ليأتِ ملكوتكعينة
اليوم 02 – الفداء (التكوين 3: 15)
على جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ أَنْ يَعرِفُوا جَيِّدًا قِصَّةَ سُقُوطِ الإِنْسَانِ فِي الخَطِّيَّةِ، المُسَجَّلَةَ فِي الأصحاحِ 3 مِنْ سِفْرِ التَّكْوِينِ. فَقَدْ وَضَعَ اللهُ آَدَمَ وَحَوَّاءَ فِي جَنَّةِ عَدَن لِيَعْمَلَاهَا وَيَحْفَظَاهَا. لَكِنْ تَكَلَّمَ إِبْلِيسُ مِنْ خِلَالِ الحَيَّةِ فِي الجَنَّةِ. وَخَدَعَ حَوَّاءَ فَأَكَلَتْ مِنْ ثِمَارِ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ الخَيْرِ وَالشَّرّ، الَّتِي نهَى اللهُ عَنْ الأَكْلِ مِنْهَا. ثُمَّ أَعْطَتْ حَوَّاءُ الثَّمَرَةَ لِآَدَمَ، فَأَكِلَ مِنْهَا أَيْضًا. وَبِسَبَبِ هَذِهِ الخَطِّيَّةِ، صَبَّ اللهُ لَعْنَتَهُ عَلَى كُلِّ البَشَر، وَبَدَا وَكَأنَّ الرَّجَاءَ العَظِيمَ لِمَلَكُوتِهِ الإسخاتولوجي قَدْ تَلَاشَى. وَلَكِنْ وَضَعَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ خُطَّةَ فِدَاءٍ تُنَجِّي الأَفْرَادَ بِخَلَاصٍ شَخْصِيٍّ، وَتَسْتَعِيدُ رَجَاءَ مَلَكُوتِه المسياني العَظِيمِ عَلَى الأَرْض.
ظهرت خطةُ الفداءِ هذه لأولِ مرةٍ في سفرِ التكوينِ 3: 15، حين قالَ اللهُ للحية:
وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ (التكوين 3: 15).
يُطلقُ علماءُ اللاهوتِ على عرضِ الفداءِ هذا اسمَ بروتو إيفانجيليون أو "الإنجيلُ الأولُ"، لأنه كان عرضَ الخلاصِ الأولِ بعدَ سقوطِ البشرِ في الخطية.
يُؤْمِنُ بَعْضُ مُعَلِّمِي الكِتَابِ المُقَدَّسِ بِأَنَّ نَصَّ تَكْوِينِ 3: 15 رُبَّمَا هُوَ أَهَمُّ النُّصُوصِ عَلَى الإِطْلَاقِ فِي الكِتَابِ المُقَدَّس، لِأَنَّنَا فِيهِ نَنَالُ وَعْدًا، بَعْدَ السُّقُوطِ مُبَاشَرَةً، بِأَنْ يُرْسِلَ اللهُ مُخَلِّصًا يُنْهِي مُشْكِلَةَ الخَطِّيَّة. أَخْبَرَ اللهُ الحَيَّةَ وَالمَرْأَةَ عَنْ عَدَاوَةٍ سَتَنْشَأُ بَيْنَ نَسْلَيْهِمَا؛ سَتَسْحَقُ الحَيَّةُ عَقِبَ نَسْلِ المَرْأَة، لَكِنَّ ذَلِكَ النَّسْلَ سَيَسْحَقُ رَأْسَ تِلْكَ الحَيَّة. وَفِي بَقِيَّةِ الكِتَابِ المُقَدَّسِ نَجِدُ استعلانَ القِصَّةِ الفِدَائِيَّةِ الكُبْرَى لِسَحْقِ الرَّأْسِ هَذَا، الَّذِي تَمَّ فِي النِّهَايَةِ عَلَى صَلِيبِ الجُلْجُثَة، وَهُوَ سَحْقُ رَأسٍ نَشْتَرِكُ فِيهِ جَمِيعًا بِنَاءً عَلَى الأصحاحِ 16 مِنْ رِسَالَةِ رُومية وَالعَدَدِ العِشْرِينَ.
— د. داني أكين
حين وَعَد اللهُ بأن نسلَ المرأةِ سيهزمُ نسلَ الحية، أشارَ إلى فداءِ البشريةِ من لعنةِ الخطية. وطوالَ مدةِ الفداءِ الطويلة، ظلَّ اللهُ يؤكدُ على هذا التوقُّعِ من خلالِ أعمالِه الفدائيةِ – ولا سيما تلكَ الأعمالُ المرتبطةُ بعهودِه.
الكلمة
عن هذه الخطة
لقد فتن الناس لقرون بموضوع دراسة الأمور الأخيرة، أو نهاية الأيام. ولكن ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذا الموضوع الرائع؟ أيُّ مستقبلٍ قد خططه الله لخليقته وشعبه؟ في هذه السلسلة، ندرس ما تعلّمه الأسفار المقدسة عن الأيام الأخيرة، بالإضافة للعديد من الموضوعات الصعبة، مثل الحياة بعد الموت، والقيامة العامة، واكتمال ملكوت المسيح المِسيانيّ في السماوات الجديدة والأرض الجديدة.
More
ود أن نشكر Third Millennium Ministries على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/