ليأتِ ملكوتكعينة
اليوم 05 – الموت الروحي (التكوين 2: 17)
من المثيرِ أن نفهمَ الموتَ الروحيَّ من نواحٍ توازي الموتَ الجسديّ. لكن يمكنُ لهذا أن يكونَ مضلّلًا بعضَ الشيءِ. فحينَ نموتُ جسديًّا، تنفصلُ أرواحُنا عن أجسادِنا. وتصيرُ أجسادُنا عاجزةً عن العملِ بمفردِها، وفي النهايةِ تتحللُ إلى أن تعودَ إلى الترابِ. لكن ونحنُ أمواتٌ روحيًا، تظلُ أرواحُنا نَشِطَةً داخلَ أجسادِنا. فيظلُ غيرُ المولودين من جديدٍ يفكرون، ويشعرون، ويحلمون، ويختارون، وينخرطون في العالمِ مثلُهم كمثلِ المولودين من جديدٍ تقريبًا في كلِّ شيءٍ. فهم ليسوا بشرًا آليين، وليسوا أيضًا أجسامًا دونَ عقلٍ. إذًا، ما هو الموتُ الروحيُّ تحديدًا؟
حِينَ أُفَكِّرُ فِي المَوْتِ الرُّوحِيّ، أَتَذَكَّرُ جَنَّةَ عَدْنِ. مِنْ المُشَوِّقِ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى العَهْدِ القَدِيم، وَخَاصَّةً إِلَى سِفْرِ التَّكْوِينِ، حَيْثُ أَوْصَى اللهُ آَدَمَ قَائِلًا: "مِنْ كُلِّ شَجَرِ الجَنَّةِ تَأَكُّل". تَقُولُ بَعْضُ التَّرْجَمَاتِ الإِنْجِلِيزِيَّةِ وَأَيْضًا تَرْجَمَاتٌ لِلُغَاتٍ أُخْرَى الآتِي: "لَدَيْكِ مُطْلقُ الحُرِّيَّةِ أَنَّ تَأْكُلَ". وَيَبْدُو أَنَّ اللهَ كَانَ يَقُولُ: "تَسْتَطِيعُ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ كُلِّ مَا يَشْتَهِيْهِ قَلْبُكِ. تَسْتَطِيعُ أَنَّ تَأكُلَ مَا تُرِيد. عَدَا هَذِهِ الشَّجَرَةِ الوَحِيدَة، فَإِنَّ أَكَلْتَ مِنْهَا، سَتَمُوتُ حَتْمًا وَتَمَامًا". أَيْ قَالَ اللهُ بِوُضُوحٍ إِنَّهُ بِمُجَرَّدِ أَكْلِ آَدَمَ مِنْ تِلْكَ الشَّجَرَةِ سَيَمُوتُ، لَا جسديًّا فَقَطْ، بَلْ رُوحِيًّا أَيْضًا. وَطَوَالَ العَهْدِ القَدِيمِ، نَرَى هَذِهِ الأُجْرَةَ البَشِعَةَ للخطية. بَلْ وَفِي العَهْدِ الجَدِيدِ أَيْضًا، يَتَحَدَّثُ بولسُ عَنْ هَذَا المَوْتِ الرُّوحِيّ. فَإِنَّنَا نَرَى نُصُوصًا مِثْلَ "أُجْرَةِ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ"، بِالإِضَافَةِ إِلَى مَا يَقُولُهُ نُصٌّ آخَرُ مَحْبُوبٌ لَدَيَّ: "الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ". مِنْ المُهِمِّ جِدًّا أَنْ نُدْرِكَ أَنْ الخَطِيَّةَ فَصلَتْنَا عَنِ الله، وَتَسَبَّبَتْ لنا فِي كَافَّةِ أَنْوَاعِ المَتَاعِب. عِنْدَمَا أُدْرِكُ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ أَنَّنِي أَخْطَأْتُ، وَصِرْتُ دُونَ المُسْتَوَى، أَتَسَاءَلُ: "مَاذَا يُمْكِنُنِي أَنْ أَفْعَلَ؟ إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ؟" وَهُنَا يَأْتِي دَوْرُ الإِنْجِيل.
— ق. جورج شامبلين
في البدءِ، خلقَ اللهُ آدمَ وحواءَ بحياةٍ روحيةٍ. من أين إذًا جاءَ الموتُ الروحيّ؟ الإجابةُ المختصرةُ هي: من عندِ اللهِ. حين تمرَّدَ آدمُ وحواءُ على اللهِ في جنةِ عدن، لعنَ اللهُ البشريةَ بموتٍ روحيّ. في سفرِ التكوينِ 2: 17، قالَ اللهُ لآدمَ:
وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ (التكوين 2: 17).
لكن كما نَعلَمُ من سفرِ التكوينِ الأصحاحِ 3، تكلَّمَ إبليسُ من خلالِ الحيةِ وأغوىَ حواءَ كي تأكلَ من الثمرةِ. وبعدما رأى آدمُ أن حواءَ أكلَت وعاشَت، أكلَ هو أيضًا. حينئذٍ، وبحسبِ بنودِ العهدِ الذي قطعَه اللهُ مع آدمَ، لعنهما اللهُ. لم يموتا في ذلك اليومِ، على الأقلِّ ليس بالجسدِ، لكنهما فَسَدَا روحيًا. وهذا الفسادُ الروحيُّ هو جوهرُ الموتِ الروحيّ. في رسالةِ رومية 7: 14-25، أشارَ بولسُ إلى هذا الفسادِ باسمِ "الطبيعةِ الخاطئةِ". ووصفَها قائلًا إن الخطيةَ تسكنُ داخلَ أجسادِنا، بل وتسيطرُ على أذهانِنا.
والأسوأُ من هذا أن الموتَ الروحيَّ يؤثِّرُ على كلِّ نسلِ آدمَ وحواءَ بالجسدِ. تُبيِّنُ نصوصٌ مثلُ إنجيلِ يوحنا 3: 5-7، ورسالةِ رومية 8: 10، ورسالةِ كولوسي 2: 13 أن كلَّ إنسانٍ، عدا يسوع، يأتي إلى هذا العالمِ وهو ميتٌ روحيًّا. فكما أشارَ بولسُ في رسالةِ رومية 5: 12-19، كان آدمُ ممثلَنا. وبالتالي، نشتركُ جميعًا في عقوبتِه.
الكلمة
عن هذه الخطة
لقد فتن الناس لقرون بموضوع دراسة الأمور الأخيرة، أو نهاية الأيام. ولكن ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذا الموضوع الرائع؟ أيُّ مستقبلٍ قد خططه الله لخليقته وشعبه؟ في هذه السلسلة، ندرس ما تعلّمه الأسفار المقدسة عن الأيام الأخيرة، بالإضافة للعديد من الموضوعات الصعبة، مثل الحياة بعد الموت، والقيامة العامة، واكتمال ملكوت المسيح المِسيانيّ في السماوات الجديدة والأرض الجديدة.
More
ود أن نشكر Third Millennium Ministries على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/