا 11: 11-14، حين قالَ إن لعازَ قد "نامَ". يستخدمُ المسيحيون المعاصرون تعبيراتٍ مخففةً مجازيةً مشابهةً كأن يقولوا إن الأمواتَ قد "انتقلوا"، أو "رحلوا"، أو "ذهبوا ليكونوا مع الربِ".
عن هذه الخطة
لقد فتن الناس لقرون بموضوع دراسة الأمور الأخيرة، أو نهاية الأيام. ولكن ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذا الموضوع الرائع؟ أيُّ مستقبلٍ قد خططه الله لخليقته وشعبه؟ في هذه السلسلة، ندرس ما تعلّمه الأسفار المقدسة عن الأيام الأخيرة، بالإضافة للعديد من الموضوعات الصعبة، مثل الحياة بعد الموت، والقيامة العامة، واكتمال ملكوت المسيح المِسيانيّ في السماوات الجديدة والأرض الجديدة.
More
ود أن نشكر Third Millennium Ministries على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/