ليأتِ ملكوتكعينة
اليوم 03 – التوقعات غير المستوفاة (أعمال الرسل 1: 4-6)
في أثناءِ حياةِ يسوعَ وخدمتِه، لم يتمِّمْ جميعَ التوقعاتِ المعاصرةِ بشأنِ آخرِ الأيام. وقد وَلَّدَ هذا أحيانًا توترًا وارتباكًا لدى أتباعِه الأوائل. فقد كان عليهم أن يصارعوا مع ثلاثِ حقائقَ كان من الصعبِ المصالحةُ بينها. أولًا، كانوا يصدِّقون تعليمَ العهدِ القديمِ بأن المسيّا سيُنهي هذا الدهر، ويبدأ الدهرَ الآتي. ثانيًا، كانوا ملتزمين بحقيقةِ أن يسوعَ هو المسيّا. لكن ثالثًا، أدركوا أن يسوعَ لم يعملْ ما توقَّعوه. فهو لم يُنْهِ هذا الدهرَ، ولم يبدأْ الدهرَ الآتي بالكاملِ.
ليس من الصعبِ أن نفهمَ لماذا صارعَ المؤمنون الأوائلُ مع هذه الحقائق. فبدونِ شكٍّ، صدَّقَ يسوعُ على تعليمِ العهدِ القديمِ بأن المسيّا سيأتي بملكوتِ اللهِ على الأرض، وعلَّم بهذا قبلَ صلبِه. كما ظلَّ الرسلُ يعلِّمون به بعدَ صعودِه. كذلك أصرَّ يسوعُ ورسلُه أيضًا على كونِ يسوعَ هو المسيّا أو المسيحُ حقًا. لكن بما أنَّ هذه الحقائقَ لم تكن تقبلُ الشكَّ، لماذا لم يتمِّمْ يسوعُ، المسيّا، توقعاتِهم بشأنِ الدهرِ الآتي؟
من المحتمَلِ جدًا أن يسوعَ كان قد أمضى وقتًا، بعدَ قيامتِه، يفسرُ فيه السببَ الذي لأجلِه لم يعملْ كلَّ ما توقَّعَه أتباعُه. كتبَ لوقا أنه بعدَ قيامةِ يسوعَ من الأموات، أمضى أربعين يومًا يعلِّمُ الرسلَ عن ملكوتِ الله. ويبدو أن هذا يَعني ضمنًا أنَّ يسوعَ قد بذلَ الكثيرَ من الجَهدِ للتوفيقِ بينَ هذه الحقائق. لكن حتى بعدَ نهايةِ الأربعين يومًا من التعليمِ، ظلَّ الرسلُ غيرَ فاهمينَ لكلِّ شيءٍ بوضوح. استمعْ إلى روايةِ لوقا في سفرِ أعمالِ الرسلِ 1: 4-6:
وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ [يسوع] أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ الآبِ ... فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ، لَيْسَ بَعْدَ هذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ». أَمَّا هُمُ الْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَارَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟» (أعمال الرسل 1: 4-6)
كان هذا السؤالُ منطقيًا بالنسبةِ للرسلِ لأن العهدَ القديمَ يقولُ إنه في آخرِ الأيامِ سيسكُبُ اللهُ روحَه على كلِّ شعبِه. ففي سفرِ حزقيالَ 39: 27-29، وفي سفرِ يوئيلَ 2: 28-3: 2، ربطَ اللهُ بشكلٍ صريحٍ بين انسكابِ روحِه وردِّ المُلْكِ إلى إسرائيلَ. وبالتالي، كان من الطبيعيِّ أن يتساءَلَ الرسلُ عن هذه الرابطة. ولكن لم يَذكُرْ العهدُ القديمُ قطُّ وجوبَ تزامنِ هذين الحدثين. كما أخبرَ يسوعُ الرسلَ في سفرِ أعمالِ الرسلِ 1: 7-8:
لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ، لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ (أعمال الرسل 1: 7-8).
أصرَّ يسوعُ على كونِ توقيتِ الملكوتِ لم يُعلَنْ لأحد. حتى أنه في إنجيلِ متى 24: 36، وإنجيلِ مرقسَ 13: 32، قال إنه لم يُعلَنْ له هو نفسِه! – من جهةِ ناسوتِه. لا يُقصَدُ بهذا أن العهدَ القديمَ لم يتحدثْ عن توقيتاتِ أحداثِ الأيامِ الأخيرة. لكن لم يضمنْ العهدُ القديمُ على الإطلاقِ أن تقعَ هذه الأحداثُ بالتحديدِ كما توقَعَتْها الكنيسةُ الأولى.
عن هذه الخطة
لقد فتن الناس لقرون بموضوع دراسة الأمور الأخيرة، أو نهاية الأيام. ولكن ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذا الموضوع الرائع؟ أيُّ مستقبلٍ قد خططه الله لخليقته وشعبه؟ في هذه السلسلة، ندرس ما تعلّمه الأسفار المقدسة عن الأيام الأخيرة، بالإضافة للعديد من الموضوعات الصعبة، مثل الحياة بعد الموت، والقيامة العامة، واكتمال ملكوت المسيح المِسيانيّ في السماوات الجديدة والأرض الجديدة.
More
ود أن نشكر Third Millennium Ministries على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/